اعترف الملياردير الأميركي كارل إيكان بأنّ رهانه على انهيار السوق كلّفه خسارة نحو 9 مليارات دولار على مدى 6 سنوات.
وقال مؤسس شركة الاستثمارات "Icahn Capital Management"، في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، أمس الجمعة: "ربما أخطأت في عدم الالتزام بنصائحي في السنوات الأخيرة".
كما عزا الخسائر إلى تريليونات الدولارات التي ضخها مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في الاقتصاد خلال أزمة تفشي وباء كورونا عامي 2020 و2021.
واعترف إيكان بأنه كان مخطئاً في المراهنة على انكماش واسع في السوق، وهي توقعات كلّفت شركته ما يقرب من 9 مليارات دولار على مدى 6 سنوات.
دخل الملياردير الأميركي، منذ الأزمة المالية العالمية، في استثمارات قصيرة المدى في جميع المجالات تقريباً، من أسواق الأسهم وصولاً إلى الرهون العقارية.
ومنذ عام 2027، بدأت استراتيجيته الاستثمارية في التراجع، حيث خسر 1.8 مليار دولار في 2017 وحده، و7 مليارات دولار أخرى بين 2018 والربع الأول من هذا العام.
لكنه حقق في ذات الوقت 6 مليارات دولار من استثماراته النشطة بالتوازي مع خسارة 9 مليارات دولار في الاستثمارات قصيرة الأجل، ما أدى إلى خسارة صافية تقارب 3 مليارات دولار.
دروس ثلاثة
وقال إيكان، لـ"فاينانشال تايمز"، إنّ هناك 3 دروس من خسارته تلك:
- أولها أنه "خالف في السنوات الأخيرة نصيحته بأنه لا يوجد أحد يمكنه اختيار السوق على أساس المدى القصير أو المتوسط".
- والدرس الثاني هو عدم استثمار مبالغ ضخمة في الأوراق المالية خاصة في حالة التقلب الحاد بالبورصات، حيث استثمر 15 مليار دولار في الأوراق المالية، وهو ما كان أحد أسباب الخسارة.
- أما الدرس الثالث، فهو أنّ على كبار المستثمرين عدم الدخول في صراع مع مجلس الاحتياط الفيدرالي، وأشار، للدلالة على ذلك، إلى أنه في ذروة الوباء، اعتقد أنّ السوق تمرّ بمشاكل كبيرة، لكن ضخّ الاحتياط الفيدرالي تريليونات الدولارات في السوق لمحاربة كوفيد 19 أدى لخسارة مجموعته "إيكان إنتربرايز" نحو 4.3 مليارات دولار.
كسب المال.. من "الغباء الطبيعي"
وتتلخص نظرية إيكان في تكوين الثروة، وفقاً لما كتبه على "تويتر" منذ وقت قصير، في أنّ "بعض الناس يصبحون أثرياء بدراسة الذكاء الاصطناعي. أنا أكسب المال من دراسة الغباء الطبيعي".
ويوضح الملياردير، وفقاً لما ينقله عنه موقع فوربس، أنّ السبب في ثروته ليس عبقرية شخصية، وإنما خلل النظام القائم على فكرة أصحاب المصلحة، والذي تعمل فيه الشركة بأسلوب يفيد جميع أصحاب المصلحة من دون استثناء.
وأمضى إيكان حياته المهنية يحاول إجبار الرؤساء التنفيذيين ومجالس الإدارة على القيام بما يريد، مع تركيز لا يلين على زيادة أرباح المساهمين، في ما يراه الطريقة المثلى التي تفيد الجميع، وفقاً لـ"فوربس".