قال محللون ومراقبون للسوق إن أسطول ناقلات النفط الروسي أصغر من أن يلتف بشكل كامل على خطة الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع وأستراليا لفرض حد أقصى (سقف) لسعر صادرات خام موسكو البحرية بدءا من 5 ديسمبر/كانون الأول.
ومن المتوقع أن تزداد الكمية التي لن تتمكن روسيا من تصديرها عندما تدخل عقوبات الاتحاد الأوروبي على شحنات المنتجات المكررة الروسية حيز التنفيذ في 5 فبراير/شباط 2023.
وهذا قد يعني أنّ صادرات روسيا ستنخفض بنحو مليون برميل يومياً، مقارنة بالتدفقات الحالية إلى السوق العالمية والتي تناهز 3.5 ملايين برميل يومياً.
وسيؤدي هذا التأثير إلى ارتفاع أسعار النفط والوقود وتفاقم الضغوط التضخمية العالمية، خاصة بعدما أعلنت روسيا أنها لن تبيع النفط للدول التي تؤيد سقف الأسعار.
بناء أسطول مواز
هذا ويسعى الحظر الأوروبي إلى حرمان موسكو من عائدات تصدير النفط لتمويل عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وكان تأثير العقوبات المالية الغربية وتجنب المصافي شراء النفط الروسي محدوداً حتى الآن، لأن الصين والهند ومستوردين آسيويين آخرين زادوا مشترياتهم منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط.
ويمكن أن يكون لسقف السعر أيضا تأثير محدود إذا تسبب في اضطراب يدفع سعر السوق إلى الأعلى وبالتالي يقلل من أي انخفاض في الإيرادات الروسية.
وستسمح خطة مجموعة السبع التي ستدخل حيز التنفيذ في 5 ديسمبر/كانون الأول لصناعة الشحن بالمساعدة في تصدير النفط الروسي ولكن فقط بسعر محدد من خلال الحد الأقصى للسعر.
وقال المحلل في "معهد الطاقة والتمويل" ومقره موسكو، أليكسي غروموف، إن الحفاظ على التدفقات الحالية المنقولة بحرا البالغة 3.5 ملايين برميل يوميا سيتطلب حوالي ثلث ناقلات النفط، وهو أكثر مما تستطيع روسيا الوصول إليه.
وقال غروموف لـ"رويترز" إن روسيا بحاجة إلى تعزيز أسطولها بـ157 سفينة "أفراماكس" Aframax و65 "سويز ماكس" Suezmax و18 ناقلة نفط عمودية.
وأوضح أن 60 ناقلة مملوكة لشركات روسية و70 أُخرى لا يقل عمرها عن 15 عاما، وفقا لمعايير شحن النفط، تم بيعها هذا العام لشركات لم يسمها قد تتاجر بالنفط خارج سقف سعر النفط.
وتحمل ناقلات "أفراماكس" نحو 600 ألف برميل من النفط، و"سويز ماكس" حوالي مليون برميل، وناقلات النفط الخام الكبيرة جدا VLCCs حوالي مليونَي برميل.
وأضاف غروموف أن ذلك سيترك نقصا بمقدار 110 ناقلات إذا سعت موسكو للالتفاف بشكل كامل على سقف السعر.
تجميع الموارد مع البلدان المشترية
وقد تسعى روسيا إلى تجاوز القيود من خلال تجميع موارد الشحن الخاصة بها مع تلك الخاصة بالدول المشترية الكبرى التي لم تقر بعد سقف أسعار مجموعة السبع.
وإذا قام الروس بالتأمين الذاتي، وإذا استخدموا السفن التي لا تخضع لسلطة الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي - سواء كانت سفنا صينية أو هندية أو روسية - فقد يحاولون إيجاد طرق لعدم تفعيل هذه القيود مباشرة، وفقا لألكسندر دوكيتش، الشريك في شركة المحاماة العالمية "هوغان لوفيلز"، مضيفا: "بالتأكيد بناء أسطولهم الخاص سيستغرق بعض الوقت".
وقال الرئيس العالمي للشحن الرطب في شركة تجارة السلع العملاقة "ترافيغورا" أندريا أوليفي إنه تم بيع نحو 40 ناقلة نفط خام ومنتجات إلى كيانات شرقية في سبتمبر/أيلول بأسعار أعلى من السوق نظرا لعمر السفن.
وأضاف أوليفي أن روسيا يمكنها نظريا العثور على ما يكفي من سفن النفط الخام، لكنها تفتقر خاصة لناقلات المنتجات المكررة.
وقال مسؤول في وزارة الخزانة الأميركية إن صادرات روسيا من الخام والمنتجات المكررة قد تتوقف بين مليون ومليوني برميل يوميا.
ووافق بنك "جيه بي مورغان" الأميركي إلى حد كبير على الحد الأدنى من هذا التقدير، وقال إنه لا يعتقد أن روسيا ستكون قادرة على شحن جميع نفطها الخام مع الناقلات التي تم شراؤها حديثا حتى عام 2024 ومنتجاتها حتى عام 2025 على الأقل.
(رويترز، العربي الجديد)