أوردت وسائل إعلام سورية موالية للنظام وإيرانية، اليوم الإثنين، تقارير تنفي رفع إيران سعر النفط المصدر إلى سورية، فيما أكدت وكالة "سانا" الرسمية السورية أن الجانبين اتفقا على تجديد وثيقة التعاون الاستراتيجي طويل الأمد بين البلدين للتوقيع عليها في المستقبل القريب، إضافة إلى ما قالته وكالة "إرنا" الرسمية الإيرانية حول مناقشة مشروع يهدف لإنشاء محطات إنتاج الطاقة الحرارية في سورية.
ونقلت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من نظام بشار الأسد عن مصادر إيرانية، اليوم، تأكيدها على أن المباحثات التي جرت خلال استقبال الرئيس الأسد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان تميزت بالإيجابية والجدية، وخاصة أن هذه الزيارة تأتي في ظل تطورات جديدة ومتسارعة تشهدها المنطقة وازدياد الضغوط على البلدين.
وحول رفع سعر النفط وتأخير الفترة بين كل شحنتين، تضيف المصادر الإيرانية للصحيفة السورية أن "إيران تعرف ما يعانيه الشعب السوري جراء الحصار والضغوط الخارجية، وهي اتخذت قراراً بالوقوف إلى جانبه في الحرب الاقتصادية التي تُشن عليه، ولا تطالب بالمقابل بأي ثمن"، ملمحة إلى ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، أمس، حول مضاعفة إيران سعر النفط لدمشق: "موضوع المعروض النفطي منسق بين القيادات العليا للبلدين، وأي معلومة تنشر خارج قيادة البلدين خاطئة وغير صحيحة"، مشيرة بالوقت نفسه إلى نية البلدين الجادة "بتوقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي طويلة الأمد، مماثلة للاتفاقية التي وقعتها إيران مع بعض القوى العالمية".
نفي النفي
وكانت الصحيفة الأميركية قد ذكرت أمس أن إيران رفضت زيادة المعروض لتلبية الطلب المتزايد في سورية، بل وضاعفت السعر الذي يدفعه النظام السوري مقابل الحصول على النفط الخام، ما تسبب بنقص الوقود الحالي في سورية، لأن حجم النفط الذي أرسلته طهران إلى دمشق في الربع الأخير من عام 2022 مماثل للعام السابق.
وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن خط الائتمان الذي سمح لسورية في السابق بالدفع لاحقًا سرعان ما استنفد بعدما رفعت إيران السعر من معدل 30 دولارًا للبرميل، ما دفع طهران إلى فرض رسوم مسبقة مقابل تزويد النظام بالنفط، مشيرة إلى تصريح المتحدث باسم اتحاد مصدري النفط والغاز والبتروكيماويات في طهران حميد حسيني: "إن إيران نفسها تحت الضغط، ولا يوجد سبب للبيع لسورية بأسعار منخفضة".
وتقول مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" من دمشق: "إنه بالفعل تم طرح تقنين النفط الإيراني وتأخير إرسال الشحنات لدمشق"، كاشفة أن سورية لا تستفيد من كامل النفط الخام الذي يأتي من إيران، بل يتم تكريره بمصفاة بانياس، وبعضه يصدر من سورية لصالح طهران.
وتؤكد المصادر السورية أن شحنات النفط الإيرانية "تراجعت وتيرتها" خلال العام الماضي "بعد إقصاء إيران نسبياً وانصياع النظام لروسيا"، الأمر الذي دفع إيران لتأخير الشحنات النفطية والمطالبة بأموال خطوط الائتمان التي وقعتها مع دمشق، وآخرها خلال زيارة رئيس النظام لطهران في مايو/أيار من العام الماضي، فـ"إيران تريد 70 دولاراً للبرميل في حين بالسابق كانت تورده لسورية بنحو 40 دولاراً".
تبدل العلاقات
وتشير المصادر إلى الضائقة الاقتصادية التي يعانيها الشارع الإيراني ونقص الغاز في عموم البلاد، لذا هو "بأمس الحاجة لسماع خبر كهذا حول رفع أسعار النفط لسورية"، ولكن، تستدرك المصادر بأن "تبدل العلاقات بين دمشق وطهران مرتبط بنتائج زيارة الرئيس الإيراني لسورية وتركيا" لأن إيران، برأي المصادر، تخشى التقارب التركي السوري برعاية روسية "لأن ذلك سيحجم دورها على الأرض، خاصة بعد طرح مدينة حلب التي تهيمن عليها طهران، ضمن مطالب تركيا بالحلول والتطبيع.
ووفق مصادر من ميناء بانياس، غربي سورية، فقد وصلت آخر ناقلة نفط إيرانية محملة بمليون برميل إلى ميناء بانياس السوري في مطلع كانون الثاني/يناير الجاري، ما أمّن الاستمرار بعمل المصفاة وتوزيع المشتقات النفطية إلى المحافظات حسب المخصصات المحددة لكل منها، كما أن وصول ناقلتي الغاز، حمولتهما نحو 4000 طن، من شأنه أن يخفض مدة الانتظار لاستلام أسطوانة الغاز المنزلي بموجب البطاقة الذكية.
وتعاني السوق السورية من نقص حاد بالمشتقات النفطية، بعد تراجع الإنتاج من نحو 380 ألف برميل يومياً عام 2011، إلى نحو 20 ألف برميل بمناطق سيطرة النظام، ما زاد من معاناة ومصاريف الاستيراد بواقع استهلاك يقدره مختصون بنحو 200 ألف برميل يومياً وأوصل سعر ليتر المازوت بالسوق الحرة لنحو 13 ألف ليرة والبنزين لنحو 14 ألف ليرة.