على عكس التوقعات التي أطلقها اقتصاديون، أمس، برفع أسعار الفائدة المصرفية، لامتصاص ولو جزء من التضخم الذي اقترب من 80% على أساس سنوي، خفضت لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي التركي، اليوم، سعر الفائدة على الليرة التركية بمقدار 100 نقطة أساس من 14% إلى 13%، بحسب ما أشار بيان البنك المركزي عقب اجتماع لجنة السياسة النقدية مع المحافظ شهاب كافجي أوغلو.
ويقول الاقتصادي مسلم أويصال لـ"العربي الجديد": "توقعنا تثبيت سعر الفائدة"، لكن لدى الحكومة، على ما يبدو، سياسة أخرى "اعتدنا عليها خلال الأشهر الأخيرة من كل عام".
ويضيف أن "المصرف المركزي أراد كسر التوقعات، بعد 7 جلسات تثبيت لسعر الفائدة عند 14%، فحركها اليوم، بالاعتماد على موسمي السياحة والصادرات، والتي من المؤمّل أن توفر قطعاً أجنبياً وتزيد من توازن العرض والطلب في السوق".
وحول توقعاته بانعكاس قرار المصرف المركزي على سعر الليرة، يرى أويصال أن سعر الصرف سيتراجع قليلاً ليتخطى 18 مقابل الدولار، لكنه سيتستقر، أو يتذبذب، خلال الأشهر المقبلة "حتى لو وصل الدولار إلى 20 ليرة، فهذا ضمن التوقعات".
أضاف: "كما أن عودة الأموال إلى المصارف مضر للاقتصاد، وسياسة تركيا هي توجيه الأموال إلى القطاعات الانتاجية وليس إلى خزائن المصارف".
ويتوقع المتحدث "مفاجآت حكومية" على صعيد السياسة النقدية، وتسهيلات استثمارية وائتمانية، وعدم الاكتفاء بحماية الودائع بالليرة التركية "رغم نجاعة ودور تلك الطريقة".
وكانت تركيا قد أصدرت، نهاية ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، قرار حماية الايداع بالعملة المحلية من تقلبات سعر الصرف، بحيث تضمن للمودع بالليرة عدم الوقوع ضحية للتقلبات في أسعار الصرف، والحصول على الفائدة المعلنة، يضاف إليها الفرق في سعر الدولار بين وقت الإيداع والسحب.
وتراجع سعر صرف الليرة التركية، بعد انتشار خبر قرار المصرف المركزي اليوم، من 17.989 صباح اليوم إلى 18.1113 لتزيد خسائر الليرة التركية.
ويرى مراقبون أن المصرف المركزي "ينصاع" لتوجه الحكومة التركية نحو الفائدة المنخفضة وتحقيق نهج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته، الرافضة سعر الفائدة المرتفع، إذ لم تجر تركيا تحريكاً لأسعار الفائدة منذ 16 ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، وقت خفضت سعر الفائدة 100 نقطة أساس على عمليات إعادة الشراء "الريبو" لأجل أسبوع، ليصبح 14% في المئة، وذلك بعد سلسلة تخفيضات بما يتماشى مع توجهات الحكومة التركية والرئيس.
ومرت الفائدة المصرفية بحالة تذبذب منذ مايو/أيار 2020، حين جرى تخفيضها من 11.25% إلى 8.25%، لتبقى على هذا السعر حتى سبتمبر/أيلول، لترتفع من جديد إلى 10.25%.
وواصل محافظ المركزي السابق ناجي أقبال رفع سعر الفائدة حتى 17% في الأشهر الأخيرة من 2020، ومن ثم إلى 19% في مارس/آذار2021، ما دفع بالرئيس رحب طيب أردوغان إلى عزله وتعيين شهاب قافجي أوغلو الذي قاد مشوار تخفيض الفائدة المستمر.
وفي عهده، جرى تخفيض سعر الفائدة 100 نقطة في 23 سبتمبر/ أيلول العام الماضي، لتتابع لجنة السياسات المالية بالمصرف المركزي خفض السعر في أكتوبر/تشرين الأول بواقع 200 نقطة، ثم إلى 18% في نوفمبر/تشرين الثاني، بنحو 100 نقطة أساس وآخر تخفيض مماثل في ديسمبر/كانون الأول.