جمعية مصارف لبنان تحذر من تبعات إدراجه على لائحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب

19 اغسطس 2024
مقر مصرف لبنان المركزي في منطقة الحمراء، 31 يوليو 2023 (جوزف عيد/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حذر الأمين العام لجمعية مصارف لبنان، فادي خلف، من تبعات إدراج لبنان على اللائحة الرمادية المتعلقة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب، مما يهدد النظام المالي اللبناني المتأزم.
- أكد خلف أن مصرف لبنان اتخذ إجراءات سريعة وفعالة لتجنب هذا الإدراج، بما في ذلك تقوية آليات الرقابة على التحويلات المالية، لكن التحديات لا تزال كبيرة.
- أشار خلف إلى أن الاقتصاد النقدي والفساد في المؤسسات الحكومية والملفات العالقة في القضاء اللبناني تشكل تحديات رئيسية أمام التزام لبنان بالمعايير الدولية.

حذر الأمين العام في جمعية مصارف لبنان فادي خلف اليوم الاثنين، من تبعات احتمال إدراج لبنان على اللائحة الرمادية المتعلقة بعمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

وفي افتتاحية التقرير الشهري للجمعية، كتب خلف أنه "خلال الأشهر الأخيرة، انشغل القطاع المالي اللبناني بمخاطر إدراج لبنان على اللائحة الرمادية من قبل مجموعة العمل المالي (FATF)، وهو ما قد يهدد النظام المالي اللبناني المتأزم أساساً"، مضيفاً: "لقد حذرت جهات دولية ومحلية من تأثيرات هذا الإدراج على التعاملات المالية والاقتصاد اللبناني، كما تم تسليط الضوء على الدور الذي لعبه حاكم مصرف لبنان بالإنابة، وسيم منصوري، في تجنيب لبنان هذا الإدراج حتى الآن".

ورأى أن "إدراج لبنان على اللائحة الرمادية يعني وضع النظام المالي اللبناني تحت مراقبة شديدة، مما سيزيد من تعقيدات التعاملات المالية، وسيكون لذلك تأثيرات سلبية على التعاملات المصرفية مع الخارج. وسيفاقم الإدراج أزمة الثقة التي يعاني منها الاقتصاد اللبناني، بما سيؤثر حكماً على إمكانية استقطاب الأموال من الخارج في المستقبل".

كما أكد أن "مصرف لبنان قام بتحركات سريعة وفعالة لتجنب إدراج لبنان على اللائحة الرمادية ونجح حتى الآن في المهمة، حيث تم العمل على عدة صعد: الاتصالات مع الجهات الدولية. تقديم التقارير الدورية. تقوية آليات الرقابة على التحويلات المالية. وبدورها واكبت المصارف هذه الجهود بإجراءات مُكمّلة، ما ساهم حتى الآن بتجنب إدراج لبنان على اللائحة الرمادية".

إلا أنه على الرغم من الإجراءات المذكورة أعلاه، كتب خلف أنه تم توجيه عدد من الملاحظات المهمة للبنان في ما يتعلق بجهوده في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ومن هذه الملاحظات:

1 - الاقتصاد النقدي في لبنان

استمرار توسع الاقتصاد النقدي في لبنان لا يزال يمثل مصدر قلق رئيسي لمنظمة FATF، حيث يسهم في صعوبة تتبع الأموال ومكافحة النشاطات غير المشروعة. هذا الوضع يفاقم التحديات ويضع جزءاً كبيراً من التعاملات المالية خارج نطاق رقابة مصرف لبنان والمصارف.

2 - مكافحة الفساد في لبنان

تم التأكيد على أن الفساد في المؤسسات الحكومية يشكل تحدياً كبيراً أمام تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لضمان التزام لبنان بالمعايير الدولية. وطلبت FATF من لبنان اتخاذ خطوات سريعة وفعالة لمعالجة هذا الأمر.

3 - الملفات العالقة في القضاء اللبناني

عبّرت FATF عن قلقها بشأن الملفات العالقة في النظام القضائي اللبناني، مشيرة إلى أن التأخير في معالجة هذه القضايا يُضعف الجهود المبذولة لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وأكدت FATF على أهمية استقلالية القضاء وتسريع البت في القضايا الحساسة لضمان تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بفاعلية".

وانتهى خلف إلى القول إنه على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها مصرف لبنان لتجنب إدراج لبنان على اللائحة الرمادية وما تقوم به المصارف من تدقيق في التحويلات، فإن التحديات لا تزال كبيرة ولبنان ما يزال تحت المجهر الدولي، وأمامه استحقاق اجتماع FATF في الخريف المقبل. يبقى على الدولة اللبنانية ومؤسساتها الرسمية ومختلف القوى السياسية تحمل مسؤولياتهم في مكافحة الفساد والحد من هيمنة الاقتصاد النقدي، وذلك لضمان عدم وقوع لبنان في المزيد من الأزمات المالية التي قد تكون عواقبها كارثية على البلاد.

المساهمون