قفزت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة بلغت نحو 30% اليوم الثلاثاء، بعدما أشعل انخفاض الإمدادات من روسيا المخاوف مجددا من التعرض لأزمة طاقة في أوروبا في وقت تقترب فيه المنطقة من طقس قارس البرودة.
وقال متعاملون لوكالة "رويترز" إن خط أنابيب رئيسيا يستخدم عادة لنقل الغاز من سيبيريا إلى أوروبا ما زال يعمل في الاتجاه المعاكس اليوم الثلاثاء، مرسلا تدفقات الغاز من ألمانيا إلى بولندا، في الوقت الذي تراجعت فيه أيضا إمدادات الغاز الروسي من أوكرانيا إلى سلوفاكيا.
وأظهرت بيانات شركة جازكاد، مشغل الشبكة الألماني، أن إمدادات الغاز عبر خط أنابيب يامال-أوروبا، الذي يضخ الغاز الروسي باتجاه الغرب نحو أوروبا، قفزت اليوم الثلاثاء باتجاه الشرق مع تدفق الغاز من ألمانيا إلى بولندا لليوم الخامس عشر على التوالي.
وقال متعامل إن توقعات الطقس شديد البرودة في أوروبا أسهمت بنصيب في الضغط التصاعدي على الأسعار، لكن تدفقات الغاز الروسية المنخفضة هي السبب الرئيسي، وبلغت الزيادة 20% أمس قبل ان ترتفع اليوم إلى 30%.
كما تفاقمت مخاوف الإمدادات بسبب الطلب المتزايد المحتمل على الغاز في آسيا، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة وارداتها من شحنات الغاز الطبيعي المسال، ما يترك أوروبا مرة أخرى متعطشة للوقود.
وقال سيرجي ماكوجون، رئيس الشركة المشغلة لخطوط أنابيب نقل الغاز في أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، إن غاز بروم الروسية خفضت كميات الغاز التي تنقلها يوميا عبر أوكرانيا لأوروبا إلى نحو 50 مليون متر مكعب، وهو أدنى مستوى منذ يناير/ كانون الثاني 2020.
وكتب ماكوجون على فيسبوك، يقول إن الكميات الراهنة أقل كثيرا من 109.6 ملايين متر مكعب حجزت غازبروم لنقلها وفقا لعقد نقل الغاز عبر أوكرانيا المبرم مع روسيا في ديسمبر /كانون الأول 2019 ومدته خمس سنوات.
وقال إن "غازبروم لا تبلغ عن أسباب خفض كميات الغاز المنقولة".
وقالت غازبروم، في وقت سابق، إنها زادت صادراتها إلى زبائنها الرئيسيين في أوروبا وتركيا والصين، العام الماضي، لكن التدفقات ظلت دون مستويات ما قبل الوباء، حيث حد المنتج من عمليات التسليم إلى أوروبا ككل، وسط أسوأ أزمة في إمدادات الطاقة في القارة منذ عقود.
وقال خبير الطاقة توم مارزيك مانسر، لوكالة "بلومبيرغ"، إن "استمرار انخفاض إمدادات الأنابيب الروسية خلال الأيام المقبلة يعني مزيداً من صعود الأسعار في حال ارتفع الطلب خلال الشتاء".
وتوقعت "بلومبيرغ" أن تتجه أوروبا إلى مزيد من الاعتماد على مخزوناتها المستنفدة والمزيد من الغاز الطبيعي المسال، في ظل استمرار تراجع الإمدادات الروسية.
وشهدت أوروبا خلال الأيام الأخيرة تقلبات في أسعار الغاز بين الارتفاع مدفوعا بخفض الإمدادات الروسية، والانخفاض بدعم من توجه ناقلات الغاز المسال الأميركية نحو أوروبا.
وفي المجمل، فإن الأسعار لا تزال أعلى بكثير من المعتاد، حيث ارتفعت أكثر من خمسة أمثال السعر القياسي منذ يناير/كانون الثاني من العام الماضي، وهو ما أدى إلى زيادة التضخم، وأجبر الصناعات على كبح الإنتاج، وأدى إلى انهيار موردي الطاقة.
ووفقا لبيانات جمعتها "بلومبيرغ"، فإن صادرات الغاز الطبيعي المسال العالمية قفزت إلى مستوى قياسي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث عززت الدول المصدرة الإنتاج، في الوقت الذي عززت فيه الدول المستوردة مرافق التخزين.