أزاحت "تويوتا موتور كورب" اليابانية الستار عن نسخة أكثر أناقة وطويلة مدى السفر من سيارتها "ميراي" Mirai، العاملة بالهيدروجين، بعدما كانت الشركة قد أطلقت في العام 2014، أول مركبة تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية ذات الإنتاج الضخم في العالم، محققة قفزة في التكنولوجيا، حيث إن السيارة تُزوّد بغاز الهيدروجين، وتُشحن في أقل من 5 دقائق، وتسافر كما تفعل أي سيارة عاملة بالبنزين، بينما تنبعث منها المياه فقط كبخار.
لكن مع ذلك، وعلى مدى السنوات الست الماضية، بيعت نحو 11 ألف سيارة فقط في سوق يزداد ازدحاماً بالسيارات التي تعمل بالبطاريات.
ومن شأن الجيل الثاني من "ميراي" أن يشكل قفزة نوعية، حيث زادت "تويوتا" نطاق السيارة بنسبة 30% إلى 850 كيلومتراً (528 ميلاً)، لكل شحنة، بإضافة خزان وقود ثالث تحت أرضية السيارة المُحسّنة التي تُعد من الناحية الديناميكية الهوائية أكثر جاذبية من الناحية المرئية، كما أن سعرها لا يزال باهظاً، إذ يبدأ من 7.1 ملايين ين، تناهز 68 ألف دولار.
وتطمح "تويوتا" إلى زيادة عدد سيارات "ميراي" على الطرق إلى 10 أضعاف مع إطلاق الجيل الثاني منها. لكن، نظراً للامتصاص البطيء ونقص محطات التزوّد بالوقود بالهيدروجين في اليابان، فإن السؤال المطروح، بحسب "بلومبيرغ"، هو لماذا تستمر "تويوتا" في المضي قدماً في هذه التكنولوجيا؟
وصف البعض الهيدروجين بأنه المفتاح الذي سيمكّن الدول من إزالة الكربون من بعض القطاعات الأكثر تلويثاً في اقتصاداتها، مثل التكرير والتدفئة والنقل، حيث يمكن استخدام الوقود ليحل محل الغاز والديزل، علماً أن الهيدروجين نفسه يحمل 3 أضعاف الطاقة لكل وحدة وزن مثل البنزين، ويُمكن إنتاجه في أي مكان بالكهرباء والمياه، ومن المحتمل عدم إطلاق أي انبعاثات كربونية في هذه العملية إذا تم توليد الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة.
إلا أن تحولاً كهذا سيكون مكلفاً للغاية، إذ تقدر وحدة "بلومبيرغ نيو إنيرجي فاينانس" أن توليد ما يكفي من الهيدروجين لتلبية رُبع احتياجات الطاقة في العالم يتطلب استثمار 11 تريليون دولار في البنية التحتية للإنتاج والتخزين والنقل، في الوقت الذي يتردد مورّدو البنية التحتية، مثل محطات الشحن والوقود نفسه، في الاستثمار بزيادة العمليات بما يكفي لخفض التكاليف.
وفي المقابل، لا يرغب المستهلكون والشركات في الالتزام بالمنتجات التي تعمل بوقود الهيدروجين بسبب الكلفة ونقص البنية التحتية. عموماً، تتجلى هذه المشكلة في قطاع النقل على نحو مباشر في عدم وجود محطات وقود للتزوّد بالهيدروجين، بينما يتردد المشغلون في الاستثمار في محطات جديدة، حيث إن عدداً متزايداً من شركات السيارات العملاقة، مثل "مرسيدس-بنز" Mercedes-Benz AG، و"فورد" Ford Motor Co، و"جنرال موتورز" General Motors Co، يبتعد حتى الآن عن هذا الاتجاه.