أظهرت بيانات تتبع شحنات القمح العالمية أن صادرات روسيا من هذه السلعة تضاعفت عن مستويات ما قبل اندلاع حربها على أوكرانيا نهاية فبراير/ شباط من العام الماضي 2022، إذ يلتهم المشترون الإمدادات الروسية المغرية.
وكشفت بيانات شركة "لوجيستيك أو إس" أن صادرات روسيا من القمح تضاعفت تقريباً خلال شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط، بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، بينما كان المشترون قد تجاهلوا في وقت سابق من الموسم الشحنات، حيث لم تكن الأسعار مغرية، لكنهم بدأوا العودة للشراء حالياً، إذ يساهم حجم الحصاد الهائل للسنة الماضية في تصنيف حبوب روسيا من بين الأرخص عالمياً.
ويبين الانتعاش الأخير أن المصدرين تجاوزوا بعض مشكلات التمويل والتأمين التي تُفاقمها العقوبات المفروضة على روسيا، وفق ما نقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية. كما أن توقعات الصادرات من البحر الأسود باتت واضحة أكثر، إذ يُرجح أن يجري تمديد العمل باتفاق يسمح للصادرات الأوكرانية بالمرور عبر ممر آمن خلال أسبوعين تقريباً.
وتساعد إمدادات كلا البلدين في كبح تضخم أسعار الغذاء العالمي. وترغب أوكرانيا، التي تراجعت صادراتها للغاية مقارنة بالموسم الماضي، في تمديد اتفاق الحبوب لمدة سنة على أقل تقدير.
وتؤكد روسيا أنه ليس بإمكانها تمديده إلا في حال أُخذت مصالح شركاتها الزراعية بعين الاعتبار. ويوجد بالوقت الحالي طلب ضخم على الحبوب الروسية، إذ وصل إجمالي صادرات القمح المنقولة عبر البحر خلال الشهرين الماضيين إلى 6.1 ملايين طن، أي ما يزيد عن 90% تقريباً من الفترة نفسها من السنة الماضية، بحسب السفن المصطفة في انتظار الشحن أو التفريغ التي رصدتها شركة "لوجيستيك أو إس".
وهبطت العقود الآجلة للقمح لمستويات هي الأدنى لها خلال سنة، على أقل تقدير، في بورصتي شيكاغو وباريس، وقد تُحدد كميات الحبوب الروسية الضخمة الأسعار للفترة المتبقية من الموسم الجاري، بحسب بنك الاستثمار الهولندي "رابو بنك"، إضافة إلى ذلك، فإن السوق تتوقع بصفة عامة نجاح تجديد العمل بالاتفاق المستمر حتى 18 مارس/آذار الجاري.
ولم يُدرج الغذاء ضمن العقوبات الموقعة على موسكو جراء غزوها أوكرانيا، لكن القيود على البنوك والشركات الحكومية جعلت عمليات التجارة أشد تعقيداً. ورغم أن مئات الآلاف من الأطنان من الأسمدة الروسية ما زالت عالقة بالموانئ الأوروبية، فإن شركات التصدير استطاعت شحن كميات ضخمة من الحبوب.
ويقدر أندريه سيزوف، العضو المنتدب لشركة الاستشارات "SovEcon"، صادرات روسيا من القمح بنحو 29.5 مليون طن خلال الموسم الجاري، مقارنة بحوالي 26.7 مليون طن في الموسم السابق.
في المقابل، فإن صادرات المحصول في أوكرانيا لا تزال دون مستويات الذروة التي تحققت أواخر السنة الماضية، إذ وصل إجمالي الشحنات عن طريق البحر الأسود في فبراير/ شباط الماضي إلى 3.35 ملايين طن، وتراجع عدد السفن المصرح بتفتيشها، ضمن الاتفاق، للشهر الرابع. وألقت كييف باللائمة في هبوط صادراتها منذ أواخر السنة الماضية على تراجع وتيرة عمل مفتشي السفن الروس.