تركيا تطالب إسبانيا بتسليم رجل الأعمال محمد ياقوت
طالبت السلطات القضائية التركية، اليوم الخميس، نظيرتها الإسبانية بتسليمها رجل الأعمال محمد ياقوت، حيث إنه متهم بارتكابه جرائم عدة، وبرز اسمه خلال فترة ما قبل الانتخابات الرئاسية والنيابية الأخيرة، بسبب نشره فيديوهات يدعي فيها تورط الحكومة التركية بالفساد.
وألقت السلطات الإسبانية القبض على ياقوت أمس، وذكرت وسائل إعلام تركية أن إلقاء القبض عليه كان بعد معلومات قدمها جهاز الاستخبارات التركي لنظيره الإسباني، دون تأكيد ذلك رسمياً.
وقالت قناة خبر تورك إن ياقوت ألقي القبض عليه في عملية تحقق من الهوية أجرتها الشرطة الإسبانية بمدينة سانتاندر شمالي البلاد، ما دفع النيابة العامة في إسطنبول إلى التحرك والمطالبة باستعادته.
وصدرت بحق ياقوت نشرة حمراء من الإنتربول الدولي بعد البدء بالتحقيق معه، في أعقاب ظهور منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي، لتصدر النيابة العامة قرار الاعتقال، وتبلغ الإنتربول به.
وسار ياقوت على درب رجل المافيا سادات بيكر، المقيم في الإمارات، عندما بدأ ينشر فيديوهات قبل نحو عامين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للإبلاغ عن فساد في حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، مستهدفاً الوزراء، وخاصة وزير الداخلية السابق سليمان صويلو، وأعضاء حزب العدالة والتنمية، الذي ينتمي إليه أردوغان.
ومع دخول تركيا مرحلة الانتخابات الرئاسية والنيابية التي جرت في أيار/مايو الماضي، بدأ ياقوت بنشر الفيديوهات من خارج تركيا، متحدياً الاستخبارات التركية أن تلقي القبض عليه.
ونشر رجل الأعمال معلومات عبر الفيديوهات، تتعلق بصفقات البناء وعمل الشركات مع بعضها البعض، وتلقيها تسهيلات من قبل أعضاء الحكومة. وحظي ياقوت وقتها بمتابعة مكثفة من أنصار المعارضة.
وعلى الرغم من أن ياقوت لم يحقق ما يرجو من فيديوهاته، حيث تمكنت الحكومة من الفوز بالانتخابات النيابية والرئاسية، فإنّ السلطات القضائية فتحت تحقيقات بخصوصه ووجهت له مجموعة من التهم.
ويواجه ياقوت تهماً تتعلق بممارسة أنشطة عصابات المافيا، مثل "القيام بأعمال السرقة بالقوة"، و"الاستيلاء على معلومات خاصة بشكل غير قانوني ونشرها"، ليصدر قرار توقيفه في 6 أيار/مايو الماضي، ويتم بعد صدوره إرسال ملف النشرة الحمراء لوزارة العدل.
واعتقل بنفس القضية الصحافي جان تانريار، الذي يُتهم بأنه يعمل على توفير الوثائق والمعلومات والفيديوهات لصالح ياقوت، ووجهت له تهمة "السرقة بطريقة مختلفة"، و"الاستيلاء على معلومات خاصة بشكل غير قانوني ونشرها". وأمرت المحكمة بحبسه في 29 إبريل/نيسان الماضي.
ولاحقا أرسلت رسالة للإنتربول الدولي والأوروبي، جاء فيها طلب إعادة ياقوت. وجاء على رأس الدول التي أرسلت لها الرسالة ألمانيا وبقية الدول الأوروبية. ووفقاً لمذكرة الانتربول، تم اعتقال ياقوت في إسبانيا.
وقبل نحو عام أعلنت السلطات الأمنية التركية استعادة مقرب من زعيم المافيا سادات بيكر، المدعو أحمد إمرة أولور، من دولة ألبانيا، بعد متابعة له وترحيله من دولة الإمارات العربية المتحدة قبلها بأيام.
ورجل الأعمال وزعيم المافيا بيكر يحاكم غيابياً في تركيا بتهم تشكيل عصابات وتبييض أموال والقيام بأنشطة غير مشروعة، حيث نشر قبل أكثر من عام فيديوهات قال إنها عن علاقته مع حزب العدالة والتنمية الحاكم، ووزير الداخلية سليمان صويلو.
ولاقت المقاطع التي نشرها بيكر مشاهدات بأرقام كبيرة في تركيا وأحرجت الحكومة، التي طالبت باستعادته من الإمارات العربية المتحدة التي يقيم بها، فيما لجأت أبوظبي لمنعه من نشر فيديوهات جديدة.
