أكد نائب وزير النقل الروسي إيغور تشاليك، أن الزيادة في تكلفة تذاكر الطيران في عام 2023 لن تتجاوز معدل التضخم في البلاد، والذي يبلغ 5.3%.
وأوضح نائب الوزير أنه تم التوصل إلى استنتاج سابق بشأن ارتفاع أسعار التذاكر بنسبة 15-30%، بحسب البيانات التي قدمتها شركات الطيران. وأوضح أن كل شركة طيران تضع عدة سيناريوهات لنفسها، من بينها سيناريوهات سلبية.
وأوضح تشاليك أن "هذا المبدأ المحسوب لا يأخذ في الاعتبار الإجراءات التي تم اتخاذها بالفعل، من قبل الحكومة ووزارة النقل، للحد من ارتفاع الأسعار".
وفي وقت سابق، حذر تشاليك، في اجتماع للتحضير للموسم السياحي 2023، من أن الرحلات الداخلية قد ترتفع في الأسعار بنسبة 15-30% مقارنة بالعام الماضي. وأضاف أن هذا يمكن أن يحدث على خلفية خفض الدعم.
وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة النقل أنه في عام 2023 ستواصل السلطات دعم النقل.
وأكدت وكالة النقل الجوي الروسية الفيدرالية عدم وجود نقص في الطائرات في الدولة، لتوفير الوجهات السياحية في موسم الصيف. وقال فلاديمير بوتشكين، نائب رئيس الوكالة إن "الزيادة غير المعقولة في تكلفة التذاكر غير مقبولة".
في السياق، تقول إليزافيتا فيكتور، صاحبة شركة سياحية في العاصمة الروسية موسكو، لـ"العربي الجديد" إن أي ارتفاع في أسعار تذاكر الطيران سيؤثر بالسلب على قطاع السياحة في البلاد، "فهناك مدن سياحية مثل سوتشي ومدن أخرى تبعد أكثر من ألف كيلومتر عن موسكو، ويفضل السياح الذهاب إليها بواسطة الطيران الداخلي، كما أن من ضمن الأسباب أيضا رخص سعر تذاكر الطيران الداخلي وأنها قريبة من أسعار وسائل النقل الأخرى".
وأشارت فيكتور إلى أنه "إذا ارتفعت أسعار تذاكر الطيران الداخلي بشكل مبالغ فيه، فسيتسبب ذلك في ضعف الإقبال على المدن السياحية البعيدة في روسيا، والتي يزداد إقبال السياح عليها في موسم الصيف".
من جهتها، تقول أنوشكا، مرشدة سياحية بموسكو، فضلت عدم الكشف عن اسم عائلتها، لـ"العربي الجديد": "السياحة بشكل عام تتأثر بما يحدث من حرب بين روسيا وأوكرانيا، وهناك أماكن في روسيا بعدما كانت من أفضل الوجهات السياحية يتم الآن الابتعاد عنها خوفاً من الأحداث الجارية. ولدينا مثال على ذلك جزيرة القرم؛ حيث إنها كانت قبل الحرب من أفضل الوجهات السياحية في موسم الصيف للروس والأجانب بسبب موقعها المتميز، ولكنْ الآن هناك قلق من قبل السياح لزيارتها بسبب ما حدث هناك".
وأضافت: "بشكل عام السياحة تتأثر، وشهدنا أخيراً ما حدث في الكرملين، ورغم عدم وقوع إصابات أو أضرار، وتم تدمير الطائرات المسيّرة، ولكن سيكون لها تأثيرات سلبية في ما بعد على السياحة في البلاد".
كان الكرملين قد أعلن عن إحباط هجوم أوكراني على الرئيس الروسي، وتوعد بالرد، حيث اعتبرت إدارة الرئاسة الروسية إطلاق النظام الأوكراني طائرات مسيّرة على الكرملين عملا إرهابيا مخططا، ومحاولة لاغتيال رئيس الدولة، وتحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات انتقامية أينما وكيفما تراه مناسبا.
وصرح عمدة مدينة موسكو سيرغي سوبيانين بأن العاصمة سوف تحظر إطلاق الطائرات المسيّرة في سمائها اعتبارا من يوم الحادثة، باستثناء الطائرات المسيّرة التي تستخدم بقرار من سلطات الدولة.
وأضافت أنوشكا، لـ"العربي الجديد": "كل ما قمت بذكره سيؤثر على السياحة في البلاد بشكل سلبي، بالتأكيد هناك تأثير واضح، السياحة قبل الحرب ليست كما بعدها، كل شيء تغير، وإذا ارتفعت تذاكر الطيران الداخلي سيزداد الأمر سوءاً".
ووفقًا لـ"Rosstat"، اللجنة الحكومية للإحصاء في روسيا، كانت تكلفة رحلة الدرجة الاقتصادية داخل روسيا 5992.33 روبلا روسيا لكل ألف كيلومتر، وهي أعلى بنسبة 16% عن العام الماضي.