قالت الجريدة الرسمية التركية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عين، اليوم الجمعة، حفيظة غاية أركان، المسؤولة التنفيذية المالية في الولايات المتحدة، رئيسة للبنك المركزي التركي.
وذكرت الجريدة الرسمية أن أردوغان عيّن سلفها شهاب قافجي أوغلو رئيسا لهيئة التنظيم والرقابة المصرفية (بي.دي.دي.كيه).
وتشير المؤشرات إلى أن أردوغان سيولي مهمة قيادة الدفة للفريق الاقتصادي الجديد ذي التوجه الليبرالي الموصوف بالتكنوقراط، والمكوّن من نائبه جودت يلماظ، ووزراء المالية والخزانة محمد شيمشك، والتجارة عمر بولات، والصناعة محمد فاتح قجر، بالإضافة إلى أركان، التي ستتولى قيادة البنك المركزي في وقت تتعرض فيه العملة التركية لضغوط شديدة.
واتجه الحديث، بعد انتهاء ماراثون الانتخابات، لفكرة استقدام الخبيرة المالية والمصرفية حفيظة غاية أركان من الولايات المتحدة، ليكتمل الانسجام بين الفريق الحكومي الذي تعوّل عليه تركيا بتخفيض نسبة التضخم إلى خانة الآحاد (التضخم الشهر الماضي 39.8%) وتحسين سعر صرف الليرة التركية التي خسرت أكثر من 19% من قيمتها هذا العام، إضافة لهدف تركيا المنشود بدخول نادي العشرة الكبار وتحقيق نسبة نمو 4.3% هذا العام، كما توقع البنك الدولي منذ يومين. فمن هي حفيظة غاية أركان التي يصفها مراقبون في تركيا بأصغر أستاذ مالي في البلاد؟
مواليد عام 1982
ولدت غاية أركان في إسطنبول عام 1982، وتخرجت من قسم الهندسة الصناعية بجامعة بوغازيجي عام 1997 بتقدير ممتاز، وبعد ذلك، انتقلت إلى الولايات المتحدة بعد قبولها من جامعة برينستون، وتلقت عروض منح دراسية من 9 جامعات، بما في ذلك ستانفورد وبرينستون وبوسطن وكورنيل وكاليفورنيا.
وشغلت أركان مناصب إدارية عليا في عدد من شركات الاستشارات المالية وأحد البنوك، وكانت من الشخصيات الاقتصادية التي لفتت انتباه بعض المجلات الاقتصادية بعد نيلها درجة الدكتوراة في الهندسة المالية والرياضيات التطبيقية من جامعة برينستون.
وأمضت الخبيرة التركية نحو 8 سنوات في "فيرسلت ريبابليك بنك" الأميركي، الذي استحوذ عليه بنك "جيه بي مورغان" مؤخراً. قبل أن تتدرج في بنك "فيرست ريبابليك" بين عدة مناصب، حتى وصلت إلى منصب الرئيسة التنفيذية وكبيرة مسؤولي الاستثمار.
خبرة بنكية كبيرة
كما عملت أركان، خلال مسيرتها، ما يقرب من عقد في بنك "غولدمان ساكس"، وعامين في شركة تيفاني آند كو، إلى جانب عضويتها في مجالس إدارات شركات أميركية، ما زاد من مراقبتها ومتابعتها في تركيا، بعد الاتفاق على وصفها بأنها رائدة في مجال الخدمات المالية ولديها خبرة عميقة في الأعمال المصرفية والاستثمار وإدارة المخاطر والتكنولوجيا والابتكار الرقمي.
واستقالت أركان مؤخرا من منصب الرئيسة التنفيذية لبنك "غراي ستون" (Greystone) المتخصص في قروض العقارات التجارية، ومقره نيويورك، بعد أشهر من قدومها إليه من مصرف "فيرست ريبابليك"، ما زاد التوقعات بتسلمها منصب المحافظ.
السياسة الاقتصادية التقليدية
تتزايد التوقعات، مع تسلم أركان المنصب، بأن تعود تركيا إلى السياسة الاقتصادية التقليدية وتحرك أسعار الفائدة حسب مقتضيات السوق والعرض والطلب، بعد أن نهجت، على مدى عامين، سياسة تخفيض سعر الفائدة رغم ارتفاع التضخم والنهج العالمي لرفع سعر الفائدة. وثبت المصرف المركزي برئاسة قافجي أوغلو سعر الفائدة، قبيل الجولة الثانية من إعادة الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي، عند 8.5%، وهو سعر آخر تخفيض جرى في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، حين أنهى سلسلة التخفيض من 10.5 إلى 8.5%، كان قد بدأها البنك المركزي في عهد قافجي أوغلو منذ شهر سبتمبر/ أيلول عام 2021، وقت كان سعر الفائدة 19%، ليخفضها 500 نقطة أساس دفعة واحدة، ومن ثم تخفيضات أخرى بالتدريج بين 100 و150 نقطة أساس، حتى وصلت في نوفمبر/ تشرين الأول من العام الماضي إلى 10.5%، قبل التخفيض الأخير المثبت حتى اليوم.