تفاصيل مشروع سكك حديد تجاري لربط الهند بالخليج وإسرائيل وأوروبا

09 سبتمبر 2023
إعلان الممر الجديد في قمة العشرين (Getty)
+ الخط -

أعلن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان توقيع مذكرة تفاهم لعمل ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وفقا للتلفزيون الرسمي السعودي، حيث وقّعت الرياض وواشنطن مذكرة تفاهم بشأن بروتوكول يهدف إلى تأسيس ممرات عبور خضراء عابرة للقارات. وذكر بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) أن مذكرة التفاهم الثنائية التي انطلقت يوم الجمعة، تهدف إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب وكذلك إنشاء خطوط للسكك الحديدية.

وتجري الولايات المتحدة محادثات بهدوء منذ يناير/كانون الثاني حول المشروع مع الهند والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، بحسب "بلومبيرغ". وقال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال فعالية للإعلان عن الخطط: "هذا استثمار إقليمي يغير قواعد اللعبة". وشكر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي جلس بينهما.

كما أشاد الأمير السعودي ببايدن، وتصافحا، ويبدو أنهما يريدان التأكيد على تحسّن العلاقات بعد الاحتكاكات طويلة الأمد التي اندلعت مرة أخرى العام الماضي بسبب النفط، وفق "بلومبيرغ".

ونقل التلفزيون الرسمي السعودي عن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان قوله إن الممر الجديد سيشمل تطوير بنية تحتية وخطوط سكك حديدية، وكذا خطوطا للكهرباء والهيدروجين.

كذا، يأتي الاتفاق، وفق "رويترز"، في وقت حساس يسعى فيه الرئيس الأميركي جو بايدن لمواجهة مبادرة البنية التحتية العالمية الصينية "الحزام والطريق" من خلال طرح واشنطن شريكا ومستثمرا بديلا أمام الدول النامية في مجموعة العشرين. 

وقال رئيس وزراء الهند المضيفة للقمة ناريندرا مودي "اليوم، بينما نشرع في مبادرة الربط الكبيرة هذه، فإننا نضع بذورا تجعل أحلام الأجيال المقبلة أكبر".

تفاصيل الإعلان

 ويهدف المشروع أيضًا وفقا لـ "واس" إلى تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية، وتعزيز التبادل التجاري، وزيادة مرور البضائع من خلال ربط السكك الحديدية والموانئ.

وسيساعد الممر في تعزيز التجارة ونقل موارد الطاقة وتطوير الاتصال الرقمي، وفقاُ لـ "أسوشييتد برس". وسيتضمن الهند والسعودية والإمارات والأردن وإسرائيل والاتحاد الأوروبي، وفق ما صرح به جيك ساليفان، مستشار الأمن القومي لبايدن.

أعلن بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن المشروع خلال قمة مجموعة العشرين السنوية. وهو جزء من مبادرة أطلق عليها الشراكة من أجل الاستثمار في البنية التحتية العالمية.

وقال ساليفان: "نعتقد أن المشروع نفسه جريء ويمكن أن يغير مجرى الأمور، لكن الرؤية خلف المشروع جريئة ومغيرة بنفس الدرجة، وسنرى تكرارها في أنحاء أخرى من العالم أيضا".

سيساعد خط السكك الحديدية وممر الملاحة في ربط جزء كبير من العالم، وتحسين الاتصال الرقمي ودفع مزيد من التجارة بين الدول، وهذا يشمل منتجات الطاقة مثل الهيدروجين. بالرغم من أن مسؤولي البيت الأبيض لم يحددوا إطارا زمنيا لاستكمال المشروع، كما سيمثل الممر بديلا فعليا وفكريا لبرنامج البنية التحتية الممتد الصيني. لم يعلن البيت الأبيض أيضا تفاصيل عن كيفية تمويل المشروع.

وسيقوم الزعماء أيضًا بتطوير ممر عبر أفريقيا لتحسين اتصالات النقل بين منطقة كاتانغا في جمهورية الكونغو الديمقراطية وما يسمى بـ "الحزام النحاسي" في زامبيا إلى ميناء لوبيتو في أنغولا. وتدعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضًا هذا المشروع، المعروف باسم ممر لوبيتو، وفق "بلومبيرغ".

ما علاقة إسرائيل؟

تأتي هذه الخطوة في ظل جهود الولايات المتحدة من أجل اتفاق دبلوماسي أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، من شأنه أن يجعل السعودية تعترف بإسرائيل.

وقال جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي للصحفيين خلال القمة السنوية للمجموعة في نيودلهي إن الاتفاق سيعود بالنفع على الدول منخفضة ومتوسطة الدخل في المنطقة، ويتيح للشرق الأوسط الاضطلاع بدور حاسم في التجارة العالمية.

وأضاف أن خطة الشرق الأوسط هي أكثر من مجرد مشروع للبنية التحتية، قائلا إن الاستراتيجية الشاملة تركز على "خفض درجة الحرارة" في منطقة كانت تاريخيا "مصدرا صافيا للاضطرابات وانعدام الأمن".

وتابع فاينر أنه من وجهة نظر الولايات المتحدة، فإن الاتفاق يساعد على "خفض التوتر في أنحاء المنطقة" و"التعامل مع الصراع حيثما نراه".

وتابع فاينر أنه من المقرر توقيع مذكرة تفاهم بشأن الاتفاق من جانب الاتحاد الأوروبي والهند والسعودية والإمارات والولايات المتحدة وشركاء آخرين في مجموعة العشرين. وأضاف: "نعتقد أن ربط هذه المناطق الهامة فرصة هائلة".

وذكر ساليفان أن الشبكة تعكس رؤية بايدن "لاستثمارات أبعد" تأتي من "القيادة الأميركية الفعالة" والاستعداد لتقبل دول أخرى كشركاء. وأضاف أن البنية التحتية المعززة ستدفع النمو الاقتصادي، وتساعد على التقريب بين الدول في الشرق الأوسط وتقديم تلك المنطقة كمركز للنشاط الاقتصادي بدلا من "مصدر للتحديات والصراع أو الأزمات".

من جانبها، وصفت فون دير لاين المشروع بأنه "جسر أخضر ورقمي بين القارات والحضارات". وتابعت أنه يتضمن كابلات لنقل الكهرباء والبيانات.

وأعلنت أيضا عن "ممر عبر افريقيا" يربط بين ميناء لوبيتو الأنغولي بمناطق حبيسة بريا: منطقة كانانغا في الكونغو ومناطق تعدين النحاس في زامبيا.

المساهمون