رغم حديث وزارة الفلاحة المغربية عن أن عرض الأغنام والماعز في السوق يفوق الطلب بمناسبة عيد الأضحى، إلا أن ارتفاع تكاليف الإنتاج في العالم سيؤدي وفق الخبراء إلى ارتفاع الأسعار على الأسر. وأعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية، الاثنين، عن أن عرض الأغنام والماعز في حدود 8 ملايين رأس بمناسبة عيد الأضحى، فيما قدرت الطلب المرتقب في حدود 5.6 ملايين رأس.
رغم تطمينات الوزارة حول الأسعار المرتقبة للأغنام، إلا مربين يتوقعون ارتفاعها، بمتوسط يصل إلى 50 دولاراً، مؤكدين أن تلك الزيادة تزيد أو تنخفض حسب أصناف الأضاحي. ويؤكد حسن بن عمر، المربي بمنطقة بني مسكين، التي تعرف بصنف "الصردي"، الذي يكثر عليه الطلب في العيد، خاصة في المدن الكبرى، أن أسعار الشعير غير المشمول بالدعم ارتفع إلى 50 دولاراً للقنطار الواحد.
ويشير في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن أسعار العلف زادت بحوالي 25 في المائة في الأشهر الأخيرة، كما ارتفعت أسعار الأدوية بحوالي 15 في المائة. ويتصور أن ارتفاع أسعار العلف مرده إلى الجفاف الذي ضرب المغرب الذي حال دون توفير غذاء المواشي الطبيعي، كما يعزى إلى ارتفاع بعض مكونات الأعلاف المستوردة في السياق الدولي الحالي.
ويلاحظ أن سعر السولار الذي بلغ 15.75 دولاراً، يتدخل بدوره في ارتفاع أسعار الأضاحي، حيث إن نقلها إلى الأسواق في المدن، سيرفع التكاليف بالنسبة للمربين في العام الحالي. ويشير عبد الحي الهواري، صاحب محل جزارة بالدار البيضاء، لـ"العربي الجديد" إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد من الأغنام مرشح للارتفاع من ما بين 45 و50 درهماً للكيلوغرام في العام الماضي إلى حوالي 60 درهما في العام الحالي.
ويرى أن العام الحالي، الذي يشهد تزامن العيد مع فترة الإجازات السنوية، سيعرف عودة مكثفة للمغاربة المقيمين بالخارج، الذين سيساهمون في رفع الطلب على الأضاحي، علما أن العامين الأخيرين عرفا بسبب التدابير الاحترازية، وضع قيود على عودة المغتربين. ويتراوح متوسط أسعار الأضاحي بالمغرب في الأعوام الأخيرة، بين 200 و300 دولار، غير أن سعر بعض الأصناف مثل "الصردي" قد يصل إلى ما بين 400 و550 دولاراً.
ويرتقب، حسب التوقعات السنوية لوزارة الفلاحة والصيد البحري، أن تصل إيرادات المربين إلى أكثر من مليار دولار، وهي إيرادات تذهب في جزء كبير منها للمربين الكبار والوسطاء الذي ينشطون بشكل كبير في فترة العيد. وأكدت الوزارة على أنه تم ترقيم 6 ملايين من الأغنام والماعز المعدة لعيد الأضحى، وتتم العملية باستخدام حلقة لونها أصفر تحمل رقما تسلسليا وحيدا لكل حيوان، حيث تفضي عملية الترقيم إلى معرفة مصدر الأضحية في حالة اكتشاف ضعف جودتها من قبل المشتري.
وأكدت الوزارة أنها تقوم مع السلطات المحلية بتتبع تموين مختلف الأسواق عن قرب لمراقبة أسعار الماشية التي يتم تسويقها، لا سيما على مستوى المحلات التجارية الكبرى والأسواق القروية ونقاط البيع الرئيسية في المدن، وكذا الحالة الصحية للقطيع من طرف مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. ولفتت أن أسعار الأغنام والماعز، في أسواق المواشي هي في نفس مستويات الموسم السابق.