قال خبراء إنّ روسيا ربما تخسر نفوذها بدول آسيا الوسطى بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا بما فيه النفوذ الاقتصادي والمالي.
وذكر محللون لصحيفة "موسكو تايمز"، أنّ روسيا تفقد نفوذها على الدول السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى حيث تضغط الحرب في أوكرانيا بشكل متزايد على النفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي لموسكو.
في هذا الصدد، قال الخبير في علاقات روسيا مع آسيا الوسطى بول سترونسكي، "هنالك توتر بين موسكو وحكومات دول آسيا الوسطى".
وأشار إلى أنّ المسؤولين في آسيا الوسطى قلقون من غزو روسيا لأوكرانيا التي كانت ضمن جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة. وبحسب تقرير "موسكو تايمز"، مساء السبت، فإنّ منطقة آسيا الوسطى بدأت بتعزيز علاقاتها التجارية مع الدول الغربية بدلاً من روسيا.
وتشير الأرقام التجارية لعام 2022 إلى أنّ هنالك ضعفاً في نفوذ موسكو الاقتصادي على آسيا الوسطى.
وبحسب وكالة بلومبيرغ، عززت ألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، تجارتها مع كازاخستان بنسبة 80% في النصف الأول من عام 2022 و111% مع أوزبكستان.
وقال رئيس التحرير السابق لمحطة الإذاعة الروسية "إيخو موسكوفي" أليكسي فينيديكتوف، لصحيفة "موسكو تايمز"، إنّ روسيا والصين وتركيا تتنافس جميعها على النفوذ في آسيا الوسطى، لكن هذه الدول تواجه أزمات في الوقت الراهن، حيث تعاني الصين من مشاكل اقتصادية، وتركيا تبني نفسها كقوة إقليمية، وروسيا غارقة في أزمة أوكرانيا.
ووفق محللين، فإنّ النفوذ الروسي بدأ يتراجع في آسيا الوسطى، وهي المنطقة التي مارست فيها نفوذاً تاريخياً كبيراً منذ الحرب العالمية الثانية.
ولاحظت "موسكو تايمز" أنّ دول آسيا الوسطى التزمت إلى حد كبير بالعقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا.
وقال الخبير في آسيا الوسطى في أكاديمية العلوم الروسية ستانيسلاف بريتشين، إنّ دول آسيا الوسطى "باتت تبتعد عن روسيا"، وأضاف: "أنهم أوقفوا التهرب من العقوبات الغربية على روسيا".
وقال بريتشين إنّ البنوك في كازاخستان، وبدرجة أقل أوزبكستان وقرغيزستان، أغلقت إلى حد كبير ثغرة مصرفية، وسمحت للروس في الشهور الأولى من الغزو الروسي بالحصول على بطاقات فيزا وماستركارد بعد خروج شركات الدفع الدولية من روسيا.
كما علقت البنوك الكازاخستانية والقرغيزية والأوزبكية هذا الأسبوع نظام الدفع "مير" الروسي، الذي كانت تعوّل عليه موسكو كبديل عن فيزا وماستركارد بعد العقوبات وتخارج شركات بطاقات الائتمان من البلاد. وبالإضافة إلى ذلك، باع أكبر مصرف في روسيا "سبيربنك" فرعه الكازاخستاني في وقت سابق من هذا الشهر.
وبحسب "موسكو تايمز"، احتجزت كازاخستان شاحنات مليئة بالسلع الأوروبية الخاضعة للعقوبات كانت في طريقها إلى روسيا. وتبحث كازاخستان عن وسائل بديلة لتصدير نفطها بديلاً عن الموانئ الروسية.
وكانت روسيا قد تسببت في خسارة كازاخستان مداخيل النفط لشهور بسبب إيقافها التصدير عبر أنبوب يمر عبر موانئها.
ومنذ غزو الجيش الروسي لأوكرانيا، تدخلت موسكو عدة مرات لعرقلة صادرات النفط الكازاخستانية للأسواق العالمية. وعلى الرغم من الحجج التي استخدمتها موسكو لتبرير وقف إمدادات النفط الكازاخستاني للأسواق، ومن بينها حجج مخاطر بيئية وأعطال في خط الأنابيب ومنصات التصدير عبر ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود، وهو الميناء الوحيد لتصدير النفط الكازاخستاني، يبحث المسؤولون في أستانة عن بدائل للتصدير.
ويرى محللون أنّ فترة الضعف الروسي الحالية تمنح فرصة لدول آسيا الوسطى للفكاك من نفوذ موسكو على قراراتها الاستراتيجية.