جنون بيتكوين والعملات الرقمية... من يكبح فورة الأسعار؟

11 نوفمبر 2024
قفزات في سعر عملة بيتكوين الرقمية عقب فوز ترامب/Getty
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت العملات الرقمية ارتفاعات قياسية في 2024، حيث زادت قيمة بيتكوين بنسبة تجاوزت 80%، مما جعلها تتفوق على الأسهم والذهب، وأصبحت وسيلة لحماية المدخرات في دول تعاني من التضخم والاضطرابات المالية.

- تزايد الاهتمام بالعملات الرقمية في العالم العربي، حيث تحتل الإمارات المركز الأول عالمياً في نسبة حائزي العملات الرقمية، تليها السعودية وتركيا، نتيجة للتحديات الاقتصادية التي تواجهها بعض الدول.

- التوقعات تشير إلى استمرار نمو سوق العملات الرقمية بدعم شخصيات مؤثرة، لكن يجب توخي الحذر من التقلبات الكبيرة لتجنب الخسائر المحتملة.

هناك ملايين من المواطنين العرب باتوا يستثمرون جزءاً من أموالهم في العملات الرقمية خاصة في العملات الشهيرة مثل بيتكوين وإيثريوم وغيرهما، ويعد الشرق الأوسط وآسيا من أبرز المناطق التي تقود الطلب العالمي على تلك العملات التي شهدت قفزات قياسية في عام 2024 حيث زادت قيمة بيتكوين بنسبة تجاوزت 80%، متفوقة على أداء أسعار الأسهم والذهب الجذابة.

قبل سنوات، كانت مصر في المقدمة من حيث عدد حائزي العملات الرقمية بين دول المنطقة برصيد يتجاوز 1.7 مليون شخص، لكن وفق أحدث الأرقام فإن الإمارات تحتل المركز الأول حيث يمتلك أكثر من 30% من سكان الدولة الخليجية عملات مشفرة، وبما يعادل نحو ثلاثة ملايين شخص تقريباً، وهي النسبة الأعلى في العالم مقارنة بعدد السكان.

وتأتي السعودية في المرتبة الثانية عربيا والمركز الرابع عالميا مع حيازة 15% من سكانها عملات الكريبتو الرقمية، فيما تحتل تركيا المرتبة الثالثة مع حيازة 19.3% من سكانها عملات رقمية. وهناك طلب متزايد على العملات المشفرة في دول عربية مثل العراق وقطر والكويت واليمن والمغرب وتونس والجزائر وليبيا وسورية ولبنان.

هناك حالة هوس عربية بتلك الأصول الرقمية عالية المخاطر ومتذبذبة السعر، حيث زاد الطلب عليها بشدة خاصة في الدول التي تعاني من تضخم مرتفع واضطرابات مالية وتهاوٍ في العملات

وعالميا تجاوز عدد المتعاملين في سوق العملات الرقمية 562 مليون شخص في العام 2024، بزيادة 34% عن عام 2023، ويمثل العدد 6.8% من سكان الأرض. وهناك إقبال متزايد على حيازة الأصول الرقمية خاصة في فيتنام وسنغافورة وإيران والولايات المتحدة وهي الدول التي تحتل مراتب متقدمة.

والملاحظ أن هناك حالة هوس عربية وعالمية بتلك الأصول الرقمية عالية المخاطر ومتذبذبة السعر، حيث زاد الطلب عليها بشدة خاصة في الدول التي تعاني من تضخم مرتفع واضطرابات مالية وتهاوٍ في العملات المحلية مثل الأرجنتين وفنزويلا وإيران، حيث أصبحت العملات المشفرة وسيلة لحماية المدخرات من التآكل الناتج عن التضخم والدولرة. كما لعبت العملات الرقمية دورا في تغلب روسيا وغيرها من الدول على العقوبات الغربية المفروضة عليها كما حدث عقب غزو أوكرانيا في فبراير 2022.

ومن هنا تأتي أهمية الكتابة عن التطورات الأخيرة في سوق العملات الرقمية نظراً لضخامة الأموال العربية المستثمرة بها، والتطورات المتلاحقة التي شهدتها أسعارها، ومستقبلها المتوقع، حيث استفادت تلك العملات من فوز دونالد ترامب الذي يدعمها بشدة، ووعد خلال حملته الانتخابية بأن يجعل الولايات المتحدة عاصمة العملات المشفرة العالمية.

كما استفادت العملات الرقمية من أجواء موجة خفض البنك الفيدرالي والبنوك المركزية الكبرى حول العالم سعر الفائدة على العملات الرئيسية ومنها الدولار واليورو، والنتيجة حدوث قفزات قياسية للأسعار في الفترة الأخيرة دفعت بنك "ستاندرد تشارترد" البريطاني إلى توقع وصول سعر بيتكوين إلى 200 ألف دولار وإيثريوم عند 10 آلاف دولار بنهاية العام المقبل 2025. كما توقع البنك الشهير ارتفاعًا قويًا لسعر العملتين الرقميتين خلال السنوات القادمة، وزيادة القيمة السوقية للأصول المشفرة ككل بنحو أربعة أضعاف حتى تصل إلى 10 تريليونات دولار بحلول موعد انتخابات التجديد النصفي الأميركية أواخر عام 2026.

قفزات العملات الرقمية قد تغري الباحثين عن الثراء السريع بالاستثمار بها مع عدم اختيار الوقت المناسب للشراء أو حتى البيع، وبالتالي تعرض صغار المدخرين لخسائر

بشكل عام، هناك حالة تفاؤل شديدة بين مستثمري العملات المشفرة بفوز ترامب بولاية ثانية الذي أطلق مع أبنائه ورجال أعمال منصة للعملات المشفّرة، واكتساح الجمهوريين دورة الانتخابات الأخيرة، وسيطرة الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ الأميركي، وتوقعات استفادة تلك العملات من بيئة تنظيمية مؤاتية في ظل الولاية الثانية لترامب الذي يؤيد بشدة هذا النوع من الأصول عكس إدارة بايدن المتحفظة.

ولذا وجدنا سعر بيتكوين يتجاوز 82 ألف دولار اليوم الاثنين للمرة الأولى على الإطلاق، وقفزت عملة "دوج كوين" المدعومة من رجل الأعمال إيلون ماسك الداعم لترامب في الانتخابات الأخيرة بنسبة 50% في أقل من أسبوع.

وتفوقت مجموعة من العملات الرقمية الأصغر على عملة بيتكوين الشهيرة خلال الأيام الأخيرة، وهناك توقعات متزايدة بأن يتم السماح لمزيد من العملات الرقمية، مثل سولانا، بإنشاء صناديق مخصصة للتداول في البورصة الأميركية، على غرار بيتكوين وإيثريوم، وهو ما يدعم ثقة المستثمرين في سوق العملات المشفرة.

قفزات العملات الرقمية الحالية قد تغري الباحثين عن الثراء السريع بالاستثمار بها مع عدم اختيار الوقت المناسب للشراء أو حتى البيع، وبالتالي تعرض صغار المدخرين لخسائر فادحة كما حدث مئات المرات في البورصات وأسواق المال، ولذا المطلوب هو الحذر ثم الحذر، فقد يندفع الصغار نحو الشراء في وقت يبيع الحيتان وقناصو الصفقات جزءاً مما يملكونه من أصول رقمية لجني أرباح رأسمالية ضخمة، وهنا تقع الفأس في الرأس.

المساهمون