ترامب خارج قائمة فوربس لأغنى 400 أميركي

04 أكتوبر 2023
تتعرض إمبراطورية ترامب العقارية لضغوط كبيرة تسببت في تراجع قيمتها المقدرة (العربي الجديد)
+ الخط -

بينما يسعى للدفاع عن إمبراطوريته المالية في المحكمة، تعرض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لضربة جديدة، حيث تم إسقاطه من قائمة "فوربس 400" لأغنى الأميركيين.

وتراجعت ثروة ترامب بمقدار 600 مليون دولار، أو 19%، إلى ما يقدر بنحو 2.6 مليار دولار، ما جعلها أقل بنحو 300 مليون دولار من الثروة المطلوبة لإدراجه في القائمة، عند صدورها أمس الثلاثاء.

وجاء خروج ترامب من القائمة، للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات، ليعلن فشله في مراكمة الثروة على النحو الذي حاول مراراً إقناع الأميركيين به، من خلال تقمصه دور "رجل الأعمال الناجح"، القادر على قيادة "قطب الرأسمالية الأعظم" بالصورة الصحيحة.

وعلى عكس الثروات الثابتة أو المتنامية لقادة "فوربس 400"، من أمثال إيلون ماسك وجيف بيزوس ولاري إليسون، تعرضت ثروة ترامب لضربة قوية أفقدتها نسبة غير قليلة من قيمتها، خلال الفترة الأخيرة.

ولما كانت المصائب لا تأتي فرادى، فقد تزامن تراجع ثروة ترامب، وخروجه من القائمة، مع تزايد قيمة الفواتير التي يتعين عليه تحملها، بسبب النزاعات القضائية، على خلفية مجموعة من التهم المدنية والجنائية، بما في ذلك محاكمته الجارية بتهمة الاحتيال في نيويورك، كما المحاكمات الأخرى المقرر إجراؤها خلال العام المقبل.

ووفقاً لمجلة "فوربس" الأميركية، جاء الانخفاض في صافي ثروة ترامب مدفوعًا بتراجع تقييم منصة التواصل الاجتماعي المملوكة له، وأيضاً المباني التجارية التي يمتلكها.

وأطلق ترامب تطبيق "تروث سوشيال" في فبراير/ شباط 2022، سعياً لمناطحة تطبيقي "فيسبوك" و"تويتر" للتواصل الاجتماعي. لكن "تروث سوشيال" لم تحقق الانطلاقة الواعدة التي انتظرها ترامب، حيث أشارت مجلة "فوربس" إلى أن المنصة لم تجتذب سوى 1% من الاشتراكات التي اجتذبتها شركة "أكس" المعروفة سابقاً باسم "تويتر". ولهذا السبب خفضت المجلة القيمة المقدرة لحصة ترامب، البالغة 90% من الشركة، من 730 مليون دولار قبل عام إلى أقل من 100 مليون دولار الآن.

وحالياً تتعرض إمبراطورية ترامب العقارية، التي أثبت أحد قضاة نيويورك أن الرئيس السابق وأبناءه البالغين ضخموا من قيمتها، لضغوط كبيرة، تسببت في تراجع قيمتها المقدرة.

ومع سماح آلاف الشركات الأميركية للموظفين بالعمل عن بعد، خسر أصحاب العقارات التجارية مليارات الدولارات، بعد أن قلص العديد من تلك الشركات المساحات المستأجرة، خاصة في المواقع مرتفعة القيمة الإيجارية، مثل مدينة نيويورك. ويمكن أن يؤدي العمل عن بعد إلى محو 800 مليار دولار من قيمة الإيجارات التجارية في جميع أنحاء العالم، وفقًا لتقديرات معهد ماكينزي العالمي.

أيضاً تعرضت سان فرانسيسكو، التي يمتلك فيها ترامب عدة عقارات، لضربة قوية من جراء تراجع تأجير المكاتب والمحلات التجارية. وغادرت مجموعة من السلاسل الشهيرة مؤخرًا سان فرانسيسكو، بما في ذلك شركات "هول فودز" و"تارغت" و"نورد ستروم"، ومؤخرًا "ستاربكس".

وتشير تقديرات فوربس إلى أن قيمة حصة ترامب في "كاليفورنيا 555"، وهي ناطحة سحاب مكونة من 52 طابقًا، وكانت معروفة سابقًا باسم "بنك أوف أميركا سنتر"، انخفضت بنسبة 30%.

أيضاً فقدت حصة ترامب في "1290 أفنيو أوف ذي أميركاز"، وهو مبنى إداري في وسط مانهاتن، ما يقرب من 60 مليون دولار من قيمتها، وفقاً لمجلة فوربس.

وخرج ترامب قبل أقل من عامين من قائمة فوربس 400، وأيضاً في عام 1990، حين واجه ضغوطًا مالية شديدة، أجبرت شركة "ترامب تاج محل" على إعلان إفلاسها في عام 1991، ثم تبعتها شركة "ترامب كاسل أسوشيتس" في العام التالي، وفقاً لما ذكرته شبكة "سي أن أن" الإخبارية.

وتجدر الإشارة إلى أن التصنيف السنوي للمليارديرات الذي تصدره "فوربس" لا يكون مكتمل الدقة، حيث يعتمد في الكثير من بياناته على التقديرات والتوقعات.

وكما تشير مجلة "فوربس"، فإن ترامب "كذب" على المجلة في محاولة ناجحة لوضع اسمه ضمن قائمة "فوربس 400".

وكتبت فوربس: "لقد شق طريقه إلى تقاسم مكان في القائمة الافتتاحية عام 1982 مع والده فريد ترامب، من خلال إقناع أحد المراسلين بأنه يمتلك نسبة من ثروة أبيه تفوق ما كان يمتلكه بالفعل".

وزعم مراسل سابق لمجلة "فوربس" في عام 2018 أن ترامب تظاهر، في الثمانينيات، بأنه مسؤول تنفيذي في "منظمة ترامب" يُدعى جون بارون، يتحدث نيابة عن ترامب، ليكذب بشأن ثروته.

وقال جوناثان غرينبيرغ، مراسل فوربس السابق، لشبكة "سي أن أن" إن ترامب قد فعل ذلك بشكل جيد للغاية.

المساهمون