تحالف مصري مستعد لتوفير 500 شاحنة مساعدات لغزة يومياً إذا فتح معبر رفح

21 أكتوبر 2023
مساعدات دخلت إلى غزة اليوم عبر معبر رفح (Getty)
+ الخط -

طلبت "لجنة التحالف الوطني للمساعدات الإنسانية" من سائقي الشاحنات المتراصة أمام البوابة البقاء في أماكنهم، على أمل أن تؤدي الضغوط الدولية التي تمارسها مصر وعدة أطراف دولية في مؤتمر القاهرة للسلام المنعقدة بالقاهرة، إلى تراجع إسرائيل عن حملتها الشرسة ضد الفلسطينيين والسماح بدخول باقي المساعدات الإنسانية والوقود والغذاء للمنكوبين إلى أراضي غزة

استكمل الهلال الأحمر المصري إجراءات تخزين كميات ضخمة من المساعدات التي تقدمت بها الأمم المتحدة وقطر والإمارات وتركيا والأردن وروسيا، التي تشمل أدوية ومعدات طبية للجراحات العاجلة، والأغذية، داخل مخازن مطار واستاد العريش، إلى أن تسلم للهلال الأحمر الفلسطيني، تحت إشراف المنظمات الأممية. شملت الكميات المحتجزة، مشتقات الدم، والدقيق والأغذية والأدوية، التي يحتاجها الفلسطينيون لإنقاذ الناجين من المجازر وإطعام الناجين المشردين في أنحاء غزة.

يأمل مسؤولو التحالف الوطني لقوافل الإغاثة أن تؤدي الساعات المقبلة إلى توصل الساسة إلى قرار يوقف حملات الإبادة الوحشية التي يمارسها الاحتلال ضد 2.3 مليون نسمة، دون تمييز، ووقف القتل الجماعي الذي أودى بحياة 4100 شهيد، من بينهم 1500 طفل، وترك آلاف المصابين داخل المستشفيات، بلا وسائل إسعافات أولية. 

أشار مسؤولو التحالف لــ"العربي الجديد" إلى أن احتياجات القطاع اليومية، قبل الغزو تصل إلى نحو 150 شاحنة كبيرة من مختلف الأغذية والمؤن، بينما تقدر منظمات الإغاثة الدولية في غزة احتياجات القطاع بنحو 100 شاحنة.

أكد التحالف الوطني قدرته على توفير 500 شاحنة يومياً، في حالة فتح المعبر فوراً.

وتوجه الطائرات الإسرائيلية ضربات إلى الطرق المؤدية إلى المعبر من حين لآخر، في تحدٍّ صارخ للجهود الدولية التي تستهدف أن تتحول قافلة الإغاثة إلى عمل منظم ومستمر في المرحلة المقبلة، ظهرت تداعياتها في التأجيل المستمر لفتح المعبر، في أثناء وجود أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، ظهر يوم الجمعة الماضي. 

دخلت أولى قوافل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فلا روت عطشاً ولا أغاثت ملهوفاً، بينما تواصل الطائرات الإسرائيلية ضرباتها الوحشية على مدن القطاع، لتحول دون تدفق آلاف الأطنان من الأغذية والأدوية والمياه المتراكمة منذ أسبوع على الحدود المصرية أمام معبر رفح.

سمحت السلطات الإسرائيلية لقافلة تضم 20 شاحنة، محملة أغلبها بالأدوية والإسعافات الطبية، المقدمة من منظمة الصحة العالمية ووكالة غوث اللاجئين "الأونروا" والهلال الأحمر المصري، في العاشرة صباح اليوم السبت، بعد مفاوضات معقدة، استمرت 10 أيام.

استهدفت المفاوضات وقف حرب الإبادة الجماعية، ومنع قوات الاحتلال من العقاب الجماعي للفلسطينيين ورفض تهجير أبناء غزة قسراً تجاه سيناء، وإدخال المساعدات المتراكمة أمام المعبر، وتنفيذ هدنة من الحرب لبدء انتشال ضحايا العدوان من الشهداء أو ممن تعرض للموت تحت الأنقاض، ويصعب إخراجهم لقلة المعدات التقنية وأجهزة التنفس والأوكسجين، الذي تحتاجه قوات الإنقاذ المدني. 

أشرفت لجنة دولية تابعة للأمم المتحدة، على نقل المساعدات من الشاحنات المصرية، التي تحركت إلى المنطقة العازلة بين بوابتي العبور في رفح من الجانبين المصري وقطاع غزة، بالتزامن مع وصول شاحنات فلسطينية، لتجري عمليات إعادة الشحن، برعاية دولية من الصليب الأحمر والأمم المتحدة، دون مشاركة أي طرف فلسطيني أو مصري على عمليات النقل.

يرفض العدو الإسرائيلي الانصياع للنداءات الدولية، بوقف الحرب، ويجهز قواته لدخول غزة، مستهدفاً الانتقام الجماعي من المدنيين وتصفية الفلسطينيين داخل القطاع. أجبرت التفجيرات المتواصلة التي تلقيها الطائرات الإسرائيلية على مدار الساعة قافلة تضم نحو 200 شاحنة، على التوقف لأجل غير مسمى أمام معبر رفح انتظاراً لإذن دخول جديد. 

وسّعت الطائرات الإسرائيلية من غاراتها وضرباتها الجوية لتدمير مربعات سكنية جديدة بالكامل، في أثناء انعقاد مؤتمر القاهرة للسلام، الذي افتُتح بالعاصمة الإدارية، دعت إليها مصر، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة وملك الأردن ورئيس السلطة الفلسطينية، والاتحاد الأوروبي، وحشد من قادة وممثلي الدول العربية وإيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة، واليابان وجنوب أفريقيا وقبرص، بما عرقل دخول القافلة المتجهة من مصر إلى مخازن الأونروا والتابعة للأمم المتحدة داخل قطاع غزة.  

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مؤتمر صحافي عالمي عقده أمام المعبر، ظهر الجمعة: "إن خلف الأسوار يوجد أكثر من مليوني شخص يعانون بشكل كبير من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية ونقص الوقود وهم تحت النيران، في ظل وجود الكثير من الشاحنات المحملة بالمياه والطعام والوقود في معبر رفح". 

دعا "غوتيريش" إلى إزالة الشروط التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن، ودخول أكبر كمية ممكنة منها بشكل يومي إلى قطاع غزة، والتأكد من توفير الدعم الكافي للمدنيين الذين لا نريد عقابهم مرتين بسبب الحرب وفقدان الغيث الإنساني، بينما يعكس عدوان "إسرائيل" عدم اكتراثها بأية وساطات دولية تستهدف إنقاذ غزة من مجزرة جديدة خطط العدوان لتنفيذها، بعد أن أوشكت مخازن الأغذية والوقود والأدوية كافة على الانتهاء بالكامل في أنحاء القطاع.

ناقشت قمة القاهرة للسلام سبل وقف العدوان الإسرائيلي، وتهدئة الأوضاع المأساوية داخل قطاع غزة، ومنع توسيع دائرة النزاع والدخول في مواجهات على مستوى المنطقة، وحقن دماء الشعب الفلسطيني بالعودة إلى المفاوضات وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967.

المساهمون