تصاعدت تحذيرات مديري صناديق ومستثمرين عالميين من خطر التضخم على قيمة الأوراق النقدية، وسياسات البنوك المركزية الكبرى على قيمة السندات.
ودق دان مورهيد، الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات الكبرى العاملة في مجال العملات الرقمية، ناقوس الخطر بشأن ما أسماها الفقاعات التي نشأت بسبب سياسات الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي)، داعياً إلى شراء الأصول الرقمية كبديل عن السندات.
وبدأ الاحتياطي الفدرالي الأميركي إبطاء عمليات شرائه للأصول في نوفمبر/تشرين الثاني. وستُخفض من 120 مليار دولار شهرياً في الوقت الحالي بمقدار 15 ملياراً كل شهر إلى أن تبلغ الصفر.
وقال في مذكرة وفقا لوكالة "بلومبيرغ" إن مستثمري السندات "سيتعرضون للدمار التام عندما يتوقف المركزي الأميركي عن التلاعب بسوق السندات"، مشيرا إلى أن بيتكوين وغيرها من العملات المشفرة يمكن أن تكون بديلا للتحوط مع بدء ظهور الفقاعات في أسواق الدين.
وسيوقف الاحتياطي الفدرالي الأميركي جميع عمليات شراء الأصول في منتصف يونيو/حزيران 2022. لكنه يؤكد في الوقت نفسه أنه مستعد لتعديل هذه السياسة "إذا بدا ذلك مبرراً بتطور الآفاق الاقتصادية".
وقال مورهيد إن "الحكومات يجب عليها التوقف عن الهوس بشأن بيتكوين والنظر إلى الداخل"، مؤكدا أن "أكبر مخطط بونزي في التاريخ هو الحكومة الأميركية وسوق سندات الرهن العقاري، وكلها تقودها جهة فاعلة غير اقتصادية ذات مركز مهيمن والتي تتداول بناءً على معلومات مادية غير عامة".
وأشار إلى أن كل تريليون دولار حقيقية تقابلها 33 تريليون دولار وفقا لمخطط بونزي (Ponzi scheme)، والذي يعني اقتصاديا نظام البيع الهرمي أو الشبكي أو الشجري أيضا، والذي يقوم على فكرة تقديم الوعود للمستثمرين بتحقيق عائد كبير من خلال دفع مستحقاتهم من أموال مستثمرين سابقين وهكذا دون ناتج حقيقي، والتي تعرف في بعض الدول العربية بنظام الشجرة أو المستريح.
ويصر مورهيد في مقابل تحذيرات السلطات النقدية الرسمية من العملات المسشفرة، على أن اتساع سوق بيتكوين هو المانع في حد ذاته للتزوير، مؤكدا أن "سوق البيتكوين أكبر من أن يتم التلاعب به، حيث يتم تداولها في مئات البورصات في عشرات البلدان، ويبلغ حجمها اليومي 1000 مرة مثل "GameStop"، التي يتم تداولها في سوق واحد فقط في بلد واحد فقط ".
وغيم ستوب (GameStop) هي مجموعة أميركية تعد أكبر بائع تجزئة لألعاب الفيديو في جميع أنحاء العالم.
ومورهيد وفقا لـ"بلومبيرغ" ليس أول من شبه سياسات البنك المركزي بمخطط بونزي، فقد أشار سكوت مينيرد من رئيس مجلس إدارة غوغنهايم للاستثمارات "Guggenheim Investments" في أوائل عام 2020، حتى قبل الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها السلطات النقدية في جميع أنحاء العالم لوقف التدهور المالي الناجم عن جائحة فيروس كورونا.
يستثمر مورهيد الآن في مجموعة واسعة من الأصول الرقمية وتملك شركته 6.4 مليارات دولار من الأصول الخاضعة للإدارة، وفقًا لموقعه على الإنترنت.
وحومت العملة المشفرة الأكبر "بيتكوين" قرب مستوى 49 ألف دولار، أمس الإثنين، بعدما أنفقدت نحو خمس قيمتها نهاية الأسبوع الماضي، إذ أدى مزيج من جني الأرباح والمخاوف بشأن الاقتصاد الكلي إلى عمليات بيع للعملات المشفرة قيمتها نحو مليار دولار.