استمع إلى الملخص
- المزارعون مثل محمد صلاح ويحيى الناصيف شهدوا خسائر كبيرة تقدر بآلاف الدولارات، حيث أثرت الحرارة والأمراض الفطرية على مواسمهم بشكل مدمر.
- المهندس الزراعي أنس الرحمون أشار إلى أن الإجهاد الحراري، الأمراض الحشرية والفطرية، ونقص بعض العناصر الهامة للتربة كانت من الأسباب الرئيسية لتضرر مواسم العنب، مؤكداً على ضرورة التدخل السريع لتحسين الإنتاج.
تعرضت كروم العنب بما فيها الأوراق والعناقيد في إدلب لضرر وأمراض خلال الفترة الحالية من جراء عوامل عديدة جلها التوريق الجائر والحرارة المرتفعة، مسببة خسائر فادحة للمزارعين في تلك المناطق. وقال المزارع محمد صلاح عز الدين لـ"العربي الجديد" إنه اضطر لقص عدد من عرائش العنب في حقله الموجود في دركوش بعد يباسها بشكل كامل من جراء الحرارة المرتفعة، عدا عن تضرر أعداد أخرى يخشى أن تصل إلى حد اليباس أيضاً، ما سيشكل كارثة بما يتعلق بموسم العنب على وجه التحديد.
وأضاف أنه حاول تدارك التغير الذي طرأ على العرائش بالمياه والأسمدة دون جدوى، مرجعاً الأسباب الرئيسية بتلك المشكلة لتغيّر المناخ والانتقال المفاجئ من البرد إلى الحرارة العالية جداً، مؤكداً أن تلك الأمراض لم تطاول العرائش فحسب وإنما أيضاً أشجار الخوخ والأكي دنيا والمشمش والجنارك، مسببة يباسا في الأشجار وضياع سنوات من الجهد والتعب التي ذهبت سدى، وخاصة وأن تلك الأشجار تحتاج لسنوات مديدة لتنمو وتعود إلى سابق عهدها.
أما المزارع يحيى الناصيف المالك لبساتين واسعة من عرائش العنب على أطراف حارم شمال غرب إدلب فيقدر لـ"العربي الجديد" خسائره بآلاف الدولارات، بعد الضرر الكبير الذي طاول بساتين العرائش والتي تعتبر الموسم الوافر له كل عام. ويقول متحسراً إن ارتفاع الحرارة بشكل كبير هذا العام والأمراض الفطرية التي رافقتها قضت على آماله ليس بالموسم الحالي فحسب وإنما المواسم القادمة بعد يباس العديد من الأشجار والعرائش. وأضاف أن أرباحه تتجاوز الخمسة آلاف دولار في كل موسم عنب، غير أنه لم يستفد هذا العام إلا بموسم التوريق الذي لا يتعدى الألف دولار مقابل تكلفة تقدر بثلاثة آلاف دولار، موزعة بين مياه للري وأسمدة عضوية وكيميائية وأدوية وتشحيل، كان يأمل أن يعوض أضعافها من موسم العنب.
وللوقوف على المسببات لتلك الكوارث والخسائر قال المهندس الزراعي والناشط في أبحاث المناخ والبيئة أنس الرحمون لـ"العربي الجديد"، إن هناك أسباباً عديدة أدت لتضرر مواسم العنب هذا العام أهمها الإجهاد الحراري العالي وفي غير وقته"، فمن غير الطّبيعي أن يبدأ صيفُنا مع حرارة 43، الأمر الذي أدّى إلى ازدياد طردي في النتح، وعجز الجذور عن التّعويض في ظلّ ثبات الوارد المائي، والعطش الشديد". وأوضح أن الإصابة بالأمراض الحشرية أو العناكبية مثل العنكبوت الأحمر وهو نوع من أنواع العناكب الذي يصيب العرائش في حال ارتفاع درجات الحرارة يسبب اصفرار الأوراق ويلحق أضرارا كبيرة بالموسم.
وأشار إلى أن هناك مسببات أخرى فطرية كالبياض الدقيقي والبياض الزغبي، وأخرى فيزيولوجية تعود لفقدان بعض العناصر الهامة للتربة كالكالسيوم والمغنيزيوم والحديد والزنك والتي تظهر مسببات نقصها على شكل اصفرار أيضاً في الأوراق. وذكر أن هناك مسببات بيئية وهي التي لا يمكن التعامل معها ولا يمكن علاجها كارتفاع الحرارة الكبير، وخاصة ما حدث لعرائش العنب التي تم توريقها بشكل جائر ما أدى إلى انكشاف العناقيد لأشعة الشمس المباشرة ما أفضى ليباسها.
ولأن انتشار تلك الأمراض والأضرار التي طاولت عرائش العنب كبير، وفق ما ورد الرحمون من رسائل استفسارية للمزارعين المتضررين، لفت إلى أنه سيظهر بشكل حتمي تأثر سلبي على الإنتاج بطريقتين الأولى نوعية، أي إعطاء عناقيد بجودة أقل، وأخرى كمية بإعطاء مقدار إنتاج منخفض من ناحية الكيلوغرامات، بالتالي لا بدّ من الوقوف على الحالات حقلياً، والتدخل السريع حسب القصّة التي يرويها المزارع، والواقع الذي يظهره البستان.