تركيا تصعّد اقتصادياً: إزالة إسرائيل من قائمة الصادرات المستهدفة

23 يناير 2024
تركيا تكبح التسهيلات التجارية (Getty)
+ الخط -

رفعت تركيا إسرائيل من قائمة الصادرات المستهدفة. ومنذ بدء الحرب على غزة، اتخذت تركيا إجراءات دبلوماسية ضد إسرائيل، بما في ذلك دعم الاتهامات في محكمة العدل الدولية في لاهاي بارتكاب إسرائيل مجزرة جماعية بحق أهالي غزة. لكن تركيا قامت هذا الأسبوع بتحريك الأمور إلى الأمام، من خلال العمل على الجبهة الاقتصادية لإزالة إسرائيل من قائمة الدول المستهدفة بالتصدير.

ويشرح موقع "غلوبس" الإسرائيلي أن هذه الخطوة تأتي على الرغم من أن إسرائيل كانت السوق رقم 13 لصادرات تركيا في عام 2023، حيث بلغت قيمة الصادرات 5.42 مليارات دولار. ويأتي القرار بعد سنوات شهدت فيها العلاقات الدبلوماسية صعودًا وهبوطًا، لكن لم تفرض تركيا أي قيود اقتصادية

ومن خلال قرارها بإزالة إسرائيل من قائمة الدول المستهدفة للتصدير، ستتوقف تركيا عن تشجيع سكانها على دعم التجارة ودعم الشركات التي تعمل مع إسرائيل. ويبعث القرار أيضًا برسالة إلى الشركات التركية، مفادها أنها إذا قامت بالتبادل التجاري مع إسرائيل، فإن الدولة لن تساعدها.

والأهمية الأخرى أن وزارة التجارة التركية ستوقف دعمها للمؤتمرات المشتركة مع إسرائيل. وهذه خطوة تكبح قدرة الملحق التجاري التركي في إسرائيل على تشجيع الاتصالات بين البلدين.

هل كانت هناك أي تغييرات أخرى في القائمة؟

نعم. وفق "غلوبس"، في الوقت نفسه الذي اتخذت فيه الإجراء ضد إسرائيل، أزالت تركيا العراق والسودان وموزمبيق والكونغو من القائمة. ويعتقد أن اعتبارات إزالة العراق، ثالث أكبر سوق لصادرات تركيا، ترجع إلى الخلافات مع بغداد بشأن العمليات العسكرية ضد قوات "العمال الكردستاني" في شمال العراق. وفي السودان، "يسعى أردوغان للإضرار بالحكومة هناك". وأضافت تركيا أيضًا دولًا إلى قائمة الصادرات المستهدفة، بما في ذلك الجزائر.

وصدّرت تركيا في عام 2023 سلعًا بقيمة 5.42 مليارات دولار إلى إسرائيل، بانخفاض عن 7 مليارات دولار في عام 2022. وفقًا لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، صدّرت إسرائيل سلعًا بقيمة 1.5 مليار دولار إلى تركيا في عام 2023، انخفاضًا من 2.5 مليار دولار في عام 2022. وكانت تركيا من بين سبع دول شهدت انخفاضًا كبيرًا في الصادرات الإسرائيلية في عام 2023 إلى جانب ماليزيا وألبانيا وتايوان وفرنسا والمملكة المتحدة وكندا.

وأكثر من 50% من صادرات إسرائيل من تركيا تقع في فئة المحاجر والآلات والمعادن، المخصصة للاستخدام بشكل أساسي في البناء الإسرائيلي. وتشكل المواد الغذائية 8% من صادرات أنقرة إلى إسرائيل.

وقال الشريك المؤسس لمنصة سلسلة التوريد الرقمية SlickChain، والرئيس التنفيذي، إيلاد برشان، الخبير في التوريدات الدولية، لـ"غلوبس": "كل شيء له بديل. المشكلة هي السعر والتوافر".

