ارتفعت أسعار اللحوم في مناطق الإدارة الذاتية شمال شرق سورية، بعد قرار السماح بتصدير المواشي إلى العراق، الأمر الذي انعكس سلباً على حياة المواطنين المعيشية، الذين يعانون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغياب الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وغاز منزلي، مع استمرار الاستهداف التركي لمواقع قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة.
وتحدث أيمن عزو، من قرية هيمو، لـ"العربي الجديد" عن تداعيات السماح بالتصدير على الأهالي في المنطقة فقال: "أسعار اللحوم في الوقت الحالي مرتفعة جدا، وكل شيء ارتفع سعره، وهذا الغلاء في الأسعار لا يتناسب مع دخل المواطن القليل، وخاصة العاملين المياومين وأصحاب الدخل المتقطع، عدا عن العاطلين عن العمل بسبب انتشار البطالة، والأسعار الآن مرتفعة، فما بالكم عند قدوم الشهر الكريم؟". وتوقع عزو ارتفاع أسعار اللحوم بزيادة عن الوقت الحالي، ربما بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، مما ينعكس سلبا على مربي الماشية، ناهيك عن جشع التجار واستغلالهم للأوضاع، من خلال الاحتكار، حيث وصل سعر رأس الغنم إلى نحو 400 دولار أميركي، وفقاً لعزو.
بدوره، قال يوسف خلف خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إن اسعار اللحوم ارتفعت السبت بأكثر من 130 ليرة سورية للكيلوغرام، لافتا إلى أن هذا الارتفاع يعود إلى فتح المعبر الحدودي مع العراق والسماح بتصدير المواشي بشكل يومي، والسبب الآخر، هطول الأمطار وتوفر الغذاء للمواشي في الوقت الحالي، الأمر الذي رفع من الأسعار، على عكس الأعوام السابقة حيث كان القحط سببا من أسباب تخلص المربين من المواشي. وتابع "في السابق كنا نشتري كيلو لحم العجل بمبلغ 3.4 دولارات، واليوم وصل السعر إلى 4 دولارت، كانت الأسعار أرخص بكثير بسبب وجود فائض في السوق.
ويعزو التاجر أحمد غنّام، ارتفاع أسعار المواشي في الوقت الحالي لقلة عددها، حيث بيّن لـ"العربي الجديد" أنه وبسبب تحسن موسم الأمطار، الذي وفر العشب كمادة عالية لمربي المواشي، امتنع التجار عن البيع بالأسعار القديمة، فوصل سعر كيلو لحم البقر والبكر إلى 150 ألف ليرة، ولحم الخروف إلى 180 ألف ليرة سورية. وأشار غنّام إلى أن ارتفاع سعر الدولار أمام الليرة السورية لعب دورا في رفع الأسعار، حيث وصل سعر كيلو الخروف إلى 5 دولارات ونصف وكيلو لحم العجل إلى 4 دولارات، وعند صرف الدولار إلى العملة السورية يظهر فارق السعر. وقال "استنكاف المربين عن البيع بسبب موسم الأمطار وكذلك قلة رؤوس الماشية بسبب التصدير العشوائي، كلها أمور ساهمت في الأزمة".
وكانت هيئة الاقتصاد التابعة للإدارة الذاتية قد أصدرت قرارا في 30 من ديسمبر/كانون الأول 2023، بالسماح بتصدير الخراف والعجول بدءا من الثاني من يناير/كانون الثاني 2024، حتى فبراير/شباط، ضمن شروط، منها ألا يقل وزن الخروف عن 45 كيلوغراما، ووزن العجل الواحد عن 400 كيلوغرام. وبموجب القرار يمنع تصدير الأغنام والأبقار، ويسمح بحركة العبور الخاصة بالمواشي من الخراف والعجول خلال الفترة المذكورة.
وبررت "الإدارة الذاتية" هذه الخطوة بتزايد أعداد القطعان خلال العام الماضي، وتراكم أعداد كبيرة لدى مربي المواشي، ما يسبب لهم الخسارة الكبيرة، مشيرة إلى أن قطاع الثروة الحيوانية من القطاعات الاقتصادية المهمة في المنطقة.
(الدولار الأميركي = 15 ألف ليرة سورية)