ترحيب مصري بالروبل الروسي انتظاراً لآلية التفعيل

25 يناير 2023
البنك المركزي الروسي لن يسمح بأن يكون تمويل كل الصفقات بالروبل أو بالجنيه (Getty)
+ الخط -

سيطرت حالة من التفاؤل بين عدد من المعنيين بالاستيراد والتصدير في مصر، عقب صدور قرار البنك المركزي الروسي بوضع الجنيه المصري ضمن قائمة العملات المسعرة في البنوك الروسية وفقًا لسعر الروبل، وهو ما سيزيل الكثير من العقبات عند التعامل التجاري بين القاهرة وموسكو، إذ سيحل الروبل بديلًا للدولار بالنسبة للواردات والجنيه المصري للصادرات وفقًا لقرار تسوية المدفوعات بين الدولتين.

وأكد سيد النواوي، نائب رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية، أن القرار يصب في مصلحة مصر، من حيث تخفيف الضغط على طلب الدولار، وخاصة أن الميزان التجاري يميل تجاه الجانب الروسي.

وأشار إلى أن صدور اللائحة التنفيذية للقرار ستكشف عن آلية التعامل، مستبعدًا مسألة اشتراط الجانب الروسي أن يكون الدولار جزءًا من آلية تمويل الصفقات، إذ أن روسيا هي من طلبت من أوروبا تمويل صفقات استيراد الغاز بالروبل، لافتًا إلى أن القرار أثر بالإيجاب على تراجع سعر الدولار في السوق السوداء.

ورأى ماجد سليمان، خبير في تجارة واستيراد الحبوب، أن البنك المركزي الروسي لن يسمح بأن يكون تمويل كل الصفقات بالروبل أو بالجنيه، إذ سيُحدد جزءٌ من تمويل تلك الصفقات بالدولار، من منطلق حاجته هو الآخر لتعظيم رصيده من الدولار.

وأشار في تصريحات خاصة إلى أن القرار في حد ذاته سيعمل على تخفيف الضغط على الطلب على الدولار، كما أنه لن يفرق ماديًا بالنسبة للمستوردين، إذ أن الدولار سيظل هو العملة الرئيسية التي يتم بها التقويم بين العملتين.

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور عبد النبي عبد المطلب: "إن كل ما تم الإعلان عنه بخصوص هذا الشأن هو أن البنك المركزي الروسي أدرج الجنيه المصري على قائمة العملات المسعرة يومياً".

وأوضح أنه في حال تطبيق قرار تسوية المدفوعات بين الدولتين خلال المعاملات التجارية، فإنه في حال الاستيراد من روسيا سيتم وضع الرصيد في الحساب البنكي بالروبل، والعكس في حال التصدير سيتم وضع الجنيه المصري في حسابات المصدرين.

وأشار إلى أن القرار سيعمل على تخفيف الطلب على الدولار بحكم أن الميزان التجاري بين مصر وروسيا يصب في صالح الجانب الروسي، لافتًا إلى أن مسألة تحويل جزء من تلك الصفقات للدفع بالدولار سيتوقف على مدى الاحتياج للدولار في كلا البنكين المركزيين.

 

ويعتقد هشام حمدي، محلل مالي، أن قرار البنك الروسي بإدراج الجنيه على قائمة عملاته، لن تتضح معالمه إلا عند توضيح آلية التفعيل، إذ أن هناك بعض الأمور ستحتاج إلى توافقات وخاصة عند وضع الأرصدة هل ستكون بالروبل أم بالجنيه المصري.

وكانت فيكتوريا أبرامشينكو ، نائبة رئيس الوزراء الروسي، قد صرحت بأن بلادها تعمل مع مصر على صفقة لدفع ثمن القمح بالروبل الروسي، موضحة أن موسكو لم تعتمد بعد نظاماً مؤسسياً للتسوية بالعملات المحلية لكن المركزي الروسي يفاوض بنوكاً مركزية أخرى لتطبيق آلية للتسوية المتبادلة.

وبلغ حجم الصادرات المصرية إلى روسيا قرابة 346.5 مليون دولار، بارتفاع بنسبة 20.7%، مقارنة بنفس الفترة من عام 2021، فيما سجلت قيمة الواردات نحو 1.7 مليار دولار، مقابل 1.8 مليار دولار خلال الفترة نفسها من عام 2021 بنسبة انخفاض 1.5%.

وبلغت قيمة التبادل التجاري بين مصر وروسيا نحو 2.14 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2022، استحوذت الصادرات المصرية منها على حوالي 417.9 مليون دولار، مقابل واردات بنحو 1.7 مليار دولار، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

المساهمون