خسائر كبيرة لموسم الشمندر السكري في سورية

30 أكتوبر 2021
تحديات زراعية متزايدة في سورية (رامي السيد/ Getty)
+ الخط -

تسبب إهمال وزارة الزراعة في حكومة النظام السوري بفقدان مئات المزارعين في سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي موسم الشمندر السكري الذي يعد مصدر السكر السوري.

ويعتبر سهل الغاب أهم موقع لزراعة هذه الثمرة، ويأتي ذلك تزامنا مع العديد من الأزمات المترافقة التي تثقل كاهل السوريين.

وقال المزارع أحمد الموسى وهو صاحب أرض زراعية في منطقة سهل الغاب لـ"العربي الجديد" إن المزارعين في مناطق سيطرة النظام السوري عموماً يعانون من أزمات كثيرة، آخرها أزمة استيراد بذور الشمندر السكري، الذي يعتبر محصولاً استراتيجياً تعتمد الكثير من العائلات عليه لتوفير الدخل. وأضاف أن وزارة الزراعة لم تتمكن هذا العام من استيراد البذور في الوقت المناسب، ومن الطبيعي أن يتراجع المزارع عن زراعة الشمندر لأن خطر فشل المحصول بات كبيراً، ونسبة نجاح المحصول لا تتعدى 10 في المائة.

وأشار إلى أن بذور الشمندر يجب أن تنبت قبل حلول الشتاء والصقيع الذي يقتل النبتة في مراحل نموها الأولى، ومن المفترض أن تكون بعمر قادرة فيه على مقاومة الصقيع عند حدوثه، وبالتالي المزارع يفضل عدم الدخول في هذه المخاطرة وسط خسارة مادية متوقعة.

إبراهيم العلي مهجر من المنطقة يقول لـ"العربي الجديد" إن الشمندر يزرع في سهل الغاب عادة على مرحلتين، الأولى في فصل الخريف في النصف الأول من شهر أكتوبر/ تشرين الأول والثانية شتوية نادرة جداً تكون في بداية يناير/ كانون الثاني، وهذه الزراعة دائما مهددة باحتمالية حدوث صقيع يؤدي إلى تلف المحصول.

وتعتبر بلجيكا الدولة الأولى التي تستورد منها حكومة النظام السوري بذور الشمندر المعروف بـ"وحيد الجنين"، ويعجز المزارع عن شرائها بنفسه لأن حكومة النظام تحتكر الاستيراد كما تحتكر عملية شراء المحصول. وشرح المهندس الزراعي فاضل اليوسف لـ"العربي الجديد" أن كيلوغراماً واحداً من البذور ثمنه 30 ألف ليرة سورية يرافقه ارتفاع حاد في أسعار الأسمدة وأيضاً ارتفاع أسعار الكهرباء والمحروقات، ما يصعب على المزارع دفعه.

وكانت زراعة الشمندر السكري قد تراجعت خلال السنوات الماضية في منطقة سهل الغاب بسبب الأعمال العسكرية التي قام بها النظام بدعم روسي ضد هذه المناطق، إضافة إلى صعوبة الاستيراد والتصدير. وتعد منطقة سهل الغاب إلى جانب السهول الزراعية في محافظة حمص من أهم المناطق السورية التي تنتج هذا المحصول الاستراتيجي إضافة إلى محاصيل القمح والشعير التي يلجأ المزارعون في معظم الأحيان إلى زراعتها بدلاً عن الشمندر كونها أقل تكلفة.

المساهمون