تراجعت أسواق المال الآسيوية والعقود الآجلة للأسهم الأوروبية، أمس الأربعاء، على وقع سقوط صاروخ داخل الحدود البولندية، والذي أثار المخاوف من تصعيد الحرب في أوكرانيا.
وجاء تراجع الأسواق رغم إعلان بولندا أنه "لا مؤشر على الإطلاق" إلى أن الصاروخ الذي أسفر عن مقتل شخصين كان هجوماً متعمداً وأنه من المحتمل أن تكون أوكرانيا قد أطلقت قذيفة من الحقبة السوفييتية أثناء تصديها لصاروخ روسي. كما وافق الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، في اجتماع للحلف العسكري في بروكسل، على هذا التقييم.
لكن الأسهم في هونغ كونغ وأستراليا وكوريا الجنوبية، وأيضاً العقود الآجلة للأسهم الأميركية والأوروبية، تراجعت وسط تقلب كبير في الأسعار.
وتبخرت المشاعر الإيجابية في الأسواق، والناجمة عن التوقعات الخاصة بتابطؤ البنوك المركزية بقيادة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في رفع أسعار الفائدة، حيث حول المتداولون في آسيا انتباههم إلى المخاطر الجيوسياسية، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية.
وقالت غريس تام، كبيرة مستشاري الاستثمار لهونغ كونغ في بنك "بي إن بي باريبا" الفرنسي: "بعد انتعاش قوي في الأسهم الأميركية وأسواق الأسهم الصينية، أعتقد أنه من المنطقي إجراء بعض التصحيح"، مضيفة: "مع ما حدث في ما يتعلق بالصاروخ، فقد يكون هذا هو الدافع وراء التصحيح.. لقد تحولت المعنويات إلى الابتعاد قليلاً عن المخاطرة".
وانخفض مؤشر "ASX 200" الأسترالي بنسبة 0.4%، وهبط مؤشر "هانغ سنغ" في هونغ كونغ 1.1%، وتراجع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.2%، وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر "Stoxx 50" الأوروبي بنسبة 0.9%.
وبخلاف المخاوف من شظايا الحرب الروسية الأوكرانية، تأثرت الأسواق الأوروبية بتباطؤ اقتصادات دول شرق الاتحاد الأوروبي في الربع الثالث من العام الجاري، حيث تضرر المستهلكون من تكاليف الطاقة المتزايدة التي نجمت عن الحرب، ومن ارتفاع أسعار الفائدة. وتعاني دول شرق أوروبا بشكل خاص من تضخم يفوق 10%، وهو ما أجبر البنوك المركزية على الشروع بتطبيق سلسلة من الزيادات السريعة لأسعار الفائدة.