- الانتقال نحو الدفع الإلكتروني يشهد زيادة ملحوظة، حيث تضاعفت التعاملات إلى تسعة مليارات دينار بنهاية الربع الأول من العام الحالي، مما يساهم في حل أزمة السيولة جزئيًا.
- على الرغم من التوسع في استخدام الدفع الإلكتروني في المدن الساحلية وبعض المناطق، إلا أن الخدمات لا تزال محدودة في المناطق النائية، مع تأكيد على أهمية تقليل الاعتماد على النقد في اقتصاد ليبيا الصغير.
يتوسع مصرف ليبيا المركزي في عمليات الدفع الإلكتروني للتخفيف من استعمال الدفع النقدي (الكاش)، إذ أصبح يشترط البيع عبر الدفع الإلكتروني من أجل الحصول على الاعتمادات المستندية.
ودعا "المركزي" الراغبين في فتح الاعتمادات المستندية إلى تقديم ما يفيد قبول المبيعات عن طريق الدفع الإلكتروني الخاص في المصارف التجارية وشركات الدفع المرخصة، وأهمها نقاط البيع (POS) الخاصة بالشركة، حتى يُسوَّق المنتج المورد عن طريق الاعتمادات المستندية وفق تعميم للمصارف التجارية.
وطالب "المركزي" مديري المصارف بضرورة تعامل الشركات الخدمية، كشركات الطيران والتأمين وغيرها، بالآلية نفسها، وذلك لتحسين جودة الخدمات المصرفية وتعزيز الرقابة على النقد الأجنبي. يأتي ذلك مع أزمة السيولة الخانقة التي تعانيها المصارف التجارية منذ مطلع العام الحالي، وسط طوابير طويلة من العملاء لسحب ودائعهم.
أهمية الدفع الإلكتروني
وأكد المحلل الاقتصادي علي عبود في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن التعاملات الإلكترونية ارتفعت إلى الضعف، ووصلت بنهاية الربع الأول من العام الحالي إلى تسعة مليارات دينار (سعر الصرف 4.8 دنانير للدولار). وأشار إلى أن الخطوة سوف تسهم في وضع حل ولو جزئي لأزمة السيولة التي يعانيها الجهاز المصرفي. وقال إن هناك انتشاراً لعمليات الدفع الإلكتروني في المحال التجارية والأسواق خلال الفترة الأخيرة.
من جهته، قال المحلل المالي عبد الحكيم عامر غيث إن ليبيا تأخرت كثيرا في الخدمات الإلكترونية، التي ما زالت محدودة، وفي خطوات تقتصر على المدن الساحلية وبعض المناطق مع ضعف الخدمات في المناطق النائية.
وأوضح خلال حديثه مع "العربي الجديد أن عرض النقود خارج القطاع المصرفي وصل إلى 60 مليار دينار، منها 43.15 مليار دينار لدى البنك المركزي في طرابلس و17 مليار دينار لدى مركزي البيضاء، وبالتالي فأي إجراءات جديدة للحد من الكاش تعتبر أمراً ضروريا في ظل اقتصاد صغير الحجم في ليبيا.
وقال المواطن عبد العزيز التواتي (33 عاما) لـ"العربي الجديد" إن الدفع الإلكتروني حل مشكلات كثيرة في نطاق العاصمة طرابلس، مؤكدا أن محطات الوقود والمخابز ومحال بيع اللحوم والمواشي لا تزال تعتمد الدفع التقليدي.
وبات المواطنون يتجهون في تعاملاتهم اليومية إلى نقاط البيع الإلكتروني في مراكز التسوق والمطاعم والصيدليات ومعظم الخدمات التي تستقبل بطاقات الصراف الآلي، وتشهد الأسواق إقبالاً ملحوظاً من المواطنين والتجّار على استخدام البطاقات.