توقعات تركية باكتشافات جديدة للغاز في البحر الأسود

22 مارس 2022
تركيا تواصل إرسال سفن للتنقيب عن الغاز في البحر الأسود (فرانس برس)
+ الخط -

كشف مصدر بحزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، اليوم الثلاثاء، أنّ سفينة "ياووز" التي ستتوجه مطلع الشهر المقبل إلى البحر الأسود "ستقوم بمهمة حماية آبار الغاز التركية المكتشفة" وبمقدمتها بئر"تونا 1"، متوقعاً الإعلان قريباً عن اكتشافات جديدة للغاز.

وأكد المصدر، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنّ الحرب الروسية على أوكرانيا، يمكن أن تتوسع وتهدد المكتشفات التركية، مبيّناً أنّ ألغاماً بحرية تم رميها بشكل عشوائي في البحر الأسود، ويخشى من إعاقة تنفيذ مشاريع نقل ومعالجة الغاز التركي المكتشف.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ الهدف أيضاً "تحديد السيطرة التركية على حقل (تونا 1) لمنع أي مخاطر مستقبلية محتملة، لا سيما مع واقع اتساع الحرب الروسية، وهذا ما قصده وزير الطاقة بالمهمة الحساسة".

وحول ما قاله وزير الطاقة فاتح دونماز، اليوم الثلاثاء، من أنّ "تركيا شهدت مؤخراً إحدى أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي على الصعيد العالمي في هذا القرن"، قال المصدر إنّ المقصود هو الاكتشافات السابقة، مشيراً إلى أنّ الآمال باكتشافات جديدة "قائمة، وهذا ما دفع تركيا لإرسال سفنها الأربع إلى البحر الأسود، وسنسمع أخباراً جيدة اعتباراً من الشهر المقبل". 

وكان دونماز، قد أعلن، في وقت سابق اليوم، أنّ سفينة "ياووز" التابعة لبلاده، ستتوجه إلى البحر الأسود اعتباراً من 4 إبريل/ نيسان المقبل، للمشاركة في مهمة وصفها "بالحساسة".

وأضاف الوزير، خلال تفقده لمرافق تخزين الغاز الطبيعي التي تخضع للإنشاء في ولاية زونغولداق المطلة على البحر الأسود، أنّ بلاده شهدت مؤخراً أحد أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي على الصعيد العالمي في هذا القرن.

وحول مدّ خطوط نقل ومعالجة الغاز، أشار دونماز إلى أنه بحلول يونيو/ حزيران أو يوليو/ تموز المقبل، سيتم البدء بمد خطوط أنابيب نقل الغاز تحت سطح البحر لنقل الغاز المكتشف إلى البر لمعالجته وتخزينه قبل توزيعه، لأنّ اكتشاف آبار الغاز الطبيعي "غير كاف"، بحسب الوزير، بل يتطلب الأمر تحضير تلك الآبار لاستخراج الغاز منها ونقلها إلى البر.

وكانت تركيا قد أعلنت في أغسطس/ آب 2020، على لسان الرئيس رجب طيب أردوغان، اكتشاف 320 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في بئر "تونا 1" بحقل سكاريا للغاز في البحر الأسود، وتم تسجيل الاكتشاف المعني على أنه أكبر اكتشاف للغاز في تاريخ تركيا، ليتبعه، في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، اكتشاف آبار أخرى، ليصل حجم الاحتياطيات إلى 405 مليارات متر مكعب إثر اكتشاف مخزون جديد قدره 85 مليار متر مكعب.

ويبلغ إجمالي احتياطي الغاز المكتشف من قِبل تركيا في البحر الأسود، 540 مليار متر مكعب بعد اكتشاف 135 مليار متر مكعب في بئر "أماسرا 1".

وتفيد مصادر تركية بأنّ سفينة "الفاتح" التي انضمت، في أغسطس/ آب 2020، إلى السفينتين السابقتين "بربروس خير الدين باشا" و"القانوني" تواصل أعمال الحفر الاستكشافية في حقل "قره سو-1" بالبحر الأسود، وستنضم سفينة "ياووز" الشهر المقبل، لمهام الحماية والمساندة.

وكان الباحث التركي محمد كامل ديميريل، قد كشف سابقاً لـ"العربي الجديد"، أنّ عمليات الحفر مستمرة بالبحر الأسود وعلى مستويين؛ فسفينة "القانوني" تعمل على المستوى السفلي للآبار، وتبقى مهام المستوى العلوي على عاتق سفينة "ياووز" كوضع المواد الخاصة بفوهة الآبار التي ستمتد إلى أعماق البحر، بالإضافة إلى تركيب أنظمة صمامات الأمان.

وتشير مصادر تركية إلى أنّ شركة البترول التركية (TPAO) ستستخدم ميناء فيليوس لدعم أعمال الحفر، ومن المتوقع أن تبدأ منتصف يونيو/ حزيران المقبل، عملية مدّ خط الأنابيب الذي سينقل الغاز الطبيعي إلى منشأة الإنتاج، بطول 170 كيلومتراً، ويُتوقع أن تستغرق العملية نحو 5 أشهر. ليبدأ بعد الانتهاء من البنية التحتية، مد الأنابيب بمساعدة سفينة "كاستورو 10" المملوكة لشركة "سايبيم" (Saipem) الإيطالية.

ومن المنتظر أن يتم في البداية ربط ما بين 6 إلى 10 آبار بنظام الإنتاج الذي سيتم إنشاؤه تحت سطح البحر في حقل غاز سكاريا، على أن يتم إنتاج 10 ملايين متر مكعب من الغاز يومياً من هذه الآبار وتحويلها إلى شبكة الغاز الطبيعي التركية عام 2023، ليزيد الإنتاج تدريجياً ليصل إلى ذروته، بحسب التوقعات والمصادر، عامي 2027 و2028 ، بنحو40 مليون متر مكعب من الغاز يومياً، ما يعادل 15 مليار متر مكعب سنوياً.

وتتطلع تركيا التي تستورد نحو 53.5 مليار متر مكعب غاز سنوياً، إضافة إلى 360 مليون برميل نفط، أن تنتقل إلى مصاف الدول المكتفية ذاتياً، ومن ثم إلى مصدرة، بعد استثمار الحقول المكتشفة بالبحر الأسود.

المساهمون