تخبّط الأسواق العالمية يتواصل: قلق اقتصادي من أميركا إلى اليابان

08 اغسطس 2024
مؤشرات الأسهم في طوكيو، 7 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **الأسواق العالمية تحت ضغط الركود والتوترات الجيوسياسية**: لم تتعافَ الأسواق العالمية بعد من "الاثنين الأسود"، مع تراجع الأسهم الأوروبية واليابانية والأميركية بسبب مخاوف الركود والتوترات بين إسرائيل وإيران وحزب الله.

- **ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف الإمدادات**: ارتفعت أسعار النفط للجلسة الثالثة على التوالي بسبب القلق من المخاطر المتعلقة بالإمدادات في الشرق الأوسط وانخفاض مخزونات الخام الأميركية، مع إعلان ليبيا حالة القوة القاهرة في حقل الشرارة النفطي.

- **صعود الذهب والمعادن النفيسة**: ارتفعت أسعار الذهب والمعادن النفيسة مدعومة بالتوترات في الشرق الأوسط والتفاؤل بخفض أسعار الفائدة الأميركية، مع صعود الذهب بنسبة 0.8% والفضة بنسبة 1.1%.

لم تتخط الأسواق العالمية بعد عاصفة "الاثنين الأسود"، إذ لا يزال القلق يسيطر على المستثمرين، من ارتفاع احتمالات الركود في الولايات المتحدة وهبوط أسهم التكنولوجيا، مروراً بالضغوط النقدية في اليابان، وصولاً إلى الخوف من اتساع المعارك في بين إسرائيل وإيران وحزب الله.

وتراجعت الأسهم الأوروبية في مستهل تعاملات اليوم الخميس، إذ ضغطت خسائر أسهم التكنولوجيا على المؤشر القياسي، إلا أن سلسلة من النتائج الإيجابية للشركات حدت من الخسائر. وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.7% بحلول الساعة 07:10 بتوقيت غرينتش.

وتكبد مؤشر قطاع المواد الأولية أكبر الخسائر بين القطاعات، بحيث انخفض 1.5% مع تراجع أسعار النحاس بسبب ارتفاع المخزونات وتوقعات سلبية للنمو العالمي. وتراجع مؤشر قطاع التكنولوجيا 1.3% مقتفيا أثر أسهم التكنولوجيا الآسيوية.

ضغط الركود على الأسواق العالمية

وكانت الأسهم الأميركية أغلقت على انخفاض الأربعاء مع تراجع أسهم التكنولوجيا، وسط قلق المستثمرين في الأسواق العالمية من ضعف الطلب في مزاد أذون الخزانة لأجل عشر سنوات. وعبر مستثمرون عن قلقهم من احتمال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة وتوقعات أضعف من المتوقع للشركات الأميركية إلى جانب عوامل أخرى.

وواجهت الأسهم اليابانية ضغوطا جديدة، اليوم الخميس، إذ اقتفت أسهم الرقائق أثر وول ستريت التي انخفضت الليلة الماضية ووسط مزيد من التفاصيل من بنك اليابان تشير إلى مزيد من التشديد في السياسة النقدية.

وانخفض المؤشر نيكي 0.74% ليغلق عند 34831.15 نقطة، وتراجع خلال الجلسة 2.5% ثم ارتفع 0.8%. وبعد الهبوط 12.4% يوم الاثنين والارتفاع يوم الثلاثاء، تراجع المؤشر نحو 20% من أعلى مستوياته في يوليو/ تموز فوق 42 ألف نقطة. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.11% إلى 2461.7 نقطة.

وفي وقت سابق اليوم، كشفت تفاصيل من بنك اليابان الميل إلى مزيد من التشديد في السياسة النقدية مع إعلان البنك لمحضر اجتماعه في يوليو/ تموز. ودفعت التقلبات وزير المالية إلى القول إن السلطات تراقب عن كثب تطورات سوق الأسهم، لكنها غير مستعدة للتدخل.

وسجل الين الياباني أداء متقلبا اليوم، بعد انخفاض حاد في الجلسة السابقة، في أسبوع غير مستقر، أثر على المعنويات، إذ يقيم المتعاملون التخارج من صفقات فروق أسعار الفائدة ومسار السياسة النقدية لبنك اليابان.

وصعد الين بنسبة 0.4% إلى 146.02 مقابل الدولار، بعد انخفاضه 1.6% أمس الأربعاء، وذلك بعدما قلل شينيتشي أوشيدا نائب محافظ بنك اليابان من احتمالية رفع أسعار الفائدة في الأمد القريب. ودفعت التحركات الحادة في الين مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، إلى 103.03 نقاط.

ارتفاع النفط

وارتفعت أسعار النفط، اليوم الخميس، للجلسة الثالثة على التوالي وسط قلق السوق إزاء المخاطر المتعلقة بالإمدادات نتيجة التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط ومع انخفاض حاد في مخزونات الخام الأميركية، لتتعافى بذلك الأسعار من أدنى مستوياتها في عدة أشهر والتي لامستها هذا الأسبوع.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت ستة سنتات أو 0.1% إلى 78.39 دولارا للبرميل بحلول الساعة 05:40 بتوقيت غرينتش، فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 16 سنتا أو 0.2% إلى 75.39 دولاراً.

وتعافى الخامان من أدنى مستويات لهذا العام، وسجلاها في وقت سابق من الأسبوع بسبب مخاوف من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة وعمليات بيع مكثفة للأسهم في الأسواق العالمية.

وقال بنك إيه.إن.زد في مذكرة: "السوق متوترة في انتظار رد إيران. وقد يؤدي أي رد عنيف إلى اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط ويهدد إمدادات النفط. كما تفاقم الوضع بسبب مشكلات الإنتاج في ليبيا".

وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا حالة القوة القاهرة في حقل الشرارة النفطي، حسبما جاء في بيان، وذكرت أنها قلصت تدريجيا إنتاج الحقل بسبب احتجاجات.

ورغم عدم تأثر أي إمدادات حتى الآن، فإن الهجمات على السفن في البحر الأحمر أجبرت الناقلات على اتخاذ طرق أطول مما يعني بقاء المزيد من النفط في المياه لفترة أطول.

وأظهرت بيانات أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، انخفضت الأسبوع الماضي للأسبوع السادس على التوالي، إذ تراجعت 3.7 ملايين برميل إلى 429.3 مليون برميل مقابل توقعات المحللين في استطلاع أجرته "رويترز" بسحب قدره 700 ألف برميل.

صعود الذهب

ارتفعت أسعار الذهب، اليوم الخميس، لتوقف سلسلة خسائر استمرت خمس جلسات في ظل استمرار التوتر في الشرق الأوسط والتفاؤل إزاء خفض أسعار الفائدة الأميركية فيما يترقب المتعاملون بيانات اقتصادية بحثا عن مؤشرات حول المسار الذي سينتهجه مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي).

وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.8% إلى 2399.50 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 07:04 بتوقيت غرينتش، وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2% إلى 2437.80 دولاراً.

وقال كلفين وونج كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى أواندا إن أساسيات السوق في الأجل الطويل تبدو داعمة للذهب، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والمسار النزولي لعوائد سندات الخزانة الأميركية.

وتترقب السوق بيانات طلبات إعانة البطالة الجديدة في الولايات المتحدة المقرر نشرها الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 1.1% إلى 26.90 دولارا للأوقية. وصعد البلاتين 0.7% إلى 925.80 دولارا. وربح البلاديوم 1.4% مسجلا 894.75 دولارا.

(العربي الجديد، رويترز، فرانس برس)

المساهمون