توقيع اتفاق مشروع خط الغاز العابر للصحراء بين الجزائر ونيجيريا

28 يوليو 2022
يمتد الخط 4 آلاف كيلومتر من نيجيريا إلى الجزائر مروراً بالنيجر (Getty)
+ الخط -

وقعت الجزائر ونيجيريا والنيجر على اتفاق جديد ينص على البدء رسميا في إنجاز مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، على مسافة 4 آلاف كيلومتر، لنقل الغاز من نيجيريا عبر النيجر إلى السواحل الجزائرية تمهيدا لتصديره إلى أوروبا.

ووقع على الاتفاق كل من وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، ووزير الموارد البترولية النيجيري تيميبري سيلفا، ووزير البترول والطاقة في النيجر ساني محمدو، خلال اجتماع عقد اليوم  في الجزائر، حضره المدير العام لمجمع المحروقات الجزائري "سوناطراك" توفيق حكار.

وقال عرقاب، في تصريح صحافي بعد التوقيع على الاتفاق، إن "مذكرة التفاهم هذه تعد إشارة قوية للعالم حول الانطلاق في تجسيد هذا المشروع المهم، وهي تعبر عن إرادة الأطراف الثلاثة لتجسيد هذا المشروع الطموح والكبير، ومن أهم القرارات تشكيل لجنة تقنية ولجنة مراقبة لوضع اللمسات الأولية للدراسة وتفعيل المشروع من كل جوانبه".

وأضاف عرقاب: "اجتماع اليوم كان مكملا للاجتماعات السابقة، وتوصلنا لوضع مذكرة تفاهم لمواصلة كل البرامج المقررة لإنجاز مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، والذي يعد رهانا ضخما لنقل الغاز يربط هذه البلدان الثلاثة على طريق يبلغ طوله نحو 4 آلاف كيلومتر".

وقال وزير الموارد البترولية لدولة نيجيريا إن اتفاق الجزائر "هو ثمرة التزام الدول الثلاث لتطوير وتجسيد هذا المشروع لما يحمله من انعكاسات إيجابية على الأمن الطاقوي لأفريقيا"، فيما أكد وزير النفط والطاقة في دولة النيجر أن المشروع يسمح للدول الأفريقية بإنشاء مشاريع كبرى في ما بينها، وهو ما يسمح أيضا بتوفير موارد الطاقة في أفريقيا، مضيفا: "نحن متفائلون جدا للتقدم في مراحل هذا المشروع المهم".

وفي 16 فبراير/شباط الماضي، أطلقت في عاصمة النيجر نيامي خطة تنفيذ المشروع، حيث شُكِّل فريق عمل لإطلاق تحديث دراسة جدوى لهذا المشروع الحيوي من الدول الثلاث.

واعتبر وزير الطاقة الجزائري، في تصريح سابق، أن "المشروع ذو بعد إقليمي ودولي، ويهدف في المقام الأول إلى التنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلداننا، ويأتي في سياق جيوسياسي ووضع طاقوي معين يتميز بالطلب القوي على الغاز والنفط، من ناحية، وركود العرض بسبب انخفاض الاستثمارات، ولا سيما في مجال التنقيب عن النفط والغاز، منذ عام 2015، من ناحية أخرى".

وتدفع الجزائر إلى تسريع تنفيذ مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء، لاعتبارات تخصّ التنافس مع المغرب في احتضان الأنبوب، وخاصة لقرب الساحل الجزائري من السوق الأوروبية، وتعزيز الرغبة في إنشاء بنية تحتية إقليمية، ولاعتبارات تخص زيادة الحاجة إلى الطاقة في الظرف الراهن، والمكانة التي سيحتلها الغاز الطبيعي بالنسبة إلى الدول في المستقبل.

وتراهن الجزائر في السياق على خبراتها في مجال إنتاج الغاز الطبيعي ونقله وتسويقه لتعزيز القدرات الإنتاجية والتصديرية للبلدان الثلاثة، الجزائر والنيجر ونيجيريا، ما قد يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية  للسكان المحليين ومناطق العبور المختلفة، ويمنح أيضاً إمكانية ربط بلدان أخرى كمالي والتشاد، وسيمكن أيضاً من تدعيم البنى التحتية القائمة والجديدة لنقل خطوط الأنابيب.