- الضغوط تتزايد على أسعار النفط بسبب زيادة الصادرات الروسية وتأثير ارتفاع الدولار، بينما تخطط الولايات المتحدة والعراق لتعزيز مواقفهما في سوق النفط عبر إعادة ملء الاحتياطي الاستراتيجي وخفض الصادرات.
- السوق يواجه تحديات متعددة تشمل تعطل البنية التحتية النفطية بسبب الهجمات الأوكرانية والحذر المتزايد من المحللين بشأن نمو الطلب على وقود الطائرات قبل موسم السفر الصيفي.
تراجعت أسعار النفط في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء، بعد ارتفاعها في الجلسة السابقة وذلك في ظل توقعات بزيادة الإمدادات من روسيا علاوة على احتمال تسجيل تراجع أكثر من المتوقع في الطلب على وقود الطائرات.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم مايو/ أيار 16 سنتاً إلى 86.73 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 03.00 بتوقيت غرينتش، في حين انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 13 سنتاً إلى 82.03 دولاراً.
وتراجع عقد خام غرب تكساس الوسيط لشهر إبريل/ نيسان، والذي تنتهي صلاحيته غداً، بمقدار 16 سنتاً إلى 82.56 دولاراً.
ووصل الخامان القياسيان إلى أعلى مستوياتهما في 4 أشهر، أمس الاثنين، مدعومين بانخفاض صادرات النفط الخام من السعودية والعراق ومؤشرات إلى قوة الطلب والنمو الاقتصادي في الصين والولايات المتحدة.
وقالت وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهولم، الاثنين، إنّ الولايات المتحدة تعتزم إعادة ملء احتياطيها النفطي الاستراتيجي بحلول نهاية عام 2024، بعد انخفاض المخزون لأدنى مستوياته التاريخية العام الماضي.
وقال العراق، ثاني أكبر منتج في أوبك، إنه سيخفض صادرات النفط الخام إلى 3.3 ملايين برميل يومياً في الأشهر المقبلة للتعويض عن تجاوز حصته في أوبك+ منذ يناير/ كانون الثاني، وهو تعهد من شأنه أن يخفض الإمدادات بنحو 130 ألف برميل يومياً عن الشهر الماضي.
وفي السعودية، أكبر منتج في أوبك، تراجعت صادرات النفط الخام للشهر الثاني على التوالي إلى 6.297 ملايين برميل يومياً في يناير من 6.308 ملايين برميل يومياً في ديسمبر/ كانون الأول.
واتفق تحالف أوبك+، الذي يضم دول منظمة أوبك وحلفاء، هذا الشهر، على تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية بواقع 2.2 مليون برميل يومياً في مسعى لدعم الأسعار.
وتخفيضات أوبك+ الطوعية والسارية حتى يونيو/ حزيران هي الأحدث في سلسلة قيود تنفذها المجموعة منذ أواخر 2022 لدعم السوق في مواجهة توقعات بأنّ النمو الاقتصادي الضعيف سيحد من الطلب على النفط عند زيادة الإمدادات من منتجين خارج أوبك+.
وفي ما يتعلق بروسيا، استمرت المخاوف الناجمة عن زيادة الصادرات في أعقاب الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية النفطية في البلاد في الضغط على الأسعار نحو الانخفاض.
وأدت الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة إلى تعطل نحو 7% من قدرات التكرير في الربع الأول، وفقاً لتحليل أجرته "رويترز".
وقال محللون في "جي بي مورغان" في مذكرة للعملاء: "من المرجح أن تؤدي الهجمات إلى خفض كميات الخام الروسي التي تستهلكها المصافي بما يصل إلى 300 ألف برميل يوميا، بالإضافة إلى عمليات الإغلاق المجدولة للصيانة... ومع ذلك، فإن انخفاض التشغيل سيؤدي إلى زيادة صادرات النفط الخام، وهو ما يساعد روسيا على تحقيق تخفيضات الإنتاج مع الإبقاء على ثبات الصادرات في آن واحد".
وأظهرت حسابات "رويترز" أن "روسيا ستزيد صادراتها النفطية عبر موانئها الغربية في مارس/ آذار بنحو 200 ألف برميل يومياً بينما ستزيد الشحنات على أساس يومي بنسبة 10% مقارنة بخطتها الأولية لشهر مارس".
وفي الوقت نفسه، حدت خمس جلسات من المكاسب للدولار من الاتجاه الصعودي للنفط، مع وصول العملة الأميركية إلى أعلى مستوى لها خلال أسبوعين تقريبا مقابل مجموعة عملات رئيسية.
وعادة ما يجعل ارتفاع الدولار شراء النفط أكثر كلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
وفي ما يخص الطلب، عبر محللون عن حذرهم بشأن نمو الطلب في قطاع وقود الطائرات قبل موسم السفر في الصيف.
وقال محللون في "بي إم آي" في مذكرة: "التباطؤ الاقتصادي العالمي سيخفف استهلاك السفر الجوي ويؤثر على أسعار وقود الطائرات، وهو ما يحد من ارتفاع الأسعار".
(رويترز، العربي الجديد)