لبنان: تدخلات وتهديدات ونفي "ميقاتي – أميركي" بعد قرار منع سفر رياض سلامة

12 يناير 2022
ميقاتي هدد بالاستقالة إذا استمرت ملاحقة سلامة بوصفه "الصندوق الأسود للفساد" (فرانس برس)
+ الخط -

لم يمرّ القرار القضائي بمنع سفر حاكم "مصرف لبنان" المركزي رياض سلامة مرور الكرام محلياً عند رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الذي هدد بالاستقالة في حال استمرار الملاحقة، وكذلك أميركياً باتجاه رئيس البرلمان نبيه بري، للحؤول دون اتخاذ أي خطوة قضائية بحقه تبعاً لما ذكرته وسائل إعلام لبنانية اليوم الأربعاء.

وأصدرت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون أمس الثلاثاء، قراراً بمنع سفر حاكم مصرف لبنان، وذلك بناءً على الشكوى المقدمة من الدائرة القانونية لـ"مجموعة الشعب يريد إصلاح النظام" المبنية على "جرائم جديدة تتعلق باختلاس وتبديد المال العام على منافع شخصية والإثراء غير المشروع وتبييض الأموال".

وقال المحامي حسن بزي من الدائرة القانونية في المجموعة من خلال منشور على صفحته عبر فايسبوك إنه "بعد قرار منع سفر سلامة بناءً على شكوانا وبعد مداهمة عدد من المصارف من قبل القاضي جان طنوس للحصول على مستندات تتعلق بشركات رجا سلامة وعلاقتها بمصرف لبنان، كل قوى السلطة تحركت، الميقاتي هدد بالاستقالة في حال استمرار الملاحقة، وطبعاً لأن رياض سلامة هو الصندوق الأسود الذي سيكشف كل فساد السياسيين المالي، وعلى رأسهم نجيب ميقاتي. وكذلك اتصلت السفيرة الأميركية لدى لبنان، دوروثي شيا، بالرئيس بري، ودعته للتدخل لكبح الملاحقات، معتمدة على حكمته".


وكتب بزي: "بعض المراجع القضائية، حسب التسريبات، صار يناقش بمدى قانونية قرار منع السفر، وسخّر حاله للتحليل بالوقت اللي ما طلع حسّه طوال المدة السابقة بمواضيع نهب المال العام والخاص من قبل منظومة المصارف ورياض سلامة".

ونفى ميقاتي في تصريح له اليوم التدخل في عمل القضاء أو في شأن أي قرار يتخذه القضاء، وقال: "جل ما شددنا عليه ليس الدفاع عن أشخاص بل الحفاظ على المؤسسات واتباع الأصول في التعاطي مع أي مسألة تتعلق بأي أمر قضائي، ومنها ما يتعلق بواقع المصارف انطلاقاً من أولوية الحفاظ على حقوق المودعين، وفي الوقت نفسه عدم ضرب ما تبقى من مقومات اقتصادية ومالية تبقي هذا الوطن واقفاً على قدميه بالحدّ الأدنى".

تقول المحامية في "رابطة المودعين" دينا أبو زور لـ"العربي الجديد" إن "الحديث الذي يحصل مخجل من قبل شخص يفترض أنه رجل دولة ورئيس حكومة لبنان، وعلينا أن لا ننسى أن ميقاتي نفسه متهم ومدعى عليه بقضايا فساد واستفادة من قروض الإسكان المدعومة وثروات الدولة بشكل غير مشروع"، لافتة إلى أن "القضايا تتشعب وتلتقي عند الفساد".

وتشير أبو زور إلى أن "سلامة هندس الأزمة خلال كل هذه المرحلة بشكل تستفيد من خلالها الرؤوس الكبيرة والطبقة الحاكمة التي استغلت الانهيار على ظهر صغار المودعين ومن يضعون جنى عمرهم في المصارف وليس غريباً أن يدافعوا عنه".

وتضيف أن "ميقاتي يبرّر في كل تصريحاته أنه يحمي المؤسسات، لكنه فعلياً يحمي شخص رياض سلامة بما يحمل من معلومات وأرقام وليغطي ربما على ممارساتهم المشتركة داخل المؤسسات التي استباحوها واتخذوا منها مقراً لتشريع فسادهم".

وتلفت أبو زور إلى أن "تصريح ميقاتي بأنه لا يغير ضباطه خلال المعركة كان الدليل القاطع أنه يقصد سلامة بشخصه، وحاكم مصرف لبنان بالطريقة التي عمل خلالها طيلة هذه الفترة خير دليل على أن الدولة تسلم أمر النقد والمال وهندسة الانهيار لهذا الرجل والتعاميم التي يصدرها تدل على وجود خطة ظل يحملونها مشتركين تبرر الانهيار وتوجهه صوب مصلحة هؤلاء الأشخاص فقط دون المودعين".

وترى أبو زور أن "ما نشهده اليوم ليس غريباً، حيث إن السلطة القضائية في لبنان معطلة ومغيَّبة وعند أول محاولة من قبلها لاتخاذ أي قرار يتم الهجوم عليها وإطلاق النار باتجاهها وعرقلة عملها بالضغط السياسي وتعطيل الحكومة"، مشددة على أن "سلامة يمارس إهمالاً وظيفياً متعمداً أوصلنا للراهن ويمكن أخذ القرار بإزالته، لكن التغطية السياسية تعمل لمصلحته وتحول دون ذلك".

وتؤكد أبو زور أن "موقف رابطة المودعين منذ البداية واضح بأن هناك خطة ظل يتم هندستها على ظهر الناس ونحاول مواجهتها بكل الوسائل الممكنة سواء عبر القضاء في لبنان أو بالخارج ومن خلال مخاطبة المنظمات الدولية من بينها صندوق النقد الدولي الذي يعوّل المسؤولون اللبنانيون عليه".

وتلفت إلى أن "الرابطة شاركت بدعويين في الخارج سواء في سويسرا أو فرنسا، والمسؤولون في لبنان حتماً خائفون من القضايا في الخارج ويحاولون مواجهتها عبر هرطقات قانونية، منها تمرير قوانين كابيتال كونترول تضحد أي نوع من القضايا في الخارج".

هذا وردت السفارة الأميركية في بيروت على الأخبار المتداولة بقولها: "فوجئنا بتقرير صحفي يشير إلى أن مصرف لبنان كان موضوع نقاش بين السفيرة شيا والرئيس بري بالأمس".

وقالت السفارة في تغريدة على "تويتر": في الحقيقة، تركز النقاش مع رئيس مجلس النواب على تساؤلات عن مجلس النواب وعلى زيارة مرتقبة لمسؤول في الخارجية الأميركية. لذا اقتضى التوضيح".

المساهمون