في الدقائق الأولى من تعاملات أول يوم بعد الحادث، تراجع سهم شركة تسلا بأكثر من 4%، بعدما أكدت تقارير صحافية مصرع شخصين وإصابة ثلاثة آخرين، صدمتهم سيارة من إنتاج الشركة، فقد قائدها السيطرة عليها.
وقالت الشركة إنها لا تعتقد أن الحادث نتج عن عطل فني، حيث إن البيانات المأخوذة من السيارة تظهر عدم وجود دليل على استخدام الفرامل قبل وقوع الحادث، في حين أن اللقطات المصورة للسيارة، في اللحظات التي سبقت وقوع الحادث، لا تظهر تفعيل ضوء الفرامل، وفقاً لما نشرته وكالة بلومبيرغ.
وفي المقابل، أكدت الشركة أن بيانات السيارة توضح أن دواسة الوقود كانت مضغوطة بشدة في اللحظات التي سبقت وقوع الحادث.
وكان الحادث، الذي وقع قبل أكثر من أسبوع، في أحد أقاليم الصين الجنوبية، قد تسبب في مقتل سائق دراجة نارية وطالبة في المرحلة الثانوية.
وقالت شركة تصنيع السيارات الكهربائية الأشهر في العالم إنها تتعاون حالياً مع الشرطة في مقاطعة جوانجدونج الصينية لكشف ملابسات الحادث.
وقبل أسبوع، نشرت يورونيوز تقريراً أكدت فيه أن الشركة العملاقة بدأت في سحب أكثر من 40 ألف سيارة من إنتاجها في الولايات المتحدة معرضة للخطر، بسبب خلل في نظام القيادة.
وكانت وكالة سلامة الطرق الأميركية قد أبلغت في وثيقة مؤرخة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني عن خلل محتمل في هذا النظام، خاصة عند مرور السيارات فوق مطبات أو حفر.
وأوضحت الوكالة أن "غياب نظام التوجيه أو محدوديته لا يؤثر على التحكم في القيادة، لكنه قد يتطلب جهدًا أكبر من السائق، وخاصة أثناء السرعات المنخفضة"، مؤكدة أنه من أجل إصلاح المشكلة، فمن الضروري تحديث برمجيات السيارات المتأثرة وهي من طراز "إس" وطراز "إيكس" المصنعة بين 2017 و2021.
وأوضحت الشركة أن 97% من المركبات المتأثرة تم تحديثها بالفعل بحلول أول أيام الشهر الجاري، مشيرةً إلى أن السيارات المعنية لم يتجاوز عددها 314 سيارة، ومؤكدةً أنها لم تتلق بلاغات بحوادث أو إصابات أو وفيات ناجمة عن هذا الخلل.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، يتوجه الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مؤسس ورئيس شركة تسلا، إلى المحكمة، اليوم الإثنين، لسماع أقواله في ما يخص حزمة المكافآت التي يحصل عليها من الشركة، والمقدرة بمليارات الدولارات، بعدما تقدم أحد أعضاء مجلس إدارتها بطلب لتخفيضها أو إلغاء بعض بنودها.
وفي 2018، وافق مجلس إدارة تسلا على منح ماسك حزمة مكافآت، تشمل عقود خيارات على السهم ضمن امتيازات أخرى، تقدر قيمتها الإجمالية بحوالي 52 مليار دولار في السنة بأسعار الأسهم الأخيرة.
وزعم العضو المدعي أن مجلس إدارة تسلا في ذلك الوقت فشل في الكشف عن معلومات أساسية حول الراتب الذي يحصل عليه ماسك وكيفية تدبيره.
وامتلك ماسك، الذي شغل الأسواق أخيراً بقصة شرائه منصة التواصل الاجتماعي تويتر بمبلغ يتجاوز 44 مليار دولار، ما يقرب من 22% من الشركة في ذلك الوقت.
واستطاع أغنى رجل في العالم حالياً، بعد إقرار حزمة المكافآت المشروطة، أن ينتقل بالشركة الرائدة، التي أسسها وترأسها لسنوات، من قيمة سوقية تقل عن 60 مليار دولار إلى أكثر من 600 مليار دولار، احتلت بها صدارة قائمة أكبر شركات السيارات في العالم.
وتأتي المحاكمة هذا الأسبوع في وقت حرج لماسك، الذي استهل قراراته في تويتر بتسريح أكثر من 37 ألف موظف، يمثلون ما يقرب من نصف القوى العاملة في الشركة، ضمن مجموعة أخرى من القرارات الثورية.