مع أن تعديل سعر صرف الدينار الليبي، الشهر الماضي، ساهم في تخفيف أزمة السيولة في أنحاء البلاد المنقسمة، لكن استمرار شح الدولار يعني استمرار ازدهار السوق السوداء لتداول العملة الصعبة.
وفي ظل انفصال النظام المصرفي بشرق البلاد عن مصرف ليبيا المركزي في طرابلس، ظهر سعران مختلفان للصرف بالسوق السوداء على الجانبين، وكلاهما مختلف كثيرا عن السعر الرسمي، ما جعل الدولار في غير متناول معظم الليبيين.
لكن في إطار مسار اقتصادي لعملية سلام تقودها الأمم المتحدة وتتضمن أيضا جهودا لاختيار حكومة مؤقتة جديدة هذا الأسبوع، اتفق المفاوضون على سعر صرف جديد موحد ينطوي على خفض للسعر الرسمي ليقترب من أسعار السوق السوداء.
سمح هذا لليبيين بالحصول على الدولار من خلال البنوك التجارية عبر السحب من البطاقات المصرفية بالسعر الرسمي الجديد، وضخ كثيرون الدينار في النظام المصرفي.
وقال فوزي عبد السلام الشويش، مساعد المدير العام لدى مصرف الجمهورية، إن الودائع وصلت إلى ما بين 500 و600 مليون دينار في غضون أسابيع.
وأضاف "السيولة متوفرة بشكل مرض جدا، والآن يوجد تدفق نقدي في السوق". وتابع أن الفروع التي كانت تحصل في السابق على 500 ألف دينار للتوزيع أصبحت تتلقى 5 ملايين دينار.
تحسن غير متكافئ
ومع أن الوضع بات أفضل في أنحاء ليبيا، فإن مدى التحسن ليس متكافئا. فبعض البنوك وبعض المناطق أقدر على الحصول على النقد من غيرها. لكن صفوف الانتظار الطويلة خارج البنوك لسحب النقود تقلصت.
وقال سالم الهوني، مدير التسويق لدى مصرف الوحدة، إن البنك "رفع سقف السحب"، فيما قال عبد الوهاب نجم، الموظف بأحد بنوك بنغازي: "الآن نرى في المصارف التجارية أن سقف السحب ارتفع من 200 دينار إلى 4 آلاف و5 آلاف دينار، وإذا تم تقديم تقرير طبي أو غيره يمكن أن تأخذ 100 ألف دينار".
لكن الدولار ما زال غير متاح بسهولة من البنوك في ليبيا. فمن يشترون الدولار عبر السحب من البطاقات من خلال المعاملات المصرفية في ليبيا لا يمكنهم الحصول على هذه الأموال كنقود سائلة إلا عبر متعاملي السوق السوداء.
ويأخذ هؤلاء بيانات بطاقة العميل ويسحبون المال من أحهزة الصراف الآلي خارج البلاد ثم يسلمون الدولار للعميل في طرابلس أو بنغازي مقتطعة منه عمولة قد تصل إلى 15 بالمئة.
وقال مصرفي طلب عدم نشر اسمه "لا توجد آلية واضحة حتى الآن لسبب عدم قدرة البنك المركزي على توفير الدولارات نقدا داخل ليبيا حتى لا يضطر المواطنون إلى استخدام السوق الموازية".
(رويترز)