تفاهمات عراقية مع المركزي الأميركي لمواجهة أزمة العملة

11 فبراير 2023
المركزي العراقي سيطلق الحزمة الثانية من التسهيلات لتعزيز استقرار سعر الصرف (Getty)
+ الخط -

أكد البنك المركزي العراقي، التوصل إلى تفاهمات مع مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) ووزارة الخزانة الأميركية، بشأن إدارة أزمة التعاملات المالية العراقية، بما يدعم البلاد في التعاطي بمرونة مع الأزمات خلال هذه المرحلة.

ومنذ الخميس، يُجري وفد اقتصادي ومصرفي عراقي رفيع برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين، زيارة رسمية إلى واشنطن، لبحث جملة من الملفات التي يصنفها كلا البلدين "حساسة ومهمة"، على رأسها أزمة تراجع قيمة الدينار العراقي، إثر الإجراءات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية أخيراً على المركزي العراقي للحد من تسلل الدولار إلى إيران والنظام السوري.

وعقد اليوم السبت، اجتماع بين وفد المركزي العراقي مع وفد من المركزي الأميركي ووزارة الخزانة في العاصمة واشنطن.

ووفقاً لبيان للبنك المركزي العراقي، صدر مساء اليوم السبت، فإنّ "الطرفين أبديا استعدادهما للعمل المشترك لمواجهة تحديات العمل بالمنصة الإلكترونية للحوالات والنقد، والتي تتيح للبنك الفيدرالي الأميركي مراقبة الحوالات الخارجية من العراق إلى الخارج".

وأكد البيان أنّ "وفد البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ووزارة الخزانة الأميركية ناقشا عدداً من آليات الدعم والإسناد للبنك المركزي العراقي، بما يعزز من قدراته على التعاطي بمرونة مع الأزمات خلال هذه المرحلة".

وأشار إلى أنّ "البنك الفيدرالي الأميركي أكد أنّ إجراءات البنك المركزي العراقي تصب في الاتجاه الصحيح لبناء قطاع مصرفي رصين".

وأشار إلى أنّ "مساعد نائب وزير الخزانة الأميركية بيّن سبل الدعم الكامل لجهود حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في الإصلاح الاقتصادي، واستعداد الوزارة لتقديم الدعم المطلوب".

وأكد أنّ "محافظ البنك المركزي العراقي علي محسن العلاق أكد نية البنك إطلاق الحزمة الثانية من التسهيلات التي من شأنها تعزيز استقرار سعر الصرف".

إجراءات حكومية لمنع التهريب

في الأثناء، ترأس رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اجتماعاً في بغداد، مع اتحاد الغرف التجارية ورابطة المصارف العراقية، والهيئات والدوائر المالية الحكومية، والضرائب والجمارك فضلاً عن المنافذ الحدودية والبنك المركزي والمعارض التجارية، وأكد أنّ حكومته وجميع أجهزتها المختصة "ستواجه وبحزم كل المهربين والمضاربين، ومن يعرقل سير الإصلاح ويلحق الضرر بالاقتصاد العراقي ويؤثر في الوضع المعيشي للمواطنين"، بحسب بيان رسمي عن مكتبه.

وشدد السوداني على "أهمية تواصل عقد هذه الاجتماعات، من أجل تذليل العقبات أمام القطاع الخاص، الذي تعده الحكومة شريكاً أساسياً في تنفيذ برامجها ومشاريعها الاستراتيجية"، مشيراً إلى أنّ "عجلة الإصلاح الاقتصادي ماضية إلى الأمام، بوصفه واحداً من أولويات المنهاج الوزاري للحكومة".

وكان مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) قد فرض إجراءات على الحوالات المالية الخارجية من العراق، لضمان عدم وصولها إلى طهران ودمشق.

ويعوّل العراق كثيراً على نتائج زيارة وفده إلى واشنطن، في إعادة إنعاش الدينار العراقي مجدداً، والذي وضع تهاويه السريع خلال الأيام الأخيرة، اقتصاد البلد على الهاوية، وتسبب في موجة غلاء غير مسبوقة في السوق العراقية.

وخلال الأيام الأخيرة خسر الدينار أكثر من 30% من قيمته أمام الدولار، وشهدت السوق العراقية ارتفاعاً قياسياً في مستويات أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية، عمّا كانت عليه قبل أقل من شهر، الأمر الذي نتج عنه انخفاض كبير في القوة الشرائية، وبات كثير من المواطنين عاجزين عن تلبية متطلبات عائلاتهم بسبب الارتفاع المفاجئ في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية.

المساهمون