- في الفيليبين، تم تبادل اتفاقيات تشمل السياحة، الأعمال، والاعتراف بشهادات البحارة، مما يعكس تطوير التعاون وتعزيز العلاقات الثنائية.
- الجولة تبرز رغبة قطر في فتح أسواق جديدة وجذب استثمارات آسيوية في قطاعات الطاقة والبتروكيماويات، مع التأكيد على تنويع الاقتصاد وتعزيز العلاقات الاستراتيجية.
تعزّز جولة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الآسيوية التعاون في العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الدوحة والدول التي شملتها الجولة. وبدأ أمير قطر زياراته، يوم الأحد، بالفيليبين، وأتبعها أمس الاثنين بزيارة بنغلادش، حيث يرتقب توقيع 11 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم بين البلدين اليوم الثلاثاء، ليختتم جولته لاحقاً في نيبال.
واعتبر خبراء اقتصاد، في حديثهم لـ"العربي الجديد"، أن الجولة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية تغيرات ومخاطر جيوسياسية واقتصادية مهمة، ما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون، بخاصة في مجال الغاز والطاقة والعلاقات التجارية.
وشهد أمير قطر والرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس جونيور مراسم تبادل عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين حكومتي البلدين، ومنها مذكرات للتعاون في مجالي السياحة وفعاليات الأعمال، والاعتراف المتبادل بشهادات البحارة، واتفاقية الإعفاء من متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والرسمية، ومذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة قطر وغرفة التجارة والصناعة الفيليبينية، وأخرى بين غرفتي تجارة وصناعة قطر وتجارة وصناعة مدينة دافاو.
وأكد أمير قطر، في منشور عبر حسابه الرسمي على "إكس"، أن زيارة الفيليبين تأتي في إطار الاهتمام الكبير بتطوير التعاون، والارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى المستوى الأمثل، وتعزيز المبادرات التجارية والاستثمارية المتبادلة.
وبلغت المبادلات التجارية بين قطر والفيليبين وبنغلادش ونيبال، خلال السنوات الخمس الأخيرة، 9 مليارات ريال (نحو 2.47 مليار دولار)، وتستحوذ بنغلادش على نصيب الأسد من حجم التجارة نتيجة توقيعها عقوداً طويلة المدى مع دولة قطر لتوريد الغاز الطبيعي، تليها الفيليبين بنحو مليار ريال، وفقاً لرئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني.
وقال الأستاذ في كلية الاقتصاد في جامعة قطر جلال قناص، في حديث مع "العربي الجديد"، إن جولة أمير قطر الآسيوية ستفتح أسواقاً جديدة لمنتجاتها، بخاصة في قطاعات الطاقة والبتروكيماويات والزراعة والسياحة، فضلاً عن جذب المزيد من الاستثمارات من الدول الآسيوية. ويلفت إلى أن الدولة الخليجية تسعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول الآسيوية، بخاصة في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة والبنية التحتية والتكنولوجيا والزراعة والاستثمار، لا سيما أنها تتمتع باحتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي، ما يجعلها شريكاً مهماً في مجال الطاقة لدول آسيا.
أكد أمير قطر، في منشور عبر حسابه الرسمي على "إكس"، أن زيارة الفيليبين تأتي في إطار الاهتمام الكبير بتطوير التعاون، والارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى المستوى الأمثل
ويقول الخبير في الاقتصاد الدولي رائد المصري، لـ"العربي الجديد"، إن قطر تعمل على تنويع خياراتها الاقتصادية، خصوصاً أنها الأقرب، من ناحية الموقع الجيوسياسي، إلى منظمة "آسيان"، لافتاً إلى أن الدولة الخليجية، التي تمتلك أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم (جهاز قطر للاستثمار) بأصول تتجاوز نحو 500 مليار دولار، تسعى للاستثمار في بلدان قابلة للتطور والنمو كدول القارة الآسيوية، ما يمنح قطر، عملاق مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، مكانة قوية على المستوى الاقتصادي والمالي والجيوسياسي.
وأكد المدير العام لصندوق قطر للتنمية خليفة بن جاسم الكواري أنه جرى تقديم مساعدات إنسانية وتنموية تزيد قيمتها عن 26.8 مليون دولار خلال السنوات الخمس الماضية إلى بنغلادش ونيبال والفيليبين، وفقاً لوكالة الأنباء القطرية (قنا). ووطدت قطر علاقاتها مع عمقها الآسيوي على مدار السنوات الماضية عبر انضمامها إلى الكيانات والتكتلات الآسيوية، كما باتت تلعب دوراً فاعلاً مع المنظمات الإقليمية والدولية في آسيا، ما يعزز مكانتها وتأثيرها في القارة وعلى الساحة العالمية، إلى جانب العلاقات الاستراتيجية الثنائية.