حرب أوكرانيا تهدد بتفاقم أزمة الخبز في اليمن

10 ابريل 2022
تؤمّن أوكرانيا نحو ثلث إمدادات اليمن من القمح (فرانس برس)
+ الخط -

تمتد حقول مزروعة بالقمح في شمال غرب اليمن، لكن هذه الكميات غير كافية لإطعام سكان هذا البلد الذي يشهد حرباً مدمرة، بينما يتخوف اليمنيون من نقص القمح بسبب نزاع آخر يجري في أوكرانيا.

في محافظة الجوف، يجمع المزارعون البذور الثمينة، تمهيداً لطحنها وشحنها إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ عام 2014.

وفيما تتزايد أعداد الأشخاص الذين يواجهون خطر المجاعة، يرى اليمن، أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، حرباً أخرى تهدّد أمنه الغذائي، إذ تؤمن أوكرانيا نحو ثلث إمداداته من القمح.

وتحذّر المنظمات الإغاثية من أنّ نقص التمويل، وأحد أسبابه غياب ممولين رئيسيين في الخليج الثري، سيؤدي إلى تفاقم عواقب النزاع الذي قتل مئات آلاف وشرّد ملايين السكان ودمّر الاقتصاد وسبّب أكبر أزمة إنسانية في العالم.

داخل مخبز في صنعاء، ينكبّ محمد الجلال والعاملون لديه على إنتاج أرغفة الخبز. ويقول الخباز لوكالة فرانس برس إن "الدقيق متوافر في السوق. نحن خائفون من انعدامه بسبب الحرب بين أوكرانيا وروسيا".

وبحسب الجلال، فإنه يجب على التجار استيراد كميات كافية من القمح، داعياً "السلطات المحلية إلى دعم المزارعين لزراعة القمح" من أجل تحقيق "الاكتفاء الذاتي".

وسبّب النزاع على السلطة بين الحكومة والمتمردين المدعومين من إيران منذ بدأ في منتصف 2014، مقتل أكثر من 377 ألف شخص مباشرةً، أو بسبب تداعيات الحرب، وفق الأمم المتحدة.

ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها، بينما يسيطر تحالف عسكري بقيادة السعودية يقدم الدعم إلى قوات الحكومة، على الأجواء اليمنية.

ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة، فيما تقول الأمم المتحدة إن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

عبء ثقيل

يؤكد علي الخالد، مسؤول الإعلام في المؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب التابعة للمتمردين الحوثيين لـ"فرانس برس": "بسبب العدوان والحصار وبسبب الأزمة الحاصلة في أوكرانيا، لا سبيل أمامنا إلا التوجه للأمن الغذائي داخل البلد".

وأوضح أنه في مواجهة ذلك "نسعى للتوسع في زراعة الحبوب في اليمن بشكل عام ومنطقة الجوف بشكل خاص".

ودخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن حيّز التنفيذ منذ نحو أسبوع.

وأثارت الهدنة الهشة في اليمن الغارق في الحرب تفاؤلاً حذراً لدى كثير من السكان، الذين يخشون أن يصابوا بخيبة أمل جديدة.

وتنتج أوكرانيا نحو ثلث إمدادات القمح إلى اليمن، ما يثير خشية من تفاقم الجوع في بلد ارتفعت فيه أسعار المواد الغذائية أكثر من الضعف منذ العام الماضي، وفق الأمم المتحدة، وبات أغلب السكان، بطريقة أو بأخرى، غير قادرين على إعالة أنفسهم.

ويحذر علي الكبوس الذي يعمل في استيراد القمح وبيعه من أنه "إذا استمرت الحرب بين أوكرانيا وروسيا، فإن سعر القمح سيزيد هنا".

ومع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية أيضاً بسبب الحرب في أوكرانيا، يشير الكبوس إلى أن "هذا العبء سيزيد على المواطنين".

وبلغت أسعار السلع الغذائية العالمية "أعلى المستويات على الإطلاق" في آذار/مارس، في وقت عرقل الغزو الروسي لأوكرانيا صادرات القمح والحبوب، حسبما أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) الجمعة.

(فرانس برس)

المساهمون