تتجه العلاقات بين إيران من جهة والكويت والسعودية من جهة ثانية إلى تصعيد لافت مع تصاعد الخلاف حول حقل غاز الدرة، الذي تراه طهران حقلاً استثمارياً مشتركاً، بينما يرى الجانب الخليجي أنه "كويتي سعودي خالص".
فما أبرز الحقائق المرتبطة بهذا الحقل؟
يعود النزاع بين إيران والكويت إلى ستينيات القرن العشرين، حينما منح كل طرف حق التنقيب في حقول بحرية لشركتين مختلفتين، وهي الحقوق التي تتقاطع في الجزء الشمالي من الحقل.
عام 2011، بدأت إيران التنقيب في الحقل، ما دفع بالكويت والسعودية إلى عقد اتفاق لترسيم حدودهما البحرية والتخطيط لتطوير المكامن النفطية المشتركة.
ثم على مدى أعوام، أجرت إيران والكويت مباحثات لتسوية النزاع حول منطقة الجرف القاري على الحدود البحرية بين البلدين، إلا أنها لم تؤد الى نتيجة.
في ديسمبر/كانون الأول 2019، وقعت الكويت والسعودية مذكرة تفاهم "تضمنت العمل المشترك على تطوير واستغلال حقل الدرة"، وجاء الاتفاق الجديد في مارس/آذار 2022 ترجمة لها.
في 21 مارس/آذار 2022، وقعت السعودية والكويت وثيقة لتطوير الحقل تنص على قيام شركة عمليات الخفجي المشتركة، وهي مشروع مشترك بين "أرامكو لأعمال الخليج" و"الشركة الكويتية لنفط الخليج"، بالاتفاق على اختيار استشاري "يُجري الدراسات الهندسية اللازمة لتطوير الحقل".
في 26 مارس/آذار 2022، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن الاتفاق بين السعودية والكويت لتطوير حقل آرش/ الدرة للغاز خطوة "غير قانونية"، مؤكدة احتفاظ إيران بحق الاستثمار في الحقل المشترك بين الدول الثلاث.
وأشارت إلى أن هنالك أجزاء منه في نطاق المياه غير المحددة بين إيران والكويت، داعية إلى دخول الدول الثلاث في مفاوضات حول كيفية استثمار الحقل المشترك.
وفي 29 مارس/آذار، قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح إن "إيران ليست طرفاً في حقل الدرة فهو حقل كويتي سعودي خالص"، مشيراً إلى أن ما ذكره في مؤتمر صحفي في وقت سابق من اليوم نفسه مع وزير الخارجية الفرنسي عن حقل الدرة كان "المقصود به مفاوضات ترسيم حدود الجرف القاري بين الكويت والسعودية وإيران".
من جهته، أعلن وزير النفط الإيراني جواد أوجي أن عمليات الحفر في حقل "آرش" الغازي (وهو الاسم الإيراني للحقل) المشترك ستبدأ قريباً، مؤكداً أن الدراسات الشاملة للحقل المشترك قد اكتملت بحفر بئر التنقيب وإنجاز المسح الزلزالي.
وكتب أوجي في تغريدة له على موقع "تويتر"، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، أن عمليات الحفر في هذا الحقل ستبدأ قريباً بنصب القاعدة، مؤكداً أنه "رغم رغبتنا بالتفاوض والتعاون لتطوير الحقول المشتركة إلا أن الإجراءات الأحادية لا تمنع تنفيذ المشروع المذكور".
حقل غاز الدرة بالأرقام
هذا وتُقدّر كميات الغاز التي يمكن استخراجها من حقل الدرة بنحو 220 مليار متر مكعب، أو 7 تريليونات قدم مكعب.
من المتوقع أن يؤدي تطوير الحقل إلى إنتاج مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي يومياً، إضافة إلى إنتاج 84 ألف برميل من المكثفات يومياً، على أن يجري تقسيم الإنتاج بالتساوي بين الشريكين المعنيين.