تشديد الحصار الاقتصادي على غزة: إغلاق معبر رفح

11 أكتوبر 2023
غزة على وشك أزمة غذائية طاحنة (سيد خطيب/ فرانس برس)
+ الخط -

تعمد الاحتلال الإسرائيلي توجيه ضربات جوية بالقرب من معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة وسيناء المصرية، أمس الثلاثاء، بهدف إغلاقه وتشديد الحصار الاقتصادي على سكان القطاع. وكان المعبر يعمل بنفس الوتيرة المعتادة قبل "طوفان الأقصى"، منذ السبت الماضي رغم التصعيد الإسرائيلي ضد غزة.
وذكرت مصادر أمنية لرويترز، أمس، أن الضربة (الصاروخية) قرب المعبر تأتي في ظل قصف إسرائيلي لقطاع غزة، كما تأتي في أعقاب حادث مماثل وقع أول من أمس الاثنين وأدى إلى تعطيل العمليات جزئياً في المعبر الذي كان يعمل بشكل طبيعي في وقت مبكر من صباح أمس الثلاثاء.
وكان وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت قد اتخذ أول من أمس قراراً بفرض حصار شامل على قطاع غزة يشمل الماء والكهرباء والوقود والطعام، في ظل السيطرة الإسرائيلية على منافذ القطاع. وأضاف: "نفرض حصاراً كاملاً على مدينة غزة. لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود. كل شيء مغلق". وتغلق إسرائيل منذ السبت جميع المعابر من وإلى القطاع.
ودخلت غزة أمس يومها الرابع وسط عدوان إسرائيلي متصاعد أدى إلى شلل مختلف القطاعات التجارية والصناعية والزراعية وإغلاق مختلف الأسواق التجارية. وبات القطاع على أعتاب أزمة غذائية كبيرة في ظل توقف استقباله أي سلع منذ اندلاع الحرب، ولا سيما بعد إغلاق معبر رفح مع مصر لأجل غير مسمى على خلفية الضربات الإسرائيلية والتهديد بضرب أي شاحنات تحمل مساعدات إنسانية قادمة عبر المعبر.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وأبلغت السلطات المصرية، أمس الثلاثاء، الجانب الفلسطيني بإغلاق معبر رفح البري بشكل كامل، بعد تكرار القصف الإسرائيلي لبوابته ومحيطه. وقال مصدر أمني في معبر رفح البري، لـ"العربي الجديد"، إنّه تقرر وقف العمل في المعبر حفاظاً على حياة العاملين فيه والمسافرين، في ظل الاستهداف الإسرائيلي لبوابته الفاصلة بين الجانبين الفلسطيني والمصري. وأضاف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أنه تم إرجاع المسافرين الفلسطينيين إلى غزة، وعاد المسافرون من مصر إلى غزة إلى محافظة شمال سيناء حتى إشعار آخر.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة إياد البزم إنّ طائرات الاحتلال أعادت قصف بوابة معبر رفح بين الجانبين الفلسطيني والمصري بعد إصلاحها أول من أمس، ما يمنع مغادرة ووصول المسافرين.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن إسرائيل هددت مصر بضرب أي شاحنات تحمل مساعدات تحاول الدخول إلى غزة من معبر رفح، وفقاً لمصادرها.
وكان مصدر مسؤول في إدارة المعبر قال في حديث سابق، لـ"العربي الجديد" إن المعبر التجاري كان في الظروف الطبيعية قبل الحرب يُدخل ما يقارب 300 شاحنة بضائع أسبوعياً إلى قطاع غزة تشمل وقوداً وأدوية وأغذية بكافة أنواعها، حيث تنفرد شركة أبناء سيناء التي يديرها رجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني بنقل البضائع من مصر إلى قطاع غزة عبر المعبر. وبحسب بيانات رسمية، فإن معدل الواردات عبر معبر كرم أبو سالم عام 2020 كان يشكل 87% من إجمالي واردات القطاع، بينما كان الوارد عبر مصر 13% فقط، في حين ارتفعت نسبة الاستيراد من مصر إلى 20% بنهاية 2021، وتراجعت الواردات عبر الجانب الإسرائيلي إلى 80%.

وأدت سياسة الحصار المتواصل في أغلب الأوقات على قطاع غزة منذ عام 2006، إلى قفزات بمعدلات الفقر إلى مستويات غير مسبوقة، حيث لامست حاجز الـ 70%.
وأكد الخبير الاقتصادي عُمر شعبان أن حصار غزة يُعمق المأساة الإنسانية، والكارثة الاقتصادية التي تعيشها غزة مُنذ سنوات، حيث يعتمد الاقتصاد في غزة بشكل شبه كامل على التوريد، والاستيراد من جانب الاحتلال الإسرائيلي.
وإلى جانب الخسائر المباشرة، والناجمة عن قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية للبنية التحتية، والمنشآت الاقتصادية، والأبراج والعمارات السكنية التي تضُم الشركات، والمكاتب الاقتصادية، والمحال التجارية، فإن حالة الإغلاق تتسبب بخسائر إضافية، تتعلق بتوقف العجلة الاقتصادية، والصناعية، والتجارية اليومية نتيجة مُجريات الأحداث.
وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، خلال مؤتمر صحافي تم تنظيمه الأحد الماضي، في المركز الإعلامي بمستشفى الشفاء، إن العدوان الإسرائيلي والذي تركز على الأهداف المدنية والبنية التحتية طاول العشرات من الأعيان الخاصة بالبلديات والهيئات المحلية والقطاعات الخدماتية المختلفة، إلى جانب استهداف المنشآت الصحية، وسيارات الإسعاف، والطواقم الطبية خلال عملها في إجلاء الجرحى والشهداء.
ولفت معروف إلى أنّ القصف الإسرائيلي استهدف كذلك شبكات الكهرباء، وخدمات البلديات، والبنية التحتية، إلى جانب الجريمة المركبة، بفصل خطوط الكهرباء المُغذية لقطاع غزة، من جانب الاحتلال.

المساهمون