يبدي تونسيون قلقا من تغير في مذاق الخبز خلال الأسابيع الأخيرة، ما يدفعهم للاستغناء عن المادة الأساسية على موائدهم أو الاتجاه لاقتناء أصناف أخرى من الخبز الرفيع بأثمان عالية.
وينشر التونسيون من محافظات مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي تدوينات تعكس حيرتهم بشأن تغير نوعية الخبز، مطالبين بتوضيحات بخصوص جودة المواد الأولية المستعملة في صناعة الخبز.
ولا تخفي منشورات التونسيين على وسائل التواصل الاجتماعي مخاوفهم من استعمال دقيق مخزن بطرق غير سليمة، رغم تأكيد غرفة المخابز على سلامة المواد الأولية.
تقول المواطنة أسماء كمون إنها لاحظت تغيرا في مذاق الخبز منذ نحو ثلاثة أسابيع، غير أنها اعتقدت في البداية أن المسألة عرضية لكن الأمر أصبح متواترا.
وأكدت المتحدثة في تصريح لـ"العربي الجديد" أنها تأكدت من تغير مذاق الخبز الذي تفوح منه رائحة كريهة أشبه برائحة العطن، بعدما أبدى أفراد أسرتها وزملاؤها في العمل الملاحظات نفسها.
وتابعت: "بات الأمر مقلقا، لاسيما وأن الخبز غذاء رئيسي للتونسيين ويتعيّن الحرص على جودته وسلامة مكوناته وظروف صنعه.
كذلك طلب المواطن نزار الراشدي في شهادة لـ"العربي الجديد" ضرورة تحرك منظمات الدفاع عن المستهلك وهياكل حفظ الصحة، من أجل التثبت من سلامة وجودة الخبز الذي يتحول مذاقه.
وأشار في سياق متصل إلى أن العديد من الأسر أصبحت تفضل صناعة الخبز المنزلي تجنبا للطوابير أمام الأفران والخبز ذي الجودة المتدنية.
وتصنع الأفران التونسية يومياً 6.7 ملايين رغيف، منها 3.9 ملايين رغيف كبير، و2.7 مليون رغيف من الصنف الأقل حجماً، أو ما يصطلح عليه محلياً "الباقات"، إذ يجري استهلاك 6.5 ملايين قنطار (65 ألف طن) من الدقيق، وفق بيانات رسمية.
وتنقسم صناعة الخبز في تونس بين صنفين من الأفران: صنف المخابز التي تحصل على الدقيق المدعّم وتلتزم بالتسعيرة الحكومية للخبز وأخرى تصنع الخبز، وفق أسعار حرة.
طلب المواطن نزار الراشدي في شهادة لـ"العربي الجديد" ضرورة تحرك منظمات الدفاع عن المستهلك وهياكل حفظ الصحة
وتشهد تونس منذ نحو عام أزمة في الخبز المدعّم، الذي اختفى من مناطق عديدة، بينما يتوفر لدى الأفران التي تبيعه بأسعار محررة. وتفسّر الرواية الرسمية التي تتمسّك بها السلطة نقص الخبز المدعّم بتعمد شبكات المضاربين إخفاء الدقيق، والتلاعب به من أجل توجيهه نحو صناعة الحلويات ومعجنات أخرى تباع بأثمان عالية.
ويصر الناطق الرسمي باسم غرفة المخابز عبد اللطيف المرزوقي، على سلامة وجودة الخبز المصنع من قبل الأفران في كافة محافظات البلاد، نافيا تسجيل أي ملاحظات بشأن الجودة أو استعمال مواد أولية غير سليمة.
ويقول المرزوقي لـ"العربي الجديد" إن غرفة الخبازين حريصة كل الحرص على ضمان الجودة، مشيرا إلى أنها أول المطالبين بإشعار السلطات الرسمية في حال تسرب دقيق غير مطابق لمواصفات الجودة للسوق.
وأكد المتحدث باسم غرفة الخبازين أن القمح المورد يخضع لشهادة المطابقة، وفق المعايير التي تتم بها صفقة التوريد ويتم تحليل عينات من الكميات الواصلة إلى الموانئ قبل استلامها، كما تخضع سلسلة الإنتاج بكاملها للمراقبة المشددة، وفق قوله.
وتابع: "الخبز مادة حيوية وشروط السلامة في صناعته مشددة، ومع ذلك يمكن للمستهلكين تقديم طلب تحليل نوعيات الخبز المشكوك في جودتها لدى مخابز وزارة الصحة".