توقع أزمة سلعية في الأرز المصري والحكومة تحتاط بالاستيراد

20 مايو 2022
تراجع محصول الأرز في مصر (Getty)
+ الخط -

توقع مصدر مطلع، في حديث مع "العربي الجديد"، حدوث أزمة سلعية في الأرز في مصر خلال يوليو/ تموز المقبل، إذ إن كمية المخزون من الأرز في الوقت الحالي لا تغطي حاجة الاستهلاك سوى شهر واحد فقط، متوقعًا وصول سعر طن الأرز الأبيض خلال الأيام المقبلة إلى 20 ألف جنيه ( أكثر من 1000 دولار)، مقابل 15 ألف جنيه في الوقت الحالي.

وأرجع المصدر، في تصريحات خاصة، تراجع المعروض مقابل الطلب إلى السماح بتصدير الأرز المصري إلى السودان وليبيا، بخلاف دول أخرى يجرى التصدير إليها عبر إحدى الجهات السيادية، وأيضًا نتيجة لعمليات التهريب التي تجرى عبر بعض مصدري الحاصلات الزراعية.

ومن جانبها، أعلنت الهيئة العامة للسلع التموينية بوزارة التموين والتجارة الداخلية عن مناقصة لاستيراد أرز أبيض طبيعي تام الضرب قصير الحبة بنسبة كسر 10 في المائة، معبأ بعبوات 50 كيلو لحساب الشركة القابضة للصناعات الغذائية للتوريد، خلال الفترة من 1 إلى 31 يوليو/تموز 2022، والفترة من 1 إلى 31 أغسطس/ آب 2022، بحد أدنى 25 ألف طن.

وأشار عضو رابطة تجار الأرز في مصر، محمد الديب، إلى أن ارتفاع الأسعار إلى 15 ألف جنيه للطن (قابلة للزيادة) نتيجة عدم وجود الأرز في السوق حاليًا بالكميات التي تلبي الطلب عليه.

وقال الديب، عبر تصريحات خاصة، إن تراجع المعروض يعود لأكثر من سبب، منها أن مساحات الأرض المزروعة هذا الموسم (1280 ألف فدان) كانت أقل من الموسم السابق عليه بأكثر من 300 ألف فدان، نتيجة ملاحقة الزراعات المخالفة بالغرامات وسجن أصحابها، وكذلك نتيجة تراجع أسعار الأرز.

وأضاف أن تقليص المساحات المزروعة أدى إلى حدوث فجوة تقدر بـ600 ألف طن أرزاً أبيض، بخلاف أن الحملات التي أطلقتها وزارة التموين قبل رمضان أدت إلى خروج كل المخزون لدى المضارب من الأرز الشعير، وبالتالي لم يعد لديها رصيد مخزن، بخلاف الكميات التي صودرت لصالح الوزارة، متوقعًا تخطي سعر كيلو الأرز 25 جنيهًا خلال الأيام المقبلة.

ورأى حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أن ارتفاع الأسعار يرجع لزيادة الطلب، وخاصة في شهر رمضان، إذ إن البعض يفضل إخراج زكاة الفطر من حبوب الأرز، كما أنه نتيجة ارتفاع أسعار الحبوب الأخرى ما أدى لزيادة الطلب على الأرز كسلعة بديلة.

وأوضح أبو صدام، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، أن زيادة الطلب تزامنت مع تراجع الكميات المنتجة هذا الموسم نتيجة تراجع المساحات المزروعة إلى 1.100 مليون فدان، مقابل 1.5 مليون فدان في الموسم السابق عليه، وهو ما يعني خروج 400 ألف فدان من دائرة الإنتاج.

ويطالب نقيب الفلاحين بزيادة المساحة المزروعة إلى 1.5 مليون فدان لسد هذه الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، عن طريق استخدام مياه الصرف المعالجة، وخاصة أن الأرز من المحاصيل التي تمتاز بمقاومتها امتصاص السموم.

وتقدر كمية الأرز الأبيض المنتجة هذا الموسم بحوالي 3.2 ملايين طن، فيما يصل الاستهلاك إلى نحو 3 ملايين طن، في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة وجود مخزون استراتيجي يكفي حتى أغسطس/آب المقبل.

وقررت وزارة الموارد المائية والري الترخيص بزراعة الأرز لعام 2022 على مساحة إجمالية تبلغ 724 ألفًا و200 فدان بـ9 محافظات (الإسكندرية، البحيرة، الدقهلية، الشرقية، كفرالشيخ، الغربية، دمياط، الإسماعيلية، بورسعيد).

المساهمون