تمديد اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود 4 أشهر.. برعاية أممية ووساطة تركية

17 نوفمبر 2022
استمرار شحنات القمح وبقية الحبوب إشارة طمأنة لإمدادت السوق العالمية (Getty)
+ الخط -

في خطوة من شأنها تهدئة مخاوف العالم بشأن إمدادات الحبوب خلال المرحلة المقبلة، اتفقت روسيا وأوكرانيا، برعاية أممية ووساطة تركية، على تمديد العمل باتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود 4 أشهر إضافية.

وأعلن وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف، في تصريحات نقلتها صحيفة "ذا كييف إندبندنت"، اليوم الخميس، تمديد العمل باتفاقية تصدير الحبوب، مشيراً إلى أن التوصل إلى الاتفاق "تم في مدينة إسطنبول التركية".

ولاحقا، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تمديد الاتفاق في تغريدة نشرها عبر حسابه على "تويتر"، حيث أوضح أن هذا القرار الذي اتخذ من قبل تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا جاء "نتيجة مباحثات رباعية" استضافتها بلاده.

كما شدد على أن "أهمية اتفاق الحبوب ظهرت جليا من خلال إيصال أكثر من 11 مليون طن من الحبوب والمواد الغذائية إلى المحتاجين خلال الأشهر الأربعة الماضية بواسطة نحو 500 سفينة".

وأعرب أردوغان عن شكره للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وللرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لإظهارهم "الإرادة اللازمة" لتمديد اتفاق ممر الحبوب. كما هنأ أردوغان كلّ من بذل جهداً لتمديد الاتفاق المذكور، معرباً عن أمله في "أن تجلب هذه الخطوة الخير".

وسبق ذلك ما نقلته "فرانس برس" من تأكيد مسؤول تركي تمديد الاتفاق الذي ستنقضي مدّته ليل الجمعة "وفقًا للأحكام الحالية". وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الاتفاق سيبقى ساريا "120 يوما مع أخذ ظروف الشتاء بعين الاعتبار"، مشيرا إلى احتمال وضع "ترتيبات جديدة" بعد انتهاء فصل الشتاء.

وجاء ذلك بعد تأكيد متحدث الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، أمس الأربعاء، وجود تطورات إيجابية بخصوص تمديد اتفاقية الحبوب، موضحا، في تصريح للصحافيين في العاصمة موسكو، أن المحادثات مستمرة بشأن تمديد اتفاقية شحن الحبوب التي تنتهي في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، ومشيراً كذلك إلى أن موسكو تتوقع أن تنتهي المفاوضات أيضا بإزالة القيود المفروضة على تصدير المنتجات الروسية.

والأربعاء، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده ستسعى إلى تمديد اتفاقية شحن الحبوب عبر البحر الأسود مدة عام. وفي 22 يوليو/ تموز الماضي، وقعت تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية"، خلال اجتماع استضافته إسطنبول، مدة 120 يوما تجدد عند الحاجة، وبعد سريان المدة المذكورة.

من جهته، رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس باتفاق جميع الأطراف على تمديد مبادرة حبوب البحر الأسود لتسهيل صادرات أوكرانيا الزراعية من موانئها على البحر الأسود، علما أن الاتفاق وفّر ممرا بحريا يحظى بالحماية، بهدف التخفيف من نقص الغذاء العالمي من خلال السماح باستئناف الصادرات من ثلاثة موانئ في أوكرانيا، وهي منتج رئيسي للحبوب والبذور الزيتية.

وقال غوتيريس في بيان: "أرحب باتفاق جميع الأطراف على مواصلة مبادرة الحبوب في البحر الأسود لتسهيل الإبحار الآمن لتصدير الحبوب والمواد الغذائية والأسمدة من أوكرانيا"، مضيفا أن الأمم المتحدة "ملتزمة تماما بتذليل العقبات المتبقية أمام تصدير الأغذية والأسمدة من روسيا الاتحادية"، وهو جزء من الاتفاق تعتبره موسكو أمرا بالغ الأهمية.

وجرى شحن 11.1 مليون طن من المنتجات الزراعية منذ يوليو/تموز، منها 4.5 ملايين طن من الذرة و3.2 ملايين طن من القمح، بحسب بيانات "رويترز".

ولعب انخفاض الشحنات من أوكرانيا في أعقاب الغزو الروسي في فبراير/شباط دورا في أزمة أسعار الغذاء العالمية هذا العام، لكن كانت هناك أيضا عوامل مهمة أخرى بما في ذلك جائحة كورونا والصدمات المناخية المستمرة، مثل الجفاف في كل من الأرجنتين والولايات المتحدة.

المساهمون