سجلت أسعار النفط أعلى زيادة في شهر، بعد تصريح إيران بأن فتح جبهة جديدة في الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية أمر وارد. وقفزت العقود الآجلة لخام برنت 4.89 دولارات، أو 5.7%، إلى 90.89 دولاراً للبرميل، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي فوق مستوى 87 دولاراً للبرميل، مكتسباً 5 دولارات على مدى الأسبوع بعد اندلاع الحرب.
وقد يدفع التصعيد الأكثر حدّة إسرائيل صوب صراع مباشر مع إيران. في هذا السيناريو، تشير تقديرات "بلومبيرغ إيكونوميكس" إلى أن أسعار النفط قد تقفز إلى 150 دولاراً للبرميل، وأن يتراجع النمو الاقتصادي العالمي إلى 1.7%، وهو ركود يقتطع نحو تريليون دولار من الناتج الاقتصادي العالمي.
يوم الاثنين الماضي، ارتفعت أسعار النفط في أولى جلسات التداول بعد بدء عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مواقع عسكرية للاحتلال ومستوطنات إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة، غير أن العقود المستقبلية فقدت بعض مكاسبها في الجلسات القليلة التالية، بعد أن استبعد المستثمرون أي مخاطر مباشرة على إمدادات النفط من الشرق الأوسط.
ثم ارتفعت الأسعار مرة أخرى، يوم الجمعة الماضي، آخر جلسات الأسبوع، بعد تحذير وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، من فتح جبهة جديدة في الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة إذا استمر العدوان والحصار المفروض على غزة.
ومن المتوقع أن يشن الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً بعد وقت قصير من حثه على إخلاء الجزء الشمالي من غزة. وشهدت أسواق عقود الخيارات، التي شهدت تقلبات هائلة خلال الأسبوع الماضي، تحركاً آخر لصالح الشراء رهاناً على صعود الأسعار، وهو تحول غير عادي يظهر أن المستثمرين يتحوطون ضد خطر المزيد من ارتفاع الأسعار.
ويحاول المستثمرون أن يضعوا في اعتبارهم احتمال انضمام إيران إلى الحرب، وأي خطر من اضطراب التدفقات على نطاق أوسع. وفي حين أن العرض لم يتأثر بشكل كبير حتى الآن، قال متعاملون إن ارتفاع، يوم الجمعة، يشير إلى أن المستثمرين يتخلون عن الرهانات الهبوطية قبل عطلة نهاية الأسبوع.
بدوره، قال محلل الأسواق في مؤسسة أواندا، إدوارد مويا، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية، إن "أسعار النفط الخام ترتفع حيث يتعين على سوق النفط، التي تعاني حالياً نقصاً في المعروض، أن تتعامل الآن مع مزيد من عدم الاستقرار الجيوسياسي، ويبدو أن مستثمري الطاقة مقتنعون بأننا سنشهد بعض الاضطرابات في الإمدادات المرتبطة بالصراع في المستقبل القريب".