وذكر برشان أن البدائل المتاحة لإسرائيل هي التجارة مع شرق آسيا، التي لديها أوقات توريد أطول بكثير، أو مع أوروبا، حيث أسعار السلع أعلى بكثير مما هي عليه في تركيا. ويقول: "من دون الخط من تركيا، يمكن تمديد الشحنة إلى طريق مدته 60 يومًا من شرق آسيا. وإذا انتقلنا إلى أوروبا، فإن المشكلة تكمن في الأسعار الباهظة". 

تركيا لن تتضرر

هل سيتضرر الاقتصاد التركي من القرار؟ تجيب "غلوبس": على الأرجح لا. في عام 2023، حطمت أنقرة الأرقام القياسية، حيث بلغ إجمالي الصادرات 255.8 مليار دولار، بزيادة 0.6% عن عام 2022. وكان العجز التجاري مرتفعًا عند 106 مليارات دولار، لكن هذه حقيقة اعتادتها أنقرة، التي لا تتمتع باستقلال في مجال الطاقة.

وعلى الرغم من سياسة أردوغان المناهضة لإسرائيل، تظهر الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة النقل التركية أنه منذ 7 أكتوبر أبحرت 701 سفينة تركية إلى إسرائيل، أي بمعدل ثماني سفن يوميًا. ومن بين هذه السفن 480 أبحرت فقط بين أنقرة وإسرائيل، فيما وصلت 221 سفينة إلى إسرائيل عبر تركيا.

وفي عام 2023، قفزت صادرات أنقرة إلى الإمارات من 2.7 مليار دولار إلى 5.92 مليارات دولار، وهو ما يمثل 3.4% من إجمالي صادرات تركيا. وكانت ثاني أكبر قفزة في الصادرات إلى روسيا، حيث ارتفعت الصادرات 1.78 مليار دولار العام الماضي إلى 9.42 مليارات دولار. وكانت ثالث أكبر قفزة في الصادرات التركية العام الماضي إلى المملكة العربية السعودية، حيث ارتفعت الصادرات 949 مليون دولار إلى 2.27 مليار دولار.

هناك منافسة بين إسرائيل وأنقرة في صناعة الدفاع. وحطمت الصادرات الدفاعية الإسرائيلية رقماً قياسياً في عام 2022، بعقود بلغت 12.5 مليار دولار. وقفزت شركة Elbit Systems إلى المركز الحادي والعشرين في قائمة Defense News لأكبر 100 شركة دفاع في العالم، مع تقدم شركة صناعة الطيران الإسرائيلية (IAI) (المرتبة الـ29) ورافائيل (المرتبة الـ34). كذلك حطمت تركيا أيضًا الرقم القياسي لصادراتها الدفاعية العام الماضي بعقود بقيمة 4.4 مليارات دولار.

والتنافس الآخر هو السيطرة الإقليمية على البضائع، إذ تعتبر أنقرة نفسها "المحور" الإقليمي في جميع المجالات، ولذلك شعرت بالغضب في سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما قدم الرئيس الأميركي جو بايدن اقتراحه لإنشاء ممر لوجستي بين اليونان والهند -عبر إسرائيل والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة- يتجاوز أنقرة.

وقد أدى ذلك إلى إعادة أنقرة الترويج لخطة إنشاء ممر نقل خاص بها بين أنقرة والعراق، ومن هناك إلى الخليج والمحيط الهندي. ومع ذلك، بما أن تركيا أزالت الآن إزالة العراق من قائمة أهداف التصدير، يبدو أن هذه الخطة لن يُروَّج لها قريبًا.

وتظهر أرقام وزارة السياحة التركية أنه في نوفمبر 2022 زار 68 ألف إسرائيلي تركيا، بينما انخفض العدد في نوفمبر 2023 إلى 1800 فقط. بين يناير ونوفمبر 2023، زار 762 ألف إسرائيلي تركيا مقارنة بـ780 ألفًا خلال الفترة نفسها من عام 2022.