تعرّف إلى الجسر التركي المعلّق الأطول في العالم

20 مارس 2022
الجسر الجديد جزء من مشاريع التنمية (Getty)
+ الخط -

دخل جسر جناق القلعة حيز الاستخدام، بعد افتتاحه من قبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أول أمس بالتزامن مع ذكرى معركة جناق قلعة التي قابل خلالها العثمانيون البحرية الفرنسية والبريطانية عام 1915 حينما حاولت الدولتان الوصول إلى إسطنبول والسيطرة على مضيقي البوسفور والدردنيل.

فما هي مواصفات هذا الجسر؟ وما هي أهميته؟

لفت الرئيس التركي إلى أن بلاده تخطت اليابان في امتلاك أطول جسر معلق بالعالم مع دخول جسر "جناق قلعة 1915" حيز الاستخدام، ليربط بين قارتي آسيا وأوروبا فوق مضيق الدردنيل.

وبين خلال مراسم الافتتاح أن طريق "مالقارا" السريع في ولاية جناق قلعة والجسر سيوفر على تركيا 415 مليون يورو سنويا من الوقت والوقود، ويقلص انبعاث الكربون.

إذ كان قبل تدشين الجسر، يتم التنقل بين منطقتي لابسكي وغاليبولي بالعبارات البحرية، حيث يتم الانتظار لساعات على دور العبارات جراء الازدحام، وبعدها هناك مسير لمدة ساعة ونصف، أما الآن نفس الرحلة أصبحت تستغرق 6 دقائق عبر الجسر.
وحول أهمية المشروع اقتصادياً، أشار الرئيس التركي إلى أن مشروع الجسر سيدعم الإنتاج الاقتصادي بنحو 5.3 مليارات يورو، ويوفر 118 ألف فرصة عمل، ويضيف قرابة 2.4 مليار يورو إلى الدخل القومي.

وأشار إلى أن الشركات التركية بالتعاون مع نظيراتها الكورية الجنوبية وعبر 5 آلاف موظف و740 آلة، عملوا ليل نهار من أجل افتتاح الجسر في تاريخه المحدد، وذلك بعد بدء الأعمال في العام 2017.

ويكشف مدير مركز الأبحاث الاستراتيجية بإسطنبول، محمد كامل ديميريل لـ"العربي الجديد" أنه وفق العقد مع الشركة الكورية، كان من المتوقع افتتاح الجسر في آذار/ مارس عام 2023، خلال احتفالات مئوية تأسيس الجمهورية، لكن سرعة التنفيذ والعمل بنظام الورديات على مدار الساعة، أتاح افتتاح الجسر هذا العام.
ويضيف ديميريل أن المسافة بين قاعدتي جسر جناق  قلعة "بين الأبراج" تبلغ 2023 مترا، وهي مدروسة بدقة لتخليد ذكرى مئوية تأسيس الجمهورية، كما أن ارتفاع الجسر 318 متراً، يدلل على 18 آذار 1915 ذكرى المعركة، لافتاً إلى أن حجر الأساس للجسر وضع أيضاً يوم 18 مارس 2017.

ويشرح أن الجسر الجديد يأتي ضمن مشروع الطريق السريع، الذي تزيد تكاليفه عن 10 مليارات ليرة تركية، ويربط بين ولاية تكير داغ، وولاية جناق قلعة، وولاية باليكسير، والذي يبلغ طوله 352 كم، ويضم 31 جسراً، و30 تقاطعا للجسور، و143 ممرا علويا وسفليا، بالإضافة إلى 5 أنفاق.
وحول ما قيل إن الجسر بات الأطول بالعالم، يؤكد مدر مركز الأبحاث أن "جناق قلعة" تخطّى جسر "أكاشي كايكو" في اليابان، الذي يحمل لقب أطول جسر في العالم بـ 1991 مترا.

وشرح أن الجسر يصل بين ضفتي بحر مرمرة، من "شكركايا" التابعة لقضاء "لاباسكي" في الشطر الآسيوي لولاية جناق قلعة، ومنطقة "سوتلوجا" التابعة لقضاء "غاليبولي" في الشطر الأوروبي لجناق قلعة، ويقوم الجسر على قاعدتين بطول 333 متراً في كل ضفة، بينما يبلغ ارتفاع أبراجه 318 مترا "أعلى من برج إيفل البالغ 300 متر" في حين تبلغ المسافة بين قاعدتيه 2023 مترا.

يذكر أن تركيا تركز منذ وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة عام 2022، على مشاريع النقل والبنى التحتية، لما لها من مزايا اجتماعية واقتصادية على السكان والسياح والعابرين، إذ رفعت منذ عام 2014 شعار "انخفاض التكاليف والسرعة والأمان".

ففي حين لم يزد عدد الأنفاق بتركيا عن 50 نفقاً عام 2003 وصلت اليوم إلى 188 نفقاً، "أوراسيا" الذي دخل الخدمة 2016 أضخمها، فضلاً عن الجسور التي يعد جسر البوسفور الثالث "ياووز سليم" الذي دشن قبل ستة أعوام، أهمها.

ويبقى مشروع "قناة إسطنبول" التي ستصل بحري مرمرة والأسود بموازاة البوسفور، والتي وضع أردوغان حجر الأساس لأول جسورها العام الماضي، المشروع الأضخم المنتظر بكلفة تزيد عن 75 مليار ليرة تركية، والذي يعتبره أردوغان حلمه منذ كان رئيساً لبلدية إسطنبول في تسعينيات القرن الماضي.

المساهمون