تقنين الكهرباء يطاول المدن الصناعية السورية وسط انهيار الإنتاج

17 ديسمبر 2022
تراجع كبير في صناعة النسيج (Getty)
+ الخط -

طاول تقنين الكهرباء المدن الصناعية الأربع في سورية، التي كانت تحصل على ساعات تغذية عادية، لتدخل الصناعة في "دوامة خسائرجديدة"، بحسب وصف الاقتصادي السوري حسين جميل، الذي يؤكد لـ"العربي الجديد" أن الإجراء الجديد سيرفع من تكاليف الإنتاج، ما ينعكس على المستهلك من جهة، وعلى المنتج السوري الذي لن يكون قادراً على المنافسة في الأسواق الخارجية.

ويقول جميل إن التقنين سيضع الصناعيين أمام خيارين، إما التوقف عن الإنتاج خلال انقطاع الكهرباء، وبالتالي تخفيض حجم العمالة وكمية الإنتاج، أو اللجوء إلى المولدات الكهربائية التي تعمل على المازوت وهي مكلفة جداً.

ويلفت جميل إلى أن الإجراءات الأخيرة طاولت "المنشآت ذات الكهرباء الذهبية"، مبيناً أن المنشآت الصناعية العادية يطاولها التقنين لنحو 12 ساعة يومياً، وبالتالي فإن الأزمة ستكون عميقة.

من جهته، يؤكد الصناعي السوري برهان عبود أن حكومة بشار الأسد لم تسلم المازوت للصناعيين وفق سعر 2500 ليرة، متوقعاً التسليم قريباً بعد رفع الأسعار وتعهيد بيع المحروقات لشركة خاصة بسعر 3 آلاف ليرة لليتر، "ولكن لفترة وكمية محددتين، وستُرفع الأسعار من الشركة الخاصة بعذر ارتفاع تكاليف الاستيراد، وفق ما ألمح القرار الحكومي".

ويشير الصناعي عبود من ريف حلب، خلال اتصال مع "العربي الجديد"، إلى أن ظروف العمل "سيئة للغاية" بواقع ارتفاع الضرائب وندرة مستلزمات الإنتاج وغلائها، ولأن الصناعيين يتعرضون لكل أنواع الخسائر والابتزاز العلني، وإلا "يهددونا بالاعتقال"، متوقعاً احتضار ما تبقى من الصناعة السورية، بعد تراجع الإنتاج بأكثر من 70 في المائة وموت الصناعة النسيجية، "أم الصناعات السورية"، في محافظة حلب.

ويكشف عبود أن تقنين الكهرباء الذهبية يجرى منذ ثلاثة أسابيع، بدأ بالتدرج من انقطاع 6 ساعات ومن ثم 8 ساعات وصولاً إلى 10 ساعات هذا الأسبوع، قبل أن تعلن وزارة الكهرباء التقنين لثلاثة أيام ومن ثم إصدار القرار بتعميم من وزارة الصناعة.

وتراجع إنتاج الطاقة في سورية، بحسب الخبير عبد القادر عبد الحميد، بنسب كبيرة، ما أثر على جميع القطاعات، إذ تراجع إنتاج الغاز الطبيعي في سورية من 24 مليون متر مكعب عام 2011 إلى 9 ملايين متر مكعب اليوم، وتراجع إنتاج النفط الذي يسيطر عليه نظام بشار الأسد من 378 ألف برميل عام 2011 إلى 14.5 ألف برميل اليوم، وكذلك انخفاض إنتاج الكهرباء من 49.5 مليار كيلوواط ساعي إلى نحو 24 مليار كيلوواط ساعي العام الجاري.

المساهمون