مع أن العملات الرقمية افتراضية، لا أرقام تسلسلية لها، ولا تخضع لسيطرة مركزية كالعملات التقليدية، فإن الإقبال على الاستثمار فيها لم يعُد مقتصراً على مبادرات فردية، بل امتد ليشمل شركات ومؤسسات كبرى حول العالم رغم كل المخاطر.
ولا يأتي من فراغ التهافت على هذه العملات الإلكترونية، وأبرزها "بيتكوين"، فمصرف الاستثمار الأميركي "جيه بي مورغان" يعتقد أن هذه الأخيرة برزت كمنافس للذهب، ويتوقع أن يجري تداولها عند مستويات مرتفعة قد تصل إلى 146 ألف دولار، بعدما بلغت في الأيام الأخيرة نحو 50 ألفاً، في حال تمكنت من ترسيخ وضعها كأصل استثماري آمن، في وقت تجاوز إجمالي القيمة السوقية للعملات المشفرة تريليون دولار وسط ارتفاع سريع في عملة البيتكوين إلى رقم قياسي آخر.
وهذه قائمة بأبرز الجهات المستثمرة في هذه العملات:
تسلا
الإثنين الماضي، حققت العملة الرقمية "بيتكوين" أرقاما قياسية بعد إعلان شركة "تسلا" المتخصصة في تصنيع السيارات الكهربائية استثمار 1.5 مليار دولار فيها خلال يناير/كانون الثاني الماضي، مشيرة إلى أنها قد "تستحوذ على أصول رقمية وتحتفظ بها من وقت لآخر أو على المدى الطويل".
ولم يتأخر "جيه بي مورغان" في التحذير من اتباع المؤسسات الكبرى، نهج "تسلا"، من منطلق أن "المشكلة الرئيسية، الناتجة عن اتباع أمناء الخزينة بالشركات، نموذج تسلا، تتمثل في تقلُّب عملة بيتكوين".
لكن رغم التحذيرات التي يطلقها محللون ماليون من انهيار الاستثمار في "بيتكوين" وأخواتها من العملات الرقمية، إلا أن دخول أباطرة المال من المليارديرات وصناديق الاستثمار في "وول ستريت" والمؤسسات المختلفة إلى "عالم المال المشفر" يشعل المضاربات على هذه العملات ويعيد رسم خرائط النقد.
غولدمان ساكس
في السياق أيضاً، كشف موقع "كوين دسك" المتخصّص في أخبار العملات المشفرة منتصف الشهر الماضي، أن مصرف الاستثمار الأميركي "غولدمان ساكس" يدرس الاستثمار في العملات الرقمية، وقد أصدر طلباً للحصول على معلومات من لاعب حفْظ تشفيرٍ واحدٍ على الأقل في نهاية 2020.
غري إسكيل
ومن بين الصناديق التي تتعامل بعملة "بيتكوين" صندوق "غري إسكيل" المسجل في بورصة نيويورك منذ العام الماضي والمتخصّص في المتاجرة في المؤشرات الخاصة بالعملة المشفرة، والذي قفز حجم موجوداته إلى حوالي 25 مليار دولار مقابل ملياري دولار لدى تسجيله، بحسب "بلومبيرغ".
جامعات أميركية
لم تكن خطوة "تسلا" هي الأولى من نوعها على مستوى المؤسسات والشركات عملياً، فقد أقدمت جامعات أميركية شهيرة على ضخ جزء من ثرواتها التي تقدر بمليارات الدولارات في شراء العملات المشفرة.
في 27 يناير/ كانون الثاني، أقدمت جامعات أميركية شهيرة على ضخ جزء من ثرواتها التي تقدر بمليارات الدولارات في شراء العملات المشفرة، في الوقت الذي توقع محللون أن يتجاوز سعر عملة بيتكوين الأشهر عالمياً مستوى 50 ألف دولار خلال الفترة المقبلة، بعد أن تضاعفت قيمتها 4 مرات في العام 2020.
ونقلت "بلومبيرغ" عن مصادر وتقرير موقع "كوين ديسك"، أن جامعات "هارفارد" و"ييل" و"براون" و"ميشيغان" ضخت جزءاً من أموال الأوقاف لديها في بورصات العملات، بعدما بدأت قبل عام في تخصيص جزء من الهبات التي حصلت عليها للاستثمار في العملات الرقمية.
حسابات الأفراد
وبحسب بيانات موقع "كوين ديسك"، قفز عدد أصحاب "الحسابات الرقمية"، أي الذين يملكون حسابات في منصات "بيتكوين" للتداول، من 5 ملايين في العام 2016 إلى 100 مليون في العام 2020.