شهدت أسعار الزيوت في تركيا ارتفاعاً ملحوظاً، وسط اتهامات للتجار بتخزين هذه السلعة ورفعهم الأسعار بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل كبير أمام الليرة التركية خلال الأيام الماضية.
وارتفع سعر لتر زيت عباد الشمس إلى متوسط 20 إلى 25 ليرة، بينما ارتفع لتر زيت الزيتون لما يتراوح بين 50 و65 ليرة ويختلف سعره وفق نوعه وجودته (الدولار = 12.43 ليرة).
وقال رئيس جمعية تجار الأغذية، جاليب أيكاش، إن منتجي الزيوت في ظل ارتفاع الأسعار يعملون على تقليل المعروض للحفاظ على مكاسب، مشيراً إلى أنّ تركيا تستورد حوالي 45% من احتياجاتها من زيت عباد الشمس، ومع ارتفاع أسعار السلع الأساسية في العالم تزداد أسعار الزيوت المستوردة.
وتستورد تركيا أغلب احتياجاتها من زيت عباد الشمس وبذوره من روسيا، ويعد زيت عباد الشمس ثالث أكثر المنتجات المستوردة في عام 2020 بقيمة 760 مليون دولار، ليأتي أيضاً ضمن أكثر المنتجات المستوردة في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري بقيمة تصل إلى 700 مليون دولار، بحسب بيانات التجارة الخارجية.
وذكر بيان صادر عن اتحاد الأعمال التركي، مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أن سعر عبوة الـ5 لترات من زيت عباد الشمس تجاوز 100 ليرة، بينما بلغ سعر العبوة ذاتها في تعاونيات الائتمان الزراعي 84.90 ليرة.
وأرجع رئيس غرفة الزراعة في ولاية مرسين التركية، حيدر كار، ارتفاع أسعار زيت الزيتون إلى انخفاض محصول الزيتون هذا العام مما أثر على الأسعار، مشيراً إلى أن مصانع زيت الزيتون تبيع اللتر بنحو 35 ليرة للتجار، بينما يباع في الأسواق بين 70 و90 ليرة.
وأوضح كار أنّ سعر لتر زيت الزيتون كانت المصانع تبيعه خلال العام المنصرم بين 18 و22 ليرة، مضيفاً أنّ منتجي الزيوت يفضلون إنتاج زيت الزيتون لما يحققه من أرباح.
ويعد أحد أسباب صعود أسعار الزيوت استمرار ارتفاع أسعار السماد المستخدم زراعياً في الصعود من مطلع العام الجاري على الرغم من محاولات من وزارة الزراعة والغابات للضغط على المصانع المصنعة للسماد للحفاظ على استقرار الأسعار.
من جهته، قال سرجان أكتاش، أحد تجار التجزئة، إنه لا مشكلة في سلسلة توريد الزيوت، لكنّ تجار الجملة يقومون ببيع الزيوت بسعر مرتفع بحجة ارتفاع تكلفة الإنتاج في ظل تراجع العملة المحلية، مشيراً إلى أنّ الزبائن يتجهون إلى المحال الكبرى مثل "بيم" و"شوك" و"A101" لأنّ أسعارها مناسبة أكثر.
وتوقع أكتاش، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن تستمر أسعار الزيوت في الارتفاع خلال الفترة المقبلة بنسبة قد تزيد عن 20%، مضيفاً أنّ هذا الارتفاع أدى إلى غلاء بعض المخبوزات مثل "البواتشا" والـ "أتشما" والـ"سميط".
وقال المواطن فرقان ديمير (56 عاماً)، لـ"العربي الجديد" إنّه استغنى تماماً عن استخدام زيت الزيتون، كما عمل على تقليل استهلاكه من الزيوت الأخرى ليكون في حدود ميزانيته، مطالباً الحكومة بشراء الزيوت من المنتجين بشكل مباشر وبيعها للمواطنين بأسعار مدعمة. بينما قالت إليف أوزتورك (37 عاماً، ربة منزل) لـ"العربي الجديد" إنّها مضطرة لشراء مختلف الأنواع من الزيوت مهما ارتفعت أسعارها.