حذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، اليوم الأحد، من أن الحصار المستمر على غزة دفع سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، وذلك وفقاً لتصريحات نقلتها صحيفة "بوليتيكو" الأميركية الصادرة في العاصمة الأميركية واشنطن.
وتحاصر إسرائيل قطاع غزة، صاحب الكثافة السكانية العالية، منذ ما يقرب من أسبوعين، وترفض السماح بدخول المساعدات الغذائية والطبية، بزعم أنها ستقع في أيدي المقاومة الفلسطينية.
ومع تكثيف إسرائيل غاراتها الجوية خلال عطلة نهاية الأسبوع استعداداً لغزو بري على قطاع غزة، دخلت أول 20 شاحنة مساعدات إلى غزة يوم السبت. وقالت ماكين لصحيفة بوليتيكو: "هناك حاجة إلى تقديم المزيد من المساعدات لسكان غزة".
وذكرت ماكين في مقابلة يوم الأحد: "في الوقت الحالي، نواجه كارثة في المنطقة مع عدم القدرة على إطعام الناس، وعدم قدرة الناس على العثور على أي شيء يأكلونه على الإطلاق". "هؤلاء الناس سوف يموتون جوعاً ما لم نتمكن من الدخول وتقديم المساعدات".
وفي وقت لاحق اليوم الأحد قالت سيندي ماكين إن الوضع الإنساني في غزة كارثي وإن دخول 20 شاحنة مساعدات حتى الآن لا يمثل شيئا، مؤكدة أن وكالات الإغاثة تحتاج إلى وصول آمن ومستدام إلى القطاع.
وفي حديثها لشبكة (إيه.بي.سي) التلفزيونية، قالت ماكين إن البرنامج التابع للأمم المتحدة يبذل قصارى جهده لضمان وصول المساعدات إلى من يحتاجون إليها، لكن غزة منطقة حرب وقد "تحدث أمور" لا نتوقعها.
وردد تحذير سيندي ماكين، المدير الإقليمي لمنظمة الإغاثة، أرنو كيمين، الذي قال لصحيفة بوليتيكو، إن هناك حاجة إلى وقف إطلاق النار إذا أردنا أن يكون هناك تدفق مستدام للمساعدات الإنسانية إلى غزة.
وحذر كيمين من أن انتشار الصراع إلى الدول المجاورة، مثل لبنان، الذي دمرته بالفعل الحروب الأخيرة ويغرق منذ مدة في أزمة اقتصادية عميقة، سيشكل أمام المجتمع الدولي "تحدياً هائلاً".
من جانبها، ذكرت رويترز نقلا عن مصادر أمنية وإنسانية مصرية في رفح، أن قافلة ثانية من شاحنات المساعدات دخلت الجانب المصري من معبر رفح الحدودي، اليوم الأحد، متجهة نحو قطاع غزة. وبحسب التقرير، كانت الشاحنات تحمل إمدادات طبية وغذائية.
وأضافت الوكالة أن هناك بالفعل ما يقدر بنحو 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان، وأي نزوح كبير للبنانيين من جنوب لبنان في حالة اندلاع أعمال عدائية واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله، سيكون له تداعيات كارثية وسيكون الأمر فظيعاً.
وتحاصر القوات الإسرائيلية قطاع غزة منذ 9 أكتوبر/تشرين الأول، عندما أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالان بوقف تصدير كل سبل الحياة من غذاء ومياه ووقود إلى القطاع.