جنون بيتكوين...توقعات بقفزات جديدة لأسعار العملات الرقمية في 2025

06 يناير 2025
هياج بيتكوين بلغ أعلى مستوى في ديسمبر الماضي (ليو جينفنغ/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الارتفاع الكبير في قيمة بيتكوين يعكس هشاشة النظام المالي العالمي وعدم الثقة في النقود التقليدية، مع توقعات بارتفاع سعرها إلى 185 ألف دولار هذا العام بسبب التبني المؤسسي وزيادة الطلب.

- تقرير "فوربس" يشير إلى استخدام المؤسسات لبيتكوين كوسيلة للتحوط، مع توقعات بوصول قيمتها إلى 200 ألف دولار بحلول 2025، مدعومة بالنمو في الطلب والمشهد التنظيمي المتطور.

- أربعة عوامل رئيسية تؤثر في توجهات بيتكوين: البيئة التنظيمية، التبني المؤسسي، معنويات السوق، وديناميكيات العرض، مما قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار.

يعكس الارتفاع الجنوني في سعر عملة بيتكوين، الأشهر بين العملات الرقمية، هشاشة النظام المالي العالمي وعدم الثقة في النقود التقليدية وسياسات البنوك المركزية. ورغم أن سعر العملة تراجع وبلغ حتى نهار أمس الأحد 97.647 ألف دولار، لكن هناك دلائل تشير إلى ارتفاع كبير في سعرها خلال العام الجاري، بسبب المخاوف من الاضطرابات في أسواق الصرف وارتفاع الديون السيادية التي ربما تدفع البنوك المركزية نحو العودة إلى سياسات "التيسير الكمي".

في هذا الصدد، تتوقع شركة غالاكسي للأبحاث الأميركية، أن يصل سعر بيتكوين إلى 185 ألف دولار هذا العام، مدفوعاً بزيادة التبنّي بين المؤسسات والشركات والدول للعملات المشفرة ضمن الأصول التي تتعامل بها. وتظهر صفقة الشراء التي نفذتها شركة Tether الأميركية بقيمة 700 مليون دولار لعملة بيتكوين، والتي رفعت إجمالي ممتلكاتها إلى 82.983 ألف قطعة بيتكوين، الطلب المستمر على العملة المشفرة كأصل احتياطي.

ووفق تقرير بمجلة "فوربس" الأميركية في 3 يناير الجاري، عزز السرد القائل بأن المؤسسات تستخدم بيتكوين لتعزيز مراكزها المالية. وفي الوقت نفسه، فإن عدم اليقين الاقتصادي، خاصة احتمال تجديد البنوك المركزية للتيسير الكمي، يزيد من جاذبية عملة بيتكوين كوسيلة للتحوط ضد انخفاض قيمة صرف العملات. ووفق التقرير، أظهر التاريخ أنه عندما تطبع البنوك المركزية النقود، غالبًا ما تستفيد عملة بيتكوين؛ حيث يبحث المستثمرون عن ملجأ في الأصول الثابتة ذات العرض الثابت.

ويشير التقارب بين التبني المؤسسي ورياح الاقتصاد الكلي المواتية، إلى أن عام 2025 قد يكون عاماً محورياً بالنسبة للمستثمرين والمؤسسات على حد سواء. وبات السؤال ليس ما إذا كانت عملة بيتكوين ستستمر في النمو، ولكن ما هو السعر الذي سيقف عنده الارتفاع؟

في هذا الشأن، توقّع بنك ستاندرد تشارترد البريطاني، في تقرير حديث، أن تصل قيمة عملة بيتكوين إلى 200 ألف دولار في عام 2025. وتستند هذه التوقعات إلى النمو المتوقع في الطلب على العملات المشفرة، والمشهد التنظيمي المتطور الذي قد يفضّل الأصول الرقمية.

كما توقّع رئيس قسم الأبحاث في شركة غالاكسي ديجيتال الأميركية، أليكس ثورن، أن تتجاوز عملة بيتكوين 150 ألف دولار في النصف الأول من عام 2025، ويمكن أن تصل إلى 185 ألف دولار بحلول الربع الرابع من نفس العام. ويدعم هذا التوقع التبني المؤسسي المتوقع والقبول الأوسع لبيتكوين كفئة أصول مشروعة. كما قدّر المستثمر الأميركي الذي يملك شركة استشارات في العملات المشفرة، فان أيك، أن ترتفع قيمة عملة بيتكوين إلى 180 ألف دولار في عام 2025. ويشير تحليله إلى أن زيادة التبني السائد وظروف السوق المواتية ستؤدي إلى هذه الزيادة في الأسعار.

من جانبه، قدم العملاق المالي تشارلز شواب تنبؤاً أكثر طموحاً، في ديسمبر الماضي، حيث أشار إلى أن عملة بيتكوين قد تصل إلى مليون دولار، إذا أنشأت الولايات المتحدة احتياطيا استراتيجيا من العملة الرقمية. ويتوقف هذا السيناريو على تغييرات كبيرة في السياسات المالية وزيادة الاستثمار المؤسسي. 

توجهات عملة بيتكوين

ويرى محللون أن هناك 4 عوامل رئيسية ستؤثر في التوجهات السعرية لعملة بيتكوين في العام الجاري 2025. وهذه العوامل هي، أولاً: البيئة التنظيمية، إذ من المتوقع أن يخضع المشهد التنظيمي للعملات المشفرة لتغييرات كبيرة في العام الجديد، خاصة مع السياسات المتوقعة من إدارة ترامب. وتضمنت وعود حملة ترامب بيئة تنظيمية أكثر ملاءمة للعملات المشفرة، وهو ما يمكن أن يعزز ثقة المستثمرين من المؤسسات والأفراد في الأصول الرقمية.

وقد يؤثر التعيين المحتمل لمدافعين عن العملات المشفرة في مناصب تنظيمية رئيسية، مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات، أيضاً على معنويات السوق بشكل إيجابي. وفي هذا الصدد، قال جيمس باترفيل، من شركة كوين شير الأميركية، في ديسمبر الماضي، إنه يرى أن الأسعار المحتملة لبيتكوين قد تصل إلى 150 ألف دولار في عام 2025، بسبب تأثير سياسات ترامب المقترحة على تنظيم العملات المشفرة.

والعامل الثاني الذي سيدفع بيتكوين للصعود، التبنّي المؤسسي المتزايد للعملة الرقمية، خاصة بعد الموافقة على صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs). ومن المرجح أن يستمر هذا الاهتمام في العام الجاري، حيث تعترف المزيد من المؤسسات المالية ببيتكوين كفئة أصول مشروعة. ومن الممكن أن تؤدي المشاركة المتزايدة من جانب الشركات والدول إلى دفع الطلب بشكل كبير، مما يدفع الأسعار إلى الارتفاع.

وفي هذا الشأن، توقّع ماركوس ثيلين، من شركة ماتريكسبورت، وهي شركة خدمات مالية أميركية متخصصة في العملات المشفرة، في ديسمبر الماضي، أن تصل عملة بيتكوين إلى 160 ألف دولار في عام 2025، بناء على الطلب المستمر على صناديق الاستثمار المتداولة وظروف الاقتصاد الكلي المواتية.

أما العامل الثالث، فهو معنويات السوق والمضاربة، حيث تلعب معنويات السوق دورا حاسما في تسعير العملات المشفرة. ويمكن أن تؤدي الأخبار الإيجابية المتعلقة باعتماد بيتكوين أو الوضوح التنظيمي إلى اتجاهات صعودية، في حين أن الأخبار السلبية يمكن أن تؤدي إلى عمليات بيع. كما أن الشعور العام المحيط ببيتكوين بعوامل الاقتصاد الكلي والأحداث الجيوسياسية والتطورات داخل مجال العملات المشفرة نفسها.

أما العامل الرابع والأخير، فهو ديناميكيات العرض، حيث يلاحظ أن انخفاض معدل إنشاء عملات بيتكوين الجديدة، أدى إلى اختلال التوازن بين العرض والطلب، والذي يدعم تاريخياً زيادات الأسعار. ويؤدي انخفاض المعروض من عملات بيتكوين الجديدة إلى ارتفاع الطلب بسبب زيادة التبني والاهتمام بالاستثمار، وقد تؤدي هذه الديناميكية إلى ارتفاع كبير في الأسعار في عام 2025.

وأعرب محللون في شركة بتوايز الأميركية عن تفاؤلهم بشأن وصول بيتكوين إلى 200 ألف دولار بحلول نهاية عام 2025، مع تحول ديناميكيات السوق بشكل إيجابي نحو الأصول الرقمية.وظهرت عملة بيتكوين رسمياً إلى حيز الوجود في 3 يناير 2009، عندما قام ساتوشي ناكاموتو الياباني بتعدين كتلة التكوين (الكتلة رقم 0) من العملة المشفرة. وتحتوي هذه الكتلة على مكافأة 50 بيتكوين، وتضمنت رسالة مضمنة تشير إلى عنوان رئيسي من صحيفة التايمز: "المستشار على حافة خطة الإنقاذ الثانية للبنوك".

وتم تفسير هذه الرسالة على أنها طابع زمني وتعليق على عدم الاستقرار المالي الناجم عن الأنظمة المصرفية التقليدية. في البداية، عندما تم إطلاق عملة بيتكوين في يناير 2009، كان سعرها صفراً فعلياً، إذ لم يتم تداولها بعد في أي من البورصات. وحدثت أول زيادة مسجلة في الأسعار في أكتوبر 2010، عندما بدأت قيمة بيتكوين في الارتفاع فوق 0.10 دولار. وبحلول أواخر أكتوبر 2010، وصلت إلى حوالي 0.30 دولار.

ومع ذلك، لم يكن الأمر كذلك حتى فبراير 2011 عندما تجاوزت عملة بيتكوين دولارا لأول مرة. واستمر السعر في التقلب بشكل كبير مع مرور الوقت، واكتسب شعبية كبيرة بين المتداولين منذ منتصف العقد الماضي، حينما ظهر مليونيرات شباب بنوا ثروتهم عبر الاستثمار في العملات المشفرة.

المساهمون