تحذيرات لبريطانيا من مصادرة أصول روسيا

26 فبراير 2024
الغرب يجمد أصولاً روسية بحوالى 300 مليار دولار (فرانس برس)
+ الخط -

حذّرت بنوك عالمية ومصرفيون في المملكة المتحدة، حكومة ريشي سوناك من مغبة الاستيلاء على أصول روسية تقدر بمليارات الجنيهات الإسترلينية، مشيرين إلى أنها تخاطر بصدمات محتملة للنظام المالي وتعريض المؤسسات لإجراءات قانونية في حال عدم وضع مبادئ قانونية لهذه الخطوة.

جاء ذلك بالتزامن مع دعوة سوناك الدول الغربية إلى أن تكون أكثر جرأة بشأن مصادرة الأصول الروسية المجمدة، مضيفاً، في مقال نشر في طبعة مبكرة من صحيفة صنداي تايمز، أمس الأحد، أن أوكرانيا لا تزال بحاجة إلى المزيد من الأسلحة بعيدة المدى والطائرات المسيّرة والذخائر، فضلاً عن مساعدات أخرى.

وتابع: "يجب أن نكون أكثر جرأة في ضرب اقتصاد الحرب الروسي... يجب أن نكون أكثر جرأة في مصادرة مئات المليارات من الأصول الروسية المجمدة".

وأدت العقوبات الدولية الشاملة، التي فُرضت بعد غزو موسكو لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، إلى تجميد مجموعة من الأصول بما في ذلك أصول بحوالى 300 مليار دولار مملوكة للبنك المركزي الروسي.

وتطالب حملة عالمية يقودها ساسة عديدون في الغرب، الآن في الذكرى السنوية الثانية للغزو، بمصادرة الأصول وتحويل عائداتها إلى كييف.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره البريطاني ديفيد كاميرون، من بين الذين دعوا إلى المصادرة، في حين أبدى القادة السياسيون في الاتحاد الأوروبي حذراً أكبر حيال هذا الأمر. ويقبع حوالى ثلثي أموال البنك المركزي الروسي البالغة 300 مليار دولار في مؤسسة المقاصة "يوروكلير" ومقرها في بلجيكا.

ويحذر بعض المصرفيين والمحامين في المملكة المتحدة من أن مصادرة أصول الشخصيات البارزة قد تضر بسمعة لندن كمركز مالي دولي، ويمكن أن تثير شكوكاً حول سيادة القانون، وفق ما نقلت وكالة بلومبيرغ.

ويُتوقع أن يمثل كاميرون المملكة المتحدة في اجتماع يستضيفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، اليوم الاثنين، لبحث الدعم لأوكرانيا، إذ يمكن إثارة مسألة مصادرة الأصول.

لكن من غير المتوقع تحقيق تقدم يُذكر قبل اجتماع زعماء مجموعة السبع في إيطاليا في يونيو/حزيران المقبل، حسبما ذكر أشخاص شاركوا في المناقشات.

وتتمسك البنوك بضرورة أن يكون هناك شكل من أشكال الحماية القانونية، أو التعويض، ضد أي إجراء مستقبلي قد تتخذه روسيا ضد المؤسسات المالية الفردية المتورطة في مصادرة الأصول، حسبما ذكر أشخاص مطلعون على الأمر رفضوا الكشف عن هوياتهم لخصوصية المناقشات حول هذا الأمر، وفق الوكالة الأميركية.

ومن غير المعروف حجم الأصول الروسية في المملكة المتحدة، لكن النائب عن حزب العمال المعارض كريس براينت قال، العام الماضي، إن حوالى 26 مليار جنيه إسترليني من أصول البنك المركزي الروسي موجودة في بريطانيا.

وحذرت روسيا الدول الغربية، في وقت سابق من الشهر الجاري، من أن ردها سيكون قاسياً للغاية إذا صادرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أصولاً لها.

كما حذرت من قبل من أنه إذا استولى الغرب على أموالها، فسترد بمصادرة أصول غربية لا تزال في روسيا، يقدرها البعض بنحو 288 مليار دولار.

المساهمون