تحويلات المغتربين المغاربة ترفد رصيد العملة الصعبة

07 سبتمبر 2024
مطار محمد الخامس في الدار البيضاء، 7 فبراير 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تحويلات المغتربين المغاربة تواصل الارتفاع، حيث بلغت 6.8 مليارات دولار في الأشهر السبعة الأولى من 2024، ومن المتوقع أن تصل إلى 12.37 مليار دولار في 2025.
- تساهم هذه التحويلات في دعم رصيد المغرب من العملة الصعبة، مما يغطي أكثر من خمسة أشهر من الواردات، ويساهم في تقليل عجز الميزان الجاري.
- المغتربون المغاربة، الذين يقدر عددهم بخمسة ملايين، يساهمون أيضًا في إنعاش السياحة والاستثمارات الصغيرة، مما يخلق فرص عمل محلية.

تحافظ تحويلات المغتربين المغاربة في 2024 على مستواها المرتفع منذ الأزمة الصحية، ما يساعد على دعم رصيد المغرب من العملة الصعبة التي تغطي أكثر من خمسة أشهر من الواردات. ويقدر عدد المغتربين بحوالي خمسة ملايين شخص، يقيم 85 في المائة منهم في أوروبا، خاصة في فرنسا التي تحتضن حوالي 1.5 مليون مغترب، بينما يتوزع الباقون بين الولايات المتحدة وكندا وبلدان عربية.

وتفيد البيانات الصادرة عن مكتب الصرف حول مؤشرات المبادلات الخارجية بأن تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج ارتفعت في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري بنسبة 3.3%، كي تستقر عند حدود 6.8 مليارات دولار. وشهدت تحويلات المغتربين المغاربة ارتفاعا قويا في الأعوام الخمسة الأخيرة، فيما زادت في العام الماضي، حسب بيانات مكتب الصرف، بنسبة 4.1%، لتستقر في حدود 11.53 مليار دولار.

تحويلات المغتربين تواصل الارتفاع

ويشير بنك المغرب إلى أنه بالنظر للبيانات المتوفرة، ستواصل تحويلات المغتربين المغاربة ارتفاعها، حيث ستتحسن بنسبة 1.9% في العام الحالي، لتصل إلى 11.75 مليار دولار، قبل أن تبلغ في العام المقبل 12.37 مليار دولار، بزيادة بنسبة 5.3%. ويترقب البنك أن تساهم تلك التحويلات بالإضافة إلى عائدات السياحة والاستثمارات الأجنبية المباشرة والتمويلات المتأتية من الاستدانة الخارجية في تعزيز رصيد المغرب من العملة الصعبة، حيث ينتظر أن يبلغ 38.2 مليار دولار، ما يمثل خمسة أشهر ونصف من واردات السلع والخدمات.

وتشير المندوبية السامية للتخطيط، في الموازنة الاقتصادية الاستشرافية، إلى أنه بالنظر لتطور تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج، سيتراجع عجز الميزان الجاري بشكل طفيف ليصل إلى حوالي 0.4% من الناتج الداخلي الإجمالي عوض 0.6% المسجلة سنة 2023.

ويلاحظ إنييغو موري، مؤسس منظمة "ريميساس" المتخصصة في تتبع تحويلات المغتربين عبر العالم، أن المغرب من بين أكبر الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعتمد على تحويلات المغتربين بهدف توفير إيرادات للأسر ودعم رصيد العملة الصعبة، بل إن المغتربين يساهمون في إنعاش السياحة في الصيف.

ويشير موري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن استثمارات أولئك المغتربين، رغم عدم تركزها في قطاعات ذات قيمة مضافة مرتفعة، إلا أنها تهم مشاريع صغيرة تفضي إلى خلق فرص عمل في المناطق التي يتحدرون منها، مذكرا بمساهمات المغتربين في الحد من تداعيات الأزمة الصحية المرتبطة بكوفيد.

المساهمون