استمع إلى الملخص
- يُعتبر سهم "ترامب ميديا" من "أسهم الميم" التي تحظى باهتمام كبير على الإنترنت، ورغم قلة مستخدمي "تروث سوشال"، إلا أن التقييم المرتفع يعكس مراهنات على عودة ترامب للبيت الأبيض.
- الأساسيات المالية للشركة متواضعة بإيرادات 1.6 مليون دولار، مقارنة بشركات كبرى، وارتفاع تكلفة اقتراض الأسهم ساهم في رفع سعر السهم، مع تقييم محير للسهم كمؤشر سياسي.
بعد ارتفاع كبير وغير مبرر خلال الأسابيع الخمسة الماضية، شهد سهم شركة "ترامب ميديا" أو ترامب للإعلام والتكنولوجيا، المالكة لمنصة تروث سوشال، تراجعًا مفاجئًا يوم الأربعاء، حيث انخفض سعر السهم بنسبة 22.3%، ما يعني أنّ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فقد نحو 1.3 مليار دولار من صافي ثروته في يوم واحد.
ومثلت خسارة يوم الأربعاء أسوأ خسارة يومية للشركة منذ إدراجها في البورصة في مارس/ آذار، إذ تجاوزت الخسارة السابقة البالغة 21.5%، والتي تم تسجيلها في الأول من إبريل/ نيسان. وكان السهم قد أنهى تعاملات يوم الثلاثاء فوق مستوى 51 دولارًا، مما جعل حصة ترامب في الشركة تُقدّر بنحو 5.9 مليارات دولار. ومع نهاية التداول يوم الأربعاء، تراجعت قيمة حصته إلى 4.6 مليارات دولار.
ولم يحدث يوم الأربعاء ما يبرر التراجع الحاد في سعر السهم، حيث لم تصدر "ترامب ميديا" أي إعلان كبير يفسر هذا الانخفاض، إلا أن بعض المحللين أرجعوه إلى عوامل فنية، بعد فقدان الزخم لسهم بات يعتبر من "أسهم الميم"، إذ شهد تقلبات غير عادية طوال العام، دون وجود لإعلانات رسمية لتحريك السهم بشكل كبير صعودًا أو هبوطًا.
ويطلق اسم "أسهم الميم" على أسهم شركات تحظى باهتمام كبير من قبل مستخدمي الإنترنت، خاصةً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر معلومات حول هذه الأسهم بسرعة كبيرة، مما يخلق ضجة واسعة حولها ويجذب انتباه المستثمرين. وترجع تسميتها إلى انتشارها الشبيه بالفيروسات عبر الإنترنت، حيث استوحي اسمها من مفهوم meme، وهي فكرة أو سلوك ينتشر بسرعة عبر الإنترنت، وغالباً ما يكون مضحكاً أو مثيراً للاهتمام.
وحتى يوم الأربعاء، كان السهم يسير في اتجاه واحد فقط: نحو الأعلى. ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول وحتى إغلاق يوم الثلاثاء، تضاعفت قيمة الشركة أربع مرات، مدفوعة بمراهنات في وول ستريت على عودة ترامب للبيت الأبيض. وأدت هذه المكاسب الهائلة إلى رفع قيمة الشركة إلى 10.3 مليارات دولار، لتصبح مؤقتًا أعلى من قيمة إكس، الشبكة الاجتماعية التي يمتلكها إيلون ماسك.
ورغم أنّ "إكس" تستقطب حوالي 70 مليون مستخدم نشط شهريًا في الولايات المتحدة، وهو ما يعادل تقريبًا 100 ضعف عدد المستخدمين النشطين شهريًا على "تروث سوشال" البالغ 698,000، إلا أن تقييم شركة "ترامب ميديا" ظل مرتفعًا.
وتبقى الأساسيات المالية لـ"ترامب ميديا" متواضعة للغاية لشركة ما زالت قيمتها تتجاوز 8 مليارات دولار. وللمقارنة، فإن "باراماونت غلوبال"، الشركة المالكة لـ"سي بي إس" والتي تجاوزتها "ترامب ميديا" مؤخرًا في القيمة السوقية، حققت أكثر من 14 مليار دولار من الإيرادات هذا العام. بينما كانت إيرادات "ترامب ميديا"، لا تتجاوز 1.6 مليون دولار.
وعلّق دان آيفز، كبير المحللين في Wedbush Securities لتداول الأسهم، في رسالة إلكترونية قائلاً: "التقييم من الناحية الأساسية يُعد محيرًا، لكننا شهدنا قصصًا مماثلة مع أسهم ميم أخرى مثل AMC و GameStop في السنوات الأخيرة. ورغم أن "تروث سوشال" لا تستحوذ إلا على عدد قليل من المستخدمين مقارنة بمنصات أخرى مثل إكس، إلا أنه مع اقتراب الانتخابات بات السهم مؤشراً لبعض المستثمرين عن أقرب المرشحين للوصول إلى البيت الأبيض".
من جانبه، أرجع ماثيو تاتل، الرئيس التنفيذي لـ Tuttle Capital Management، تراجع يوم الأربعاء إلى فشل السهم في اختراق مستويات مقاومة رئيسية. وقال في مذكرة: "هذه هي طبيعة اللعبة. التجار الأكثر خبرة يعرفون متى يكسبون المال ويخرجون من السوق، ويتركون الباقين عالقين".
وأشار تاتل إلى أن أحد العوامل التي ساعدت في رفع سعر سهم "ترامب ميديا" هو ارتفاع تكلفة اقتراض الأسهم للمراهنة ضدها، واصفًا تكلفة التمويل بأنها "مجنونة تمامًا"، مما يجعل من الصعب جدًا بيع السهم على المكشوف